أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 37

الموضوع: عودة بعد غياب وفصول من رواية إعدام مظلوم

  1. #11
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العكيدي مشاهدة المشاركة
    فصل أخر مميز للرواية مميزة بأسلوبها، وصورها، وأحداثها...
    نترقب المزيد.
    دمت مبدعا.
    مع التقدير
    شكر الله لك المتابعة.. التواصل والتشجيع يزيد اصرار الكاتب على مواصلة عمله ومحاولة تجويده
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

  2. #12
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    بحورك عميقة ، ولا تركب إلا الصعب من الموج
    مواضيعك شائكة .. وشيقة ـ وبقلمك المتمكن تجعلنا نحلق معك
    في فضاءات حرفك المسجل للأحداث بعين مفكر وقلم أديب جاد احيانا
    وساخرا أحيانا أخرى .. ولكنه ممتع.
    أتابع معك .. وبشغف
    تحياتي وودي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تعليق حضرتك استاذة نادية بقدر ما يسعدني ويشرفني فإنه في ذات الوقت يحملني مسؤولية ان يظل العمل على هذا القدر من المصداقية مماهيا بين سخرية نقد الواقع والذات وجدية تقديم الفكرة والمضمون..
    السير بين الاشواك مؤلم ومضني لكنه يجعل المشوار في النهاية له قيمة ما.. والخوض في المسكوت عنه شاق.. ومع ذلك لا اجد وظيفة حقيقية للكلمة سوى نقله من خانة الصمت الى خانة الكلام
    دعوات حضرتك أن أصل الى ما تأمليه..

  3. #13
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
    بدون شك أن السارد مهد لروايته بافتتاحية مثيرة ومغرية ،حيث ترك القارئ يتنبأ بأحداث سوف تظهر بعد هذه التوطئة،واختار توليد الفوضى في الشارع العام ،فوضى خلقت نوعا من الترقب والاستنفار لدى القارئ ،ومن هنا زاوج السارد بين السرد المتين والوصف الدقيق لما حدث متتبعا سلوكات معينة ترتبط بالبطلة والمارة عن طريق لغة شيقة، فطور الحدث إلى ما يشبه نوعا من التداعي ،والتخيل ،والواقع الممكن ... فبرز ما يكسر نمطية السرد عن طريق حوار مقتضب يزاوج بين الرغبة في التواصل وتصنع القسوة والخشونة في الحديث. بفنية أدبية متميزة عرف السارد كيف يتخلص من الحديث عن الفوضى إلى الحديث عن ما هو أخطر وأكبر لرفع درجة التشويق والإثارة خاصة بعدما تعقدت الأمور ووصلت القضية إلى تأرجح بين الموت والحياة .. ..
    بداية موفقة ،وكتابة إبداعية متميزة ،تعتمد على تطويع اللغة لتكون منسجمة مع الأفكار ، وكما قيل : اللغة وعاء للأفكار ، فإذا انثقب الوعاء تبعثرت الأفكار ..
    جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق علاء..
    محبتي وتقديري
    مرور حضرتك هو الاروع

    اللغة هي وعاء الافكار حقيقة ادبية وفلسفية وفكرية ثابتة وقدر ما هي صحيحية قدر ما هي مخيفة للكاتب أو المفكر، فالإلمام بفنيات اللغة مما لا يدرك جله إلا على المختصين فيها وبها.. الهواة من أمثالي يتعثرون ، فربما يكون القاموس اللغوي للكاتب كبيرا ثريا يملك الكثير من المرادفات الثرية.. ومع ذلك تعيبه غياب الضوابط النحوية أحيانا وعندها يحدث الحرج..

    تعليق حضرتك الثري فضلا عن كونه وسام شرف هو ايضا دافع للمضي قدما.. شكر الله لك

  4. #14
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    [QUOTE=مصطفى الصالح;1104251]كأني أقرأ ل نجيب الكيلاني
    سأقول أنك أبدعت بلا حدود
    تشويق قوي
    أسلوب رصين مزج الحاضر بالماضي وأثبت الواقع بطريقة فنية لائقة
    ولغة جيدة خلت من السهوات إلا في كلمة واحدة
    أبدعت
    كل التقدير[/QUOTE

    الدكتور نجيب الكيلاني رواياته كانت المعلم الاول
    وابداعه يظل ملهما
    على ان أغلب العمالقة لا يعوضون ولا يتكررون وان بقيت بقية من انفاسهم في انفاس تلامذتهم والمحبين لهم..

    شكرا استاذ مصطفى إذ ذكرتني بحبيب.. مرورك العبق عطر محاولتي الروائية..
    وانتظر أن توضح لي السهوة أو السهوات .. فمن فضلكم نتعلم ونرتقي

  5. #15
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    ( 3 )

    لم يكن محمود يشعر بشيء مما حوله، والجنود يدفعونه لمغادرة المحكمة إلى عربة الترحيلات، كل شيء حوله وداخله أصبح خواء لا معنى له، ولا وجود له، لم يكن يهمه دفع الجنود له، ولا وكزاتهم المتتالية في كتفه وظهره، كل ما كان يحاوله أن يختبئ وسط الجنود ووسط زملائه المتهمين حتى لا تلتقي عيناه بعيني أمه ولا بعيني لمياء.. لقد صارت جلسات المحاكمة بالنسبة له عذابا لا يطاق، لأنها تجبره أن يرى عيونا ملؤها الهم والحزن والنكد..


    يتساءل: وهل الحياة تستحق كل هذا الاهتمام والنكد؟!.. هل تستحق حياته هو بالذات وهو الذي لا يصنع شيئا سوى أن يملأ دنيا الناس حوله شغبا وصخبا ولهوا وفكاهة وجنونا، -كما كانوا يصفونه دائما- هل تستحق حياته تلك كل هذا الكم من الحزن والبؤس؟.. ألم يكن مجرد مهرّج يمكن استبداله بمهرّج آخر أقدر منه على الإضحاك؟!..
    إن يوم المحاكمة يمثل له أكبر محنة تقابله منذ تم اختطافه من أمام الصيدلية منذ أكثر من عام، حتى حفلات التعذيب المنظّمة، وتلك الأخرى التي قد يؤديها بعض الحرّاس مجاملة للسادة الضباط وطلبا لمصلحة ما يمنحونها لهم.. حتى هذه الحفلات تهون أمام محنة أيام المحاكمة.. إنه يمقت طوله الفارع الذي يعقّد من مهمة تَواريه وسط الزملاء والعساكر.. ويكره أكثر التلكؤ المتعمّد الذي يمارسه زملاؤه إذا حازوا أقاربهم في محاولة يائسة لمنحهم نظرة أو ابتسامة مغتصَبة، سرعان ما ترتد إلى دموع حجرية تسكن المآقي وتُعمّق كسر القلوب.. في حرصهم المحموم هذا على تبادل نظرات اللوعة والحسرة، يدفعونه دفعا لأشد لحظات عذابه إيلاما وهي أن تلتقي دموعه بدموع من يحب!!


    لم يحاول مرة أن يلفت نظر زملائه المتهمين معه في نفس القضية، أو غيرهم من رفقاء السجن إلى معاناته.. فأشد ما يعجب له هذا التباين، أو هذا الاختلاف، أو سمّه إن شئت: تنافرا مع أبناء درب واحد، ورفاق مصير مشترك محتوم!!

    في هذا التنافر تكمن محنته الحقيقية، محنته التي جعلته يُفضّل حكما بالإعدام شنقا على حكم مخفف ولو بالسجن بضع سنين!!..

    فالإعدام بالنسبة له هو هذا التلاشي في ذات جناب المحبوب.. تلاشٍ لا يشعر بعده بشيء من عذابات الدنيا ومآسيها العظام، إنه همزة الوصل إلى خلود أبدي يصرفه عن كل ما يكره، وما يُنغّص عليه لذة الخلوات.. والسجن ولو كان مخففّا مع مجموعة تتنافر معه كل التنافر هو حكم على الغريب الذي بداخله بالموت كل يوم عدة مرات!!
    الإعدام موت واحد حاضر وبقوة لنفس غير مفتونة ولا مبدّلة، قسوة السجن وحفلات التعذيب ذات الأمسيات الطوال، ومضاهاتها بأمسيات أعمق منها إيلاما وأطول ساعات وأحلك ظلمة، هي تلك التي يمارسها معه بعض الرفاق في محاولة مستميتة لإنجاح عملية غسيل مخ له.. هذه القسوة المركّبة فرضت عليه سؤالا عجيبا حائرا:
    أيهما أشد ضررا وأعمق أثرا على النفس، وأكبر جُرما عند الله محاولة فتنته عن الدين التي يمارسها معه زبانية التعذيب؟، أم الفتنة عن الفكر الذي يؤمن به ويوقن أنه منبثق من ذات الدين؟..

    الدين عند محمود لا يقف عند حدود النصوص المقدّسة في كتاب أو سُنّة، لكنه هذا الامتزاج بين روح تلك النصوص وبين عقله وأحاسيسه وعواطفه.. فالدين المقدّس هو نتاج رباني خالص لا دخل للبشر فيه، أما فهم الدين فهو إنتاج ينتجه البشر في ضوء هداية النص المقدّس..

    عندما حاول مرة أن يشرح وجهة نظره هذه، واجهه الجمع بقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا).. تساءل ساعتئذ عن معنى الاجتهاد وضرورته إذن؟! ولم يظفر حتى الساعة بإجابة تشرح صدره ولو قليلا..
    لم ينسَ أنه سمع من أحد طلاب العلم بالأزهر تفسيرا يقول: إن الله تعالى وهب الإنسان العقل ليفهم به النص المقدس، لا ليحرّف فيه بالزيادة أو النقصان.. وهذا يتفق مع ما يفهمه.. وسمع الشيخ يوسف القرضاوي في حلقات الشريعة والحياة على فضائية الجزيرة الإخبارية يعرّف فقه الإمام أبي حنيفة بفقه المقاصد والعلل والغايات، وهو ما وافقه فيه الإمام الشاطبي.. فكيف نوفّق بين فقه هؤلاء وبين تجنب اتّباع الهوى؟!..


    أسئلة الحيرة والغموض ما برحت عقل محمود خارج السجن وداخل السجن.. ومحمود قبل السجن طير حر طليق يتنقّل بين الأشجار، فإذا ضاق بفكر شيخ هنا، أو فكر مسؤول هناك، يطير إلى أغصان أخرى، أو يبتعد إلى أشجار أخرى فيلتقط من كل غصن أنضج ثماره، لكنه في السجن مُقيّد الحرية في قفص صخري الجدران مجبر أن يتناول عقله فكرًا واحدًا، كما هو مجبر على تناول طعام السجن الموَحد بما فيه من آفات!!.. وهذا ما يطلق عليه محمود بينه وبين نفسه ظلمات السجن السوداء بعضها فوق بعض..

    رغم ظلمات السجن حالكة السواد، كان محمود يبتسم لنفسه كلما تذكّر قنبلة الدخان التي ألقاها داخل لقاء الأسرة ذات مرة.. سأل بعفوية شديدة:
    ما الفرق بين إسلام سيدنا أبي بكر، وبين إسلام سيدنا عمر بن الخطاب؟ وكذلك بين إسلام بن عمر وبن عباس؟؟!..
    غرق إخوانه في الضحك، لقد اعتادوا منه على إطلاق القفشات في ذروة أوقات الجد، ظنوها قفشة من قفشاته.. لكن الأستاذ سامي مسؤول الأسرة لم يضحك، نظر إليه مباشرة في عينيه كأنه يريد أن يقرأ خلف نظراته البريئة شيئا.. ثم قال بصرامة:
    يا أخ محمود لا يوجد شيء اسمه إسلام سيدنا أبي بكر وإسلام سيدنا عمر.. الإسلام واحد يا أخي والأفهام والعقول والاجتهادات تتغير وتختلف..
    أومأ محمود برأسه محاولا أن يكتم ابتسامة الظفر بما أراد!!

    التباين الذي يصل إلى حد التنافر أحيانا سيطر على المتهمين الستة المحكوم عليهم بالإعدام في قضية قتل الحارس، منذ دفعهم الجنود إلى عربة الترحيلات وأغلقوا عليهم بابها الثقيل الصدئ، بدا الانهيار المكتوم على وجوه البعض، انهيارا صامتا لا صوت له، لا بكاء لا نشيج لا هيستيريا، انهيار يصنع شيئا أشبه بالاكتئاب والرغبة الملحة في تعجل تنفيذ الحكم، فوقوع البلاء أهون من انتظاره، وانتظار وقوع البلاء كل يوم، هو بلاء كل يوم!!
    وهناك من سلّم أمره لله، تسليما جعله يترك نفسه كلها لله، فلا إرادة خاصة له، ولا رغبة منبعثة من ذاته، فإنما هو خلق من خلقه سبحانه يحركه كيف شاء وأنى شاء.. إن سجنا، فرضا، وإن إعداما فشهادة، وإن فرجا فابتلاء جديد وامتحان آخر..

    ومنهم من كان يُغنّي في العربة التي تسوقه إلى عنبر الإعدام!!.. نعم يُغنّي بصوت مرتفع:

    حتفرج حتفرج بإذن الإله
    ونخرج وننعم بنور الحياة
    يا قاعد لوحدك وكلك هموم
    وسهران في ليلك تعد النجوم
    ما تطرد شيطانك وحارب هواك
    حتفرج حتفرج بإذن الإله
    عيالك وأهلك في رحمة كريم
    وهو المدبر وهو الرحيم
    وأمرك في ايده وهو في علاه


    في عربة الترحيلات كما في السجن، صاحب المبادرة والصوت الأعلى الأكثر جرأة هو الذي يفرض هيمنته.. من يستطيع أن يوقف غناء هذا الشاب المحكوم عليه توا بالإعدام حكما نهائيا باتا؟ وهل هذا غناء، أم مناجاة؟ أم صرخة سخرية واستهزاء بكل شيء؟!

    ومحمود صاحب الشخصية المرحة المنطلقة حد الجنون، يكره التهريج ويميّز بينه وبين المرح وصناعة البهجة.. التهريج عنده نوع من السلبية واللا مبالاة واليأس المتنكّر في صورة استهانة.. وقد كان رغم تسليمه الأمر كله لله، يحترم اللحظة، يوقر رهبتها.. لا يمكن أن يدّعي لنفسه أن لحظة تأييد حكم الإعدام من محكمة النقض لا تختلف عن اللحظة السابقة حيث كان هناك أمل ولو متناهي الضآلة في تغيير الحكم.. إن كلمة الموت لها سطوتها التي تفرض رهبتها، والحكم بالموت ليس هيّنا، حتى ولو كان الموت نفسه أمنية!!

    هو بحاجة ماسة أن يخلو بنفسه ساعات يراجع فيها حياته فيما كانت ولمن كانت؟.. يُعد نفسه لصاحب السطوة والجبروت الذي يدنو منه كل لحظة، وهو ينتظره!!..
    في عربة الترحيلات كما في الزنزانة لا فرصة لأن تخلو بنفسك.. فالواحد في الكل والكل في واحد.. لا خصوصية لأدق مشاعرك خصوصية، وهذا نوع من العذاب يجعل تنفيذ حكم الموت نفسه فرجا ومخرجا!!
    الفكرة التي سيطرت على عقل محمود في تلك الأجواء التي شبّهها بمولد من موالد الأولياء.. حيث التنافر بالغ مداه.. إنه مولد يصنعه ستة نفر فحسب لا أكثر من ذلك.. سيطرت عليه فكرة أو سؤال:
    متى ينفّذون حكم الإعدام؟..

    صورة أمه ولهفتها ولوعتها لم تفارق خياله.. صدمة لمياء تلك الرقيقة الحنون تصنع له حضنا دائما يغلّفه حتى في تلك الأجواء.. كل واحدة منهما يحدوها الأمل في تأجيل التنفيذ إلى أجل غير مسمى.. كل واحدة منهما تعتبر اليوم الذي يمر دون أن تسمع خبر تنفيذ الحكم هو حياة كاملة بالنسبة لها.. فحياة محمود تطول.. والأمر عند محمود عكس ذلك تماما، فكل يوم تُشرق شمسه هو تنفيذ محتمل للإعدام.. المحكوم عليهم بالإعدام يُعدمون كل طلعة صباح..

    استدار إلى جانب من جوانب السيارة وجلس على ركبتيه وأغمض عينيه طلبا لخلوة مستحيلة وفي أذنيه نغم بات عذبا:

    أبتاه إن طلع الصباح على الدُنا وأضاء نورُ الشمسِ كلَ مكان
    واستقبلَ العصفورُ بين غصونه يوما جديدا مشرقَ الألوان
    وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجري على فم بائع الألبان
    وأتى يدقّ كما تعود بابنا سيدق باب السجن جلادان
    وأكون بعد هُنيهة متأرجحا في الحبل مشدودا إلى العيدان..

    انطلق صوت أجش من ناحية باب العربة:
    وحّد الله يا دكتور محمود.. كله بأمره ولا أحد يموت ناقص عمر..

    لحظة رِقّة انتابت الحارس الفظ، ضاعفت من عذابات محمود.. انتهكت مشاعره في لحظة خلوة مقدّسة، لن ينعم بها حتى يأتي الموت.. فمتى يأتي ذلك الموت؟!

  6. #16
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    ( 3 )

    لم يكن محمود يشعر بشيء مما حوله، والجنود يدفعونه لمغادرة المحكمة إلى عربة الترحيلات، كل شيء حوله وداخله أصبح خواء لا معنى له، ولا وجود له، لم يكن يهمه دفع الجنود له، ولا وكزاتهم المتتالية في كتفه وظهره، كل ما كان يحاوله أن يختبئ وسط الجنود ووسط زملائه المتهمين حتى لا تلتقي عيناه بعيني أمه ولا بعيني لمياء.. لقد صارت جلسات المحاكمة بالنسبة له عذابا لا يطاق، لأنها تجبره أن يرى عيونا ملؤها الهم والحزن والنكد..


    يتساءل: وهل الحياة تستحق كل هذا الاهتمام والنكد؟!.. هل تستحق حياته هو بالذات وهو الذي لا يصنع شيئا سوى أن يملأ دنيا الناس حوله شغبا وصخبا ولهوا وفكاهة وجنونا، -كما كانوا يصفونه دائما- هل تستحق حياته تلك كل هذا الكم من الحزن والبؤس؟.. ألم يكن مجرد مهرّج يمكن استبداله بمهرّج آخر أقدر منه على الإضحاك؟!..
    إن يوم المحاكمة يمثل له أكبر محنة تقابله منذ تم اختطافه من أمام الصيدلية منذ أكثر من عام، حتى حفلات التعذيب المنظّمة، وتلك الأخرى التي قد يؤديها بعض الحرّاس مجاملة للسادة الضباط وطلبا لمصلحة ما يمنحونها لهم.. حتى هذه الحفلات تهون أمام محنة أيام المحاكمة.. إنه يمقت طوله الفارع الذي يعقّد من مهمة تَواريه وسط الزملاء والعساكر.. ويكره أكثر التلكؤ المتعمّد الذي يمارسه زملاؤه إذا حازوا أقاربهم في محاولة يائسة لمنحهم نظرة أو ابتسامة مغتصَبة، سرعان ما ترتد إلى دموع حجرية تسكن المآقي وتُعمّق كسر القلوب.. في حرصهم المحموم هذا على تبادل نظرات اللوعة والحسرة، يدفعونه دفعا لأشد لحظات عذابه إيلاما وهي أن تلتقي دموعه بدموع من يحب!!


    لم يحاول مرة أن يلفت نظر زملائه المتهمين معه في نفس القضية، أو غيرهم من رفقاء السجن إلى معاناته.. فأشد ما يعجب له هذا التباين، أو هذا الاختلاف، أو سمّه إن شئت: تنافرا مع أبناء درب واحد، ورفاق مصير مشترك محتوم!!

    في هذا التنافر تكمن محنته الحقيقية، محنته التي جعلته يُفضّل حكما بالإعدام شنقا على حكم مخفف ولو بالسجن بضع سنين!!..

    فالإعدام بالنسبة له هو هذا التلاشي في ذات جناب المحبوب.. تلاشٍ لا يشعر بعده بشيء من عذابات الدنيا ومآسيها العظام، إنه همزة الوصل إلى خلود أبدي يصرفه عن كل ما يكره، وما يُنغّص عليه لذة الخلوات.. والسجن ولو كان مخففّا مع مجموعة تتنافر معه كل التنافر هو حكم على الغريب الذي بداخله بالموت كل يوم عدة مرات!!
    الإعدام موت واحد حاضر وبقوة لنفس غير مفتونة ولا مبدّلة، قسوة السجن وحفلات التعذيب ذات الأمسيات الطوال، ومضاهاتها بأمسيات أعمق منها إيلاما وأطول ساعات وأحلك ظلمة، هي تلك التي يمارسها معه بعض الرفاق في محاولة مستميتة لإنجاح عملية غسيل مخ له.. هذه القسوة المركّبة فرضت عليه سؤالا عجيبا حائرا:
    أيهما أشد ضررا وأعمق أثرا على النفس، وأكبر جُرما عند الله محاولة فتنته عن الدين التي يمارسها معه زبانية التعذيب؟، أم الفتنة عن الفكر الذي يؤمن به ويوقن أنه منبثق من ذات الدين؟..

    الدين عند محمود لا يقف عند حدود النصوص المقدّسة في كتاب أو سُنّة، لكنه هذا الامتزاج بين روح تلك النصوص وبين عقله وأحاسيسه وعواطفه.. فالدين المقدّس هو نتاج رباني خالص لا دخل للبشر فيه، أما فهم الدين فهو إنتاج ينتجه البشر في ضوء هداية النص المقدّس..

    عندما حاول مرة أن يشرح وجهة نظره هذه، واجهه الجمع بقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا).. تساءل ساعتئذ عن معنى الاجتهاد وضرورته إذن؟! ولم يظفر حتى الساعة بإجابة تشرح صدره ولو قليلا..
    لم ينسَ أنه سمع من أحد طلاب العلم بالأزهر تفسيرا يقول: إن الله تعالى وهب الإنسان العقل ليفهم به النص المقدس، لا ليحرّف فيه بالزيادة أو النقصان.. وهذا يتفق مع ما يفهمه.. وسمع الشيخ يوسف القرضاوي في حلقات الشريعة والحياة على فضائية الجزيرة الإخبارية يعرّف فقه الإمام أبي حنيفة بفقه المقاصد والعلل والغايات، وهو ما وافقه فيه الإمام الشاطبي.. فكيف نوفّق بين فقه هؤلاء وبين تجنب اتّباع الهوى؟!..


    أسئلة الحيرة والغموض ما برحت عقل محمود خارج السجن وداخل السجن.. ومحمود قبل السجن طير حر طليق يتنقّل بين الأشجار، فإذا ضاق بفكر شيخ هنا، أو فكر مسؤول هناك، يطير إلى أغصان أخرى، أو يبتعد إلى أشجار أخرى فيلتقط من كل غصن أنضج ثماره، لكنه في السجن مُقيّد الحرية في قفص صخري الجدران مجبر أن يتناول عقله فكرًا واحدًا، كما هو مجبر على تناول طعام السجن الموَحد بما فيه من آفات!!.. وهذا ما يطلق عليه محمود بينه وبين نفسه ظلمات السجن السوداء بعضها فوق بعض..

    رغم ظلمات السجن حالكة السواد، كان محمود يبتسم لنفسه كلما تذكّر قنبلة الدخان التي ألقاها داخل لقاء الأسرة ذات مرة.. سأل بعفوية شديدة:
    ما الفرق بين إسلام سيدنا أبي بكر، وبين إسلام سيدنا عمر بن الخطاب؟ وكذلك بين إسلام بن عمر وبن عباس؟؟!..
    غرق إخوانه في الضحك، لقد اعتادوا منه على إطلاق القفشات في ذروة أوقات الجد، ظنوها قفشة من قفشاته.. لكن الأستاذ سامي مسؤول الأسرة لم يضحك، نظر إليه مباشرة في عينيه كأنه يريد أن يقرأ خلف نظراته البريئة شيئا.. ثم قال بصرامة:
    يا أخ محمود لا يوجد شيء اسمه إسلام سيدنا أبي بكر وإسلام سيدنا عمر.. الإسلام واحد يا أخي والأفهام والعقول والاجتهادات تتغير وتختلف..
    أومأ محمود برأسه محاولا أن يكتم ابتسامة الظفر بما أراد!!

    التباين الذي يصل إلى حد التنافر أحيانا سيطر على المتهمين الستة المحكوم عليهم بالإعدام في قضية قتل الحارس، منذ دفعهم الجنود إلى عربة الترحيلات وأغلقوا عليهم بابها الثقيل الصدئ، بدا الانهيار المكتوم على وجوه البعض، انهيارا صامتا لا صوت له، لا بكاء لا نشيج لا هيستيريا، انهيار يصنع شيئا أشبه بالاكتئاب والرغبة الملحة في تعجل تنفيذ الحكم، فوقوع البلاء أهون من انتظاره، وانتظار وقوع البلاء كل يوم، هو بلاء كل يوم!!
    وهناك من سلّم أمره لله، تسليما جعله يترك نفسه كلها لله، فلا إرادة خاصة له، ولا رغبة منبعثة من ذاته، فإنما هو خلق من خلقه سبحانه يحركه كيف شاء وأنى شاء.. إن سجنا، فرضا، وإن إعداما فشهادة، وإن فرجا فابتلاء جديد وامتحان آخر..

    ومنهم من كان يُغنّي في العربة التي تسوقه إلى عنبر الإعدام!!.. نعم يُغنّي بصوت مرتفع:

    حتفرج، حتفرج بإذن الإله
    ونخرج وننعم بنور الحياة
    يا قاعد لوحدك وكلك هموم
    وسهران في ليلك تعد النجوم
    ما تطرد شيطانك وحارب هواك
    حتفرج حتفرج بإذن الإله
    عيالك وأهلك في رحمة كريم
    وهو المدبر وهو الرحيم
    وأمرك في ايده وهو في علاه


    في عربة الترحيلات كما في السجن، صاحب المبادرة والصوت الأعلى الأكثر جرأة هو الذي يفرض هيمنته.. من يستطيع أن يوقف غناء هذا الشاب المحكوم عليه توا بالإعدام حكما نهائيا باتا؟ وهل هذا غناء، أم مناجاة؟ أم صرخة سخرية واستهزاء بكل شيء؟!

    ومحمود صاحب الشخصية المرحة المنطلقة حد الجنون، يكره التهريج ويميّز بينه وبين المرح وصناعة البهجة.. التهريج عنده نوع من السلبية واللا مبالاة واليأس المتنكّر في صورة استهانة.. وقد كان رغم تسليمه الأمر كله لله، يحترم اللحظة، يوقر رهبتها.. لا يمكن أن يدّعي لنفسه أن لحظة تأييد حكم الإعدام من محكمة النقض لا تختلف عن اللحظة السابقة حيث كان هناك أمل ولو متناهي الضآلة في تغيير الحكم.. إن كلمة الموت لها سطوتها التي تفرض رهبتها، والحكم بالموت ليس هيّنا، حتى ولو كان الموت نفسه أمنية!!

    هو بحاجة ماسة أن يخلو بنفسه ساعات يراجع فيها حياته فيما كانت ولمن كانت؟.. يُعد نفسه لصاحب السطوة والجبروت الذي يدنو منه كل لحظة، وهو ينتظره!!..
    في عربة الترحيلات كما في الزنزانة لا فرصة لأن تخلو بنفسك.. فالواحد في الكل والكل في واحد.. لا خصوصية لأدق مشاعرك خصوصية، وهذا نوع من العذاب يجعل تنفيذ حكم الموت نفسه فرجا ومخرجا!!
    الفكرة التي سيطرت على عقل محمود في تلك الأجواء التي شبّهها بمولد من موالد الأولياء.. حيث التنافر بالغ مداه.. إنه مولد يصنعه ستة نفر فحسب لا أكثر من ذلك.. سيطرت عليه فكرة أو سؤال:
    متى ينفّذون حكم الإعدام؟..

    صورة أمه ولهفتها ولوعتها لم تفارق خياله.. صدمة لمياء تلك الرقيقة الحنون تصنع له حضنا دائما يغلّفه حتى في تلك الأجواء.. كل واحدة منهما يحدوها الأمل في تأجيل التنفيذ إلى أجل غير مسمى.. كل واحدة منهما تعتبر اليوم الذي يمر دون أن تسمع خبر تنفيذ الحكم هو حياة كاملة بالنسبة لها.. فحياة محمود تطول.. والأمر عند محمود عكس ذلك تماما، فكل يوم تُشرق شمسه هو تنفيذ محتمل للإعدام.. المحكوم عليهم بالإعدام يُعدمون كل طلعة صباح..

    استدار إلى جانب من جوانب السيارة وجلس على ركبتيه وأغمض عينيه طلبا لخلوة مستحيلة وفي أذنيه نغم بات عذبا:

    أبتاه إن طلع الصباح على الدُنا وأضاء نورُ الشمسِ كلَ مكان
    واستقبلَ العصفورُ بين غصونه يوما جديدا مشرقَ الألوان
    وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجري على فم بائع الألبان
    وأتى يدقّ كما تعود بابنا سيدق باب السجن جلادان
    وأكون بعد هُنيهة متأرجحا في الحبل مشدودا إلى العيدان..

    انطلق صوت أجش من ناحية باب العربة:
    وحّد الله يا دكتور محمود.. كله بأمره ولا أحد يموت ناقص عمر..

    لحظة رِقّة انتابت الحارس الفظ، ضاعفت من عذابات محمود.. انتهكت مشاعره في لحظة خلوة مقدّسة، لن ينعم بها حتى يأتي الموت.. فمتى يأتي ذلك الموت؟!

  7. #17
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    ما زلت أستمتع وأستفيد من هذه الرواية الرائعة بسرد متقن وتصوير رائع يغري القارئ ويجذبه إلى المتابعة وانتظار باقي الفصول بشغف.
    مع أجمل التحايا

  8. #18
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,035
    المواضيع : 310
    الردود : 21035
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    وقوع البلاء أهون من انتظاره، وانتظار وقوع البلاء كل يوم، هو بلاء كل يوم!!

    إن كلمة الموت لها سطوتها التي تفرض رهبتها، والحكم بالموت ليس هيّنا،
    حتى ولو كان الموت نفسه أمنية!!

    كل يوم تُشرق شمسه هو تنفيذ محتمل للإعدام.. المحكوم عليهم بالإعدام يُعدمون كل طلعة صباح..

    فمتى يأتي ذلك الموت؟!

    أخترت هذه العبارات التي كان لها تأثير على
    بسرد سلس سهل جعلتنا نعيش تلك اللحظات الإنسانية في نص تألقت فيه
    بروعة الحضور وبلاغة التصوير ، يمس شغاف القلب بصدقه الشعوري وألقه التعبيري.
    جميلة ماتعة قصتك ـ راقية الطرح، رائعة الوصف
    تعبر عن خوالج النفس بصورة شفيفة.
    شكرا لروعة قلمك وجميل أداؤك
    متابعة معك بقوة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العكيدي مشاهدة المشاركة
    ما زلت أستمتع وأستفيد من هذه الرواية الرائعة بسرد متقن وتصوير رائع يغري القارئ ويجذبه إلى المتابعة وانتظار باقي الفصول بشغف.
    مع أجمل التحايا
    أحيانا يصاب الكاتب بشيء من السأم.. من شرود عام يمنع الكاتب عن استكمال عمله حينا من الدهر..

    لكن متابعة ومرور وتشجيع اخواني الكرام قادر على اخراج الكاتب من سآمته

    شكرا اخي احمد تواصلك ودعمك المستمر

  10. #20
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    وقوع البلاء أهون من انتظاره، وانتظار وقوع البلاء كل يوم، هو بلاء كل يوم!!

    إن كلمة الموت لها سطوتها التي تفرض رهبتها، والحكم بالموت ليس هيّنا،
    حتى ولو كان الموت نفسه أمنية!!

    كل يوم تُشرق شمسه هو تنفيذ محتمل للإعدام.. المحكوم عليهم بالإعدام يُعدمون كل طلعة صباح..

    فمتى يأتي ذلك الموت؟!

    أخترت هذه العبارات التي كان لها تأثير على
    بسرد سلس سهل جعلتنا نعيش تلك اللحظات الإنسانية في نص تألقت فيه
    بروعة الحضور وبلاغة التصوير ، يمس شغاف القلب بصدقه الشعوري وألقه التعبيري.
    جميلة ماتعة قصتك ـ راقية الطرح، رائعة الوصف
    تعبر عن خوالج النفس بصورة شفيفة.
    شكرا لروعة قلمك وجميل أداؤك
    متابعة معك بقوة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأستاذة الفاضلة نادية الجابي استمرار حضرتك في المتابعة والقراءة العميقة والنقد والتعليق يتخطى مرحلة التشجيع إلى معنى الدعم الشامل

    شكر الله لحضرتك

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رحبوا معي...بالدكتور مصطفى عراقي عودة بعد غياب
    بواسطة صفاء حجازي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-11-2007, 07:50 PM
  2. ستعود البسمة من بعد غياب
    بواسطة كنعان محمود قاسم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27-06-2007, 05:13 PM
  3. عودة بعد طول غياب
    بواسطة سيف الاسلام في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-03-2006, 11:26 PM
  4. أعود لكم من جديد بعد طول غياب ومع حب واشتياق فجديدي..عندما يتكلم القدر..!!
    بواسطة بنت الموسوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-08-2005, 12:28 PM
  5. رحبوا معي بعودة نسرينة الواحة بعد طول غياب
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-04-2003, 09:15 AM