جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــ
حرب الخرائط !!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
بعد أن ورّثت العائلة ( المالكة !؟) العراق ذي الخارطة الواحدة ، مرغمة ، أخطاءها وخطاياها لعوائل جديدة تناهبت ما طالته أياديها ( الكريمة !! ) من ألإرث على جوع أكيد للتملّك ونهم غريب لإجترار ( الضحية التي تقلّد جلادها ) ، إتسعت أحلام الوارثين ففرشوا أحلامهم على خرائط جديدة للموروث لتثبيت حدود الورثة ، وهي دون حدود الله والوطن والشعب بكثير ، فبدأت ( حربا ً) غريبة عجيبة ، تضحك أكثر مما تبكي ، نرى على خطوطها ألأمامية والخلفية ألوانا ً تشير إلى أن السنة هنا والشيعة هناك وألأكراد على هذا والتركمان على ذاك ، وما بين هذه ألأقوام ثمة بقع زينتها خطوط متوازية تشير إلى ( خلائط ) من هؤلاء جميعاً ، لا أحد راهن عليهم بعد (!؟) ، تذكر المرء بنكتة قديمة تقول : أن واحدة من ( بنات الهوى ) ، تناست ( الهوى ) ، بعد أن عثرت على ( زوج محترم ) فسألت بائعة ملابس عن أي الفساتين أفضل في يوم ( عرسها ) ، فأجابت هذه عن ( علم أكيد ) : ألأبيض للعذراء ، وألأحمر للمطلقة أو ألأرملة أو ( غير ذلك ) . عندها طلبت ( بنت ...) فستانا ًمن نوع ( غير ذلك ) أبيض مخططا ً بالأحمر !!

وعلى وفق ما رأيناه من خرائط ( نوّرت ) في وسائل ألإعلام لأقاليم ومدن ( خاصة وعامة ) لا نحتاج إلى ذكاء كبير لفهم مايجري في كواليس ( العوائل التي ورثتنا ) والتي حرصت عل وضعنا في قماقم وحاويات ( حسب الطلب ) ، فأشاعت ، بعلمها المسبق وهذا خبث أكيد أو بدون علمها وهذا جهل مرعب ، نوعاً جديداً من ( الحروب ألآجلة ) يمكن وضعه على خانة ( حسب الظروف الدولية ) قد يجرّ إلى أن تقوم الأقضية والنواحي والقرى إلى إعلان نفسها جمهوريات ديمقراطية حسب مقاسات ( شيخ بعيو ) و ( سيد نونو ) و ( حجي زبالة ) و( مام نشاف ) ، وكل ذلك حق يقع تحت ( حق الشعب في تقرير المصير ) ، ولايمكن لأحد ان يعترض على ( حق !؟) ، وهذا ما يدفعني إلى تشجيع قريتي على إقامة جمهوريتهم قبل فوات ألأوان للسيطرة على نهري دجلة والفرات وقبل أن تحصل ( حروب الماء ) لأننا فرغنا من الكهرباء وأضعنا الوجه الحسن ، ولإبرام اكبر صفقة فلفل حار في التأريخ ولإنشاء اكبر معمل ( للدعبل ) و ( والفرّارات ) المعدة للتصدير إلى ( جهّال ) الجيران ، وعدم ألإلتفات إلى نصائح ( المركز ) الفاقد لمركيزته ومركزه اذ مازال ساكنوه يتبادلون الشتائم المهذبة ، بعد أن نفوا بعضهم ، في ذات العمارة !!

حرب الخرائط العراقية مدّت أجنحتها نحو المواقع الحساسة وغير الحساسة من جسد العراق ، ولكن فات مهندسوها أن يضموا إلى إقطاعياتهم العائلية مواقع الجاليات العراقية في لندن وباريس ونيويورك وواشنطن وميشغن ، كما فاتهم وبكل تأكيد أنهم ، في هذا الموضوع بالذات ، لايمثلون غير أنفسهم وأن أحلام اليقضة قد طوّحت بهم بعيداً عن الشعب العراقي في سفرة خيالية تشبه تلك التي تنتاب محموماً أو مخموراً يذكرنا بالراعي العربي الذي قال قبل مئات السنين : ( إذا سكرت فأنا رب الخورنق والسدير/ وإذا صحوت فأنا رب الشويهة والبعير ) ، طبعا ً مع ألأخذ بواقعية هذا الراعي في حالتيه وحمّى الذين أشعلوا هذه الحرب ، بعد مساومات على شبر هنا وشبر هناك من أرض لايمتلكونها !! وها نحن نراهم كلّ مع خريطته غارق في قراءة خرائطه ، ولكننا نعلم أن الخريطة والخرائط في أيادي هؤلاء بلا ( طاء ) !!

arraseef@yahoo.com :NJ: