ترامب وكراهية الإسلام له وللكفار مثله

صرح رئيس أكبر دولة إرهابية في العالم؛ ترامب يوم السبت 24 يونيو من السنة الجارية قائلا: ((أن الإسلام يكرهنا)) وقد صدق، فهذا يدل على معرفته بموقف الإسلام من الكفار وهو موقف من ترامب لا نفاق فيه لأن الإسلام يكره الكفار فعلا لصفة الكفر فيهم سواء كانوا عربا أو أمريكان أو روس أو أوروبيين.. ولكن تعاليمه معروفة في التعامل مع أهل الكتاب ومع المشركين والكفار لأن التعامل في تبادل العلاقات بتبادل المصالح؛ يكون بالجوارح، والكراهية؛ تكون بالقلب، ونحن لا نخفي رؤوسنا كالنعام في الرمال خشية الانتقادات التافهة، أو ندافع عن الإسلام وهو الأقوى، فما قرره الله تعالى في وحيه الأول باللفظ والمعنى الذي هو القرآن الكريم ووحيه الثاني بالمعنى واللفظ من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو السنة المطهرة؛ هو الحق والصواب، ومعرفة الإنسان بالعدل والظلم معرفة نسبية، صحيح أن الإنسان يميل إلى العدل وينفر من الظلم ولكن ميله ونفوره عائد إلى طبيعيته البشرية، فقد ينفر من شيء هو العدل عينه وذلك مثل نفوره من القصاص أو من الألم الجسدي أو النفسي خصوصا في الحروب والمعارك، وقد يميل إلى شيء هو الظلم عينه إذا لم يتقيد بشرع الله مثل ميله للشهوات التي حببت له، قال تعالى: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) البقرة، ولكي نحسم الخلاف في مسألة العدل والظلم لا يصح اعتماد أي نظرة للعدل والظلم غير نظرة الإسلام لأن غيرها نظرة غرور واغترار قال تعالى: ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) الملك، وعندها حين ننفر من شيء أقر الإسلام أنه عدل يجب أن نخضع لرؤية الإسلام ونحمل أنفسنا على الخضوع لها لأنها قطعا حق وصدق، وحين نميل إلى شيء أقر الإسلام أنه ظلم يجب أن نخضع لرؤية الإسلام ونحمل أنفسنا على الخضوع لها لأنها حق وصدق، وما نسمع عن نشر الكراهية كلام مغلوط، فالحب والبغض طبيعة بشرية وهي تعبر عن المشاعر الإنسانية والمشاعر الإنسانية ليست محصورة في القيم الإنسانية ولكنها ليست الوحيدة فهناك قيم مادية كالإجارة والتجارة وغيرهما، وهناك قيم أخلاقية كالصدق والأمانة وغيرهما، وهناك قيم روحية كحب ما يحب الله ورسوله وبغض ما يبغضه الله ورسوله وليست هي من القيم الإنسانية، أي أن الحب والكراهية ليسا من القيم الإنسانية بل هما من القيم الروحية للبشرية والإنسانية، أقول هذا حتى لا ننخدع فيما يسمونه الإنسانية يعلقون عليها أوساخهم كالديمقراطية مثلا، يبقى أن يتم التعامل وفق رؤى ناهضة ولا رؤى ناهضة إلا رؤى الإسلام، فمن منا يحب الظلم؟ لا أحد ولكن معرفة الظلم والعدل معرفة نسبية كما قلت لأن الظلم والعدل لا يعرف حقيقتهما أحد ولن يعرفهما أحد، والكافرون هم الظالمون كما قال تعالى في سورة البقرة: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254))) وأكبر الظلم هو الكفر بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان، هذا هو قول ربنا عز وجل، والإسلام لا يهادن الظلمة ولا يسمح لهم بالتمادي في ظلمهم، فلو قُيِّد للإسلام كيان تنفيذي لمنع ظلم أمريكا للأمريكان وليس ظلمها للمسلمين وللبشرية فهذا ممنوع عنها ولكن للأسف لا سلطان للإسلام في حاضرنا حتى يمنع الظلم ويحقق العدل وبذلك شقت شعوب الإسلام وأمة الإسلام والبشرية جمعاء ولم تزل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
محمد محمد البقاش أديب باحث وصحافي من طنجة المغرب
طنجة في: 09 / 07 / 2017م