قطر لم تعترف بها السعودية كإمارة مستقلة لولا الضغوط الأمريكية البريطانية عليها سنة 1971م و كان استقلال رمزيا و ليس حقيقيا حيث أن السعودية هي من تولي عليها من تريده إلا أنه في عام 1999م أنشأت قطر برلمان منتخب و قد استجـري استفتاء عليه من قبل عامة الشعب؛ شكل فيها الأمير مجلسا وزاريا أعلى و قد عاهد الأمير عليه بدراسة التخطيط النمو الاقتصادي و الصناعي للبلاد و قد أقيمت لأول مرة انتخابات المجلس البلدي المركزي و فيها قد تم تقسيم قطر إلى 29 دائرة انتخابية . و في 24 فبراير 2010م و قعت قطر مع ايران اتفاق للتعاون في الدفاع و شدد على ضرورة توسيع التعاون بينهما في اللجان المختصة و تبادل التقنية. و في سنة 2014م أعلنت السعودية و الامارات و البحرين سحب سفرائها من قطر.
و قد ساعدت قطر المملكة العربية السعودية في حرب الخليج الثانية سنة 1991م خلال معركة الخفجة و قامت الدبابات القطرية بتوفير الدعم للحرس الوطني السعودي ضد القوات العراقية و كذلك سمحت قطر لقوات التحالف الكندية باستخدام قاعدة جوية بالبلاد و مهما تفعل قطر للسعودية تيقى السعودية تنظر إليها النظرة الدونية و هي نفس الحبكة تحاك الآن من قبل السعودية لاحتلال قطر كما فعلها صدام باحتلاله للكويت، و نفس اللواعب أن صدام حسين لو ما لم يأخذ الأمر من أمريكا بالاعتداء و الاحتلال للكويت ما تقدم شبرا واحدا في الأراضي الكويتية إلا أنه وجد الضوء الأخضر الأمريكي مساعدا له و مساندا في الغزو. و هكذا الآن تدور الدوائر بعد أن أفرغ ترامب الخزينة السعودية كما أفرغت الحرب الايرانية الخزينة العراقية فوجد الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين اللا حل لأزمته الاقتصادية سوى السيطرة على منافذ اقتصادية قريبة المنال و سهلة في ظنه دولة الكويت. و كما له مقولة مشهورة عن الجوع " قطع الأعناق و لا قطع الأرزاق" بما معناه قد اطهده الفقر و حس بظلمه لشعبه بمقولته هاته فأراد أن يقطع أعناق الكويتيين ليرزق شعبه الذي ظلمه. و هو نفس التفكير الذي يدور في خلد المتنفذون في الملك و حاشيته في المملكة العربية السعودية على قطر. و قد قرأت و استمعت لأغلب التحاليل السياسية ممن يعتبرون أنهم من السياسيين الكبار أن الحرب آتية لإيران صحيح أن الحرب ستكون بصفة غير مباشرة لإيران لكنها مباشرة على قطر و السعودية لأنه أمريكا تعرف قدرات إيران النووية و الصاروخية و تعلم جيدا أن إيران مسنودة من قبل الصين و كوريا و روسيا. و ما يؤكد مقولتنا خطاب بوتين لهذا اليوم 08/06/2017 أن حرب الروس مع أمريكا هذا يعني فناء لكل العالم، فلا أظن من أحد العقلاء القادة من الأمريكان أو غيرهم يسعون إلى فناء العالم بحربهم على إيران و إن حساب بوتين مضبوط جــدا.
الآن بعد أن أحست أمريكا أنها تورطت بإعطائها الضوء الأخضر للسعودية للهجوم على قطر فقط وجهت اتهامات إلى اختراقات القنوات التي تمت فيها المقابلة و قد نفي حاكم قطر هذه الاعترافات بأنه يدعم الإخوان المسلمين و داعش وحماس و الحوثيين، و كل هذه تبريرات لإظهار مساوئ حاكم قطر فأحيانا يذم الشخص بمدحه مثلا الآن يعرضون جميع مساوئ هذا الحاكم و كأنها أفعال جديدة بالنسبة لهم فماذا لم تذكر منذ 2010م ؟!!! و لماذا يذكرون مقابلة الرئيس الإيراني أو مقابلة قاسم سليمان أو أو أو.... إلى آخره. كلها لأجل اسقاط الحكم و السيطرة عليه من قبل السعودية لإشباع جياعهم.
هكذا ديدن السعوديين عندما يحاولون اسقاط نظام أو يعادون حاكم. فطيلة سنين حرب صدام لإيران السعودية داعمة له و لم تظهر أي سلبية من سلبياته و لكن حينما أتاها أمر تغيير صدام أظهرت مأساة حلبشة و المقابر الجماعية التي قام بها صدام و كأنهم لم يعلموا بها في وقتها و غير مشاركين فيها و يـبـرؤون ذممهم أمام شياطينهم لأدنى جميع العالم السياسيين خاصة يعرفون ما هي مكائد و حيل آل سعود و تبعيتهم المتجذرة و المتأصلة لحكام بني صهيون.

للكاتب شهيد لحسن امباركي باريس يوم 08/06/2017.