آه على الخضراء لما زرتها
والحسن منها جدول ينسابُ
تتطير الأطيار فيها حرة
مزهوة .. لا يعتليها سحابُ
تسري بها الأكوان نهر صبابة
والفلك في أبعادها سردابُ
ف"بقيروان" تذوب كل قصائدي
وببابها تتراقص الألبابُ
فمساجد ومآذن ترنو لنا
ومكاتب وشوارع وقبابُ
وتطل من صحف العصور حضارة
مرموقة وكواعب أترابُ
قلبي على "بن زرت" مثل فراشة
خفاقة يلهو بها الإعجابُ
فمدائن الزيتون تعبق ثورة
والمجد فيها شاعر جوابُ
أعذى البقاع فمن تنفس طيبها
هامت به الأسوار والأثوابُ
تلك "الحمامات" التي طيرتها
أولم يزل في كحلها أهدابُ
عتباك يا أرض الهوى من شاعر
أدمت حروف قريضه الأروابُ
فلكل نبض فيك ألف مسيرة
ولكل قلب ها هنا أعتابُ
إني أتيتك والدموع تذيبني
فالشوق من أمم العيون يذابُ
يا تونس الخضراء هل أنا عاشق
أم شاعر طربت له الأسبابُ
أم للعروض قصيدة يشدو بها
في (ساحة التحرير) حين يصابُ
هامش ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
قيروان - بنت زرت - الحمامات : هي مدن تونسية عريقة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
كتبت في تونس – حي الخضراء – في رحلتي لها بحثا عن علاج الجسد والفؤاد ..فكانت في منتهى الجمال والعذوبة .. وكل شيء فيها من صخر وتراب وحجر وبناية يصدح بثورة الأحرار كاسرة بنظراتها قيود الذل والهوان... ومؤرخة في هواءها رمز الحرية ...فحفظ الله هذه الأرض المباركة ..