(1)
إن فكرة "القرائية" أوجدت طبقة من بين معلمي اللغة العربية تسمى "القرائيين" وهم الذين انشغلوا بها، فكانوا نسيجا خاصا داخل نطاق معلمي اللغة العربية، وإن حصر المشتغلين بفنٍّ ما سنةٌ ضاربةٌ في عمق علومنا الإسلامية لغوية وشرعية وعلمية وصوفية فيما يُعرف بكتب الطبقات.
وجريا على هذه السنة أورد التصنيف العام لـ(طبقات القرائيين والقرائيات) التي تتداخل؛ فقد يوجد شخص ما في أكثر من طبقة، والتي أُراها - بضم الهمزة- تتمثل في:
1- طبقة المسئولين والمسئولات، وتتفرع هذه الطبقة إلى طبقات، هي:
أ- مدير الإدارة العامة للقرائية بالوزارة.
ب- مسئولو المحافظات ومسئولاته.
ج- منسقو الإدارات التعليمية ومنسقاتها.
د- منسقو المدارس ومنسقاتها.
2- طبقة المدربين والمدربات، وتتفرع هذه الطبقة إلى طبقات، هي:
أ- المدربون المعتمدون النشطين فسيبوكيا وغير النشطين.
ب- المدربات المعتمدات النشطات فيسبوكيا وغير النشطات.
ج- الطاقات (الكوادر) غير المعتمدة بالنوعين السابقين نشاطا فيسبوكيا وعدمه.
3- طبقة النشطين فيسبوكيا والنشطات، وهذه الطبقة تتفرع إلى طبقات، هي:
أ- طبقة تنفذ أمثلة الأدلة الإرشادية في أنشطة.
ب- طبقة تكمل الأدلة الإرشادية تحليلا وجبر نقص.
ج- طبقة منشئي المجموعات والصفحات القرائية، والمنشئات.
د- طبقة تكرم القرائيين والقرائيات تكريما غير رسمي ولا شبهه كما حدث في مبادرة (موسوعة القرائية بسوهاج) ومبادرة (قرائية العاصمة).
هـ - طبقة تأتي بمحتوى ديني لتجري عليه أنشطة القرائية.
4- طبقة الدراسات العلا لغة وطرق تدريس.
5- طبقة مؤلفي الكتب الخارجية.
(2)
ومنذ سنوات هناك إرهاصات لحصر الطبقة النشطة فيسبوكيا حصر تكريم يقتصر على ذكر الاسم ومعلوماته، وبعيدا عن الاحتفالات القرائية الرسمية وشبه الرسمية المغلقة كانت هناك فكرة تكريم وتعريف بالقرائيين تطورت عبر مراحل.
كيف؟
كانت المرحلة الأولى منذ أربع سنوات أو يزيد عندما عدّ الأستاذ علاء طلبة ثلاثة من القرائيين الذين رآهم لا ينقطع نشاطهم، وكانوا: الأستاذ عامر الشامي، والأستاذ يحيى جمعة، وكاتب هذه الحروف فريد البيدق.
ثم طُورت الفكرة إلى مرحلة تالية نفذها الأستاذ رضا يونس ومجموعة عمله الكريمات مسئولات مجموعة {اسأل رضا يونس( للمرحلة الابتدائية ) جروب متخصص في النحو} منذ شهور في فكرة اليوم القرائي، فصنع تعارفا علميا بين القرائيين النشطين فيسبوكيا وأولياء الأمور المهتمين.
ثم كانت المرحلة الثالثة الكبيرة التي تعد سابقة من نوعها ونسيجا وحدها والتي نظمتها أسرة موسوعة قرائية سوهاج في رمضاننا هذا، وكانت الفكرة الكبرى في هذا السياق التي كرم فيها ما يزيد عى العشرين من القرائيين من خلال بث بطاقات تعريفية يومية لهم، وقد علم بها القاصي والداني .
(3)
وفي هذا الجزء الأول الممهد للجزء الثاني - إن شاء الله تعالى- المعنون بـ [جمهرة قرائيي مصر .. 2- دليل القرائيين المطبوع (مقاربة فكرة)] الذي يعد تطويرا لهذه المرحلة الكبرى التي صنعتها "موسوعة سوهاج"، والذي أقترح فيه استثمار ذلك النجاح الذي حققته الموسوعة خلال هذا الشهر الكريم في إنشاء كيان همه حصر القرائيين الفاعلين، تكون له إدارة معلنة تصدر مطبوعات إلكترونية قد تكون مطبوعة في مرحلة لاحقة مهمتها التأريخ للقرائيين. وتذكر الإدارة الشروط التي يقبل بها القرائي بعد مناقشات ومشاورات مع القرائيين بآليات تُحدَّد لاحقا، ويكون هذا الدليل الموسوعي متجددا ينهض على المناقشة قبل اتخاذ القرار، وتكون له مراحل ذات أهداف معلنة. وتعقد مؤتمرات في الشأن نفسه بوسائل توضح لاحقا.
أقول: في هذا الجزء الأول أعيش مع تجربة موسوعة سوهاج المتميزة لألقي الضوء على طبقة تندرج تحت أكثر من طبقة قرائية في التصنيف السابق.
كيف؟
أفراد هذه الطبقة يندرجون تحت طبقة النشطاء فيسبوكيا، وتحت طبقة المكرمين بكسر الراء، وتحت طبقة الطاقات "الكوادر"، ورأسهم الأستاذ محسن مندور مسئول قرائية محافظة سوهاج.
لكل هذا لزم دراسة تجربتهم في رمضان هذا العام لتميزها، فكيف خططت موسوعة سوهاج لهذه الفكرة الكبيرة؟
لمعرفة ذلك صنعت استبانة قصيرة وأرسلتها إلى فريق العمل المكون من الأستاذ محمد برعي والأستاذة سهير رمضان والأستاذة فادية علي والأستاذة آمال صديق والشاعر طارق- أسميتها "حوار التكريم".
ماذا قلت فيها؟
ها هو نصها:
[حوار التكريم
أنهيتم تكريم من رأيتم تكريمه، وجاء أوان تكريمكم بإبراز جهدكم في حوار للنشر إن شاء الله تعالى؛ فقد كانت مبادرتكم في شهر رمضان سبقا سيقلده من يأتي بعدكم، وتستحق هذه المبادرة أن تكون محور حوار معك ومع أطرافها الآخرين والأخريات، وسيكون الحوار متمركزا في المحاور الآتية التي سأورد أسئلة تحت كل محور منها، وقد أزيدها لاحقا إن أتتني أسئلة أخرى:

المحور الأول- الفكرة
1- مَنْ صاحب الفكرة؟
2- هل بدأت الفكرة بواحدة من الفِكَر الخمسة؟ أم هل بدأت خمسة الفِكَر حزمة منذ البدء؟
3- كيف كان التعاون للتنفيذ؟
4- كيف وُزِّعت حزمة الفكر عليكم؟
5- كيف حددتم المكرمين والمكرمات؟
المحور الثاني- التنفيذ
1- هل صادفتكم صعوبات؟ وما هي إن وجدت؟
2- أَوُجِد من رفض التعاون؟
المحور الثالث- بعد الانتهاء
1- هل توقعتم هذا النجاح؟
2- هل من خطتكم الواضحة أنكم ستكررون هذا النشاط العام القادم إن شاء الله تعالى؟ أم هل تتركون ذلك للعام القادم إن شاء الله تعالى؟
3- هل سيكون هذا نشاطا موسميا كل رمضان؟
المحور الرابع- خاص
1- لم اخترت الفكرة التي نفذتها؟
2- ما الصعوبات التي واجهتك في تنفيذها؟
3- أهناك طموح بتطويرها؟ أم سيختلف الموضوع المرة القادمة إن شاء الله تعالى؟]
(4)
تفاعل الأساتذة والأستاذات بطرق مختلفة مع الاستبانة ما بين "محادثة ماسنجر، ومهاتفة هاتف"، وظهر التماسك والنظام في التفاعل مع الاستبانة كما ظهر في تنفيذ الفكرة.
كيف؟
أحال الجميع إلى الأستاذ محمد برعي؛ لأنه صاحب فكرة التكريم ؛ فقالت الأستاذة آمال صديق: (صاحب الفكرة والنجاح الذي حققته الموسوعة هذا العام للأستاذ محمد برعي فهو أحق بإجراء الحوار معه تقديرا لمجهوده الرائع). وقالت الأستاذة سهير رمضان: (أرجو أن تعرض الأسئلة على برعي فالفكرة فكرته وأنا تعاونت معه في اختيار الشخصيات وجمع المعلومات والصور). وقالت الأستاذة فادية علي في معرض تعدادها أسباب النجاح: (السبب الرئيس في النجاح مجموعة عوامل: فكرة الأخ الفاضل برعي فقد كانت هي أقوى سابقة لم تحدث من قبل، وتعد هي السبب الرئيس في النجاح).
وكان هذا تفاعل الأستاذ محمد برعي كما خطه:
{1 - صاحب فكرة التكريم محمد برعي، ونالت إعجاب بعض الأعضاء واعتراض من البعض الآخر.
2- نوقش عمل كل عضو من الأعضاء قبل بداية شهر رمضان، وبدأ التنفيذ والعرض في شهر رمضان.
3- التعاون كان من خلال المناقشة وأخذ آراء الآخرين من دون النظر إلى العضو بل النظر إلى الحفاظ على صورة الموسوعة ومكانتها.
4- كل عضو صاحب فكره معينة بدأ تنفيذها من خلال دعم الأعضاء الآخرين.
5- اختير المكرمون بناء على أعمالهم وتشجيعا لبعض الكوادر والمنسقين في جميع ربوع مصر، والحمد لله نال رضا الأغلبية،
علما بأننا لم نكرم الجميع ولكن سيتم ذلك لاحقا إن شاء الله.
6- الصعوبات هى تحديد الشخصية المراد تكريمها، وكيفية التواصل معها، وجمع المعلومات، ثم تنفيذ العمل وعرضه على المكرمين وإبداء الرأي من تعديل أو إضافه أو حذف أو ...
7 - الجميع متعاون والحمد لله.
8 - لم نتوقع هذا النجاح خاصة أن الفكرة جديدة لم تنفذ بهذه الصورة من قبل، والحمد لله بدأت توابع النجاح تظهر من خلال بعض الأعمال مثل تأسيس قرائية العاصمة للأستاذة نونا المصري والأستاذة زينب محمد، وهناك بعض الأعضاء بدأت في التغيير والبحث عن أفكار وأعمال جديدة.
9 - النشاط سيكرر إن شاء الله لكن بصورة مختلفة}.
(5)
وكما كان النظام والتماسك سمة التفاعل مع الاستبانة كانا هما سمة التنظيم والإعداد.
كيف؟
قبل رمضان بدأ الإعداد بالاتصال بالمكرمين تهيئة وإعدادا، وقبيله نشرت الأستاذة سهير رمضان هذا التنويه:
‏25 مايو‏، الساعة ‏04:59 م‏
(تنويه مهم
يسر موسوعة القرائية بسوهاج أن تبدأ عروض شهر رمضان الكريم من الغد الجمعة الموافق26/5/2017م، ومواعيد العرض كالآتي:
1- الأستاذة آمال صديق: براعم القرائية.
2- الأستاذ محمد برعي: حرف وصورة ومعلومة، الساعة الرابعة مساء.
3- الأستاذ طارق الفنان: فوازير القرائية، الساعة الخامسة مساء.
4- الأستاذة نور الشمس (فادية علي): حرف وصحابي جليل.
5- الأستاذة سهير رمضان: مواويل المسحراتي وأطفال القرائية، الساعة الثالثة صباحا.
كل عام أنتم بخير، نرجو ترك إعجاب فقط لمعرفة المتابع لنا في رمضان، خالص أمنياتي بالتوفيق للجميع ولكم كل التحية أعضاء صفحتنا الكرام)
وفي ‏31 مايو‏، الساعة ‏12:18 ص‏ نشرت الأستاذة سهير رمضان تنويها مهما جديدا توضح فيه فكرة التكريم الذي انقدح بها ذهن الأستاذ محمد برعي، فقالت:
(لكل قرائيات مصرنا الحبيبة ولكل الأعضاء بصفحتنا وكل الكوادر والمعلمين والمتابعين وأولياء الأمور والتلاميذ، ألف شكر وتحية على جهدكم وتواصلكم الدائم معنا بالموسوعة، معكم وبكم ولكم تنير موسوعتنا كل يوم.
لي توضيح مهم:
1- حلقات الأستاذ محمد برعي "حرف وصورة ومعلومة" حاولنا بها تكريم كوادر ومبدعي القرائية في كل المحافظات، وحاولنا جمع شمل القرائية علي قلب رجل واحد في شهر الحب والخير والمودة، ولكن أيام الشهر الكريم لن تكفي لنقدم باقات الشكر والعرفان لكل جنود القرائية؛ لذا نعتذر لمن لم نستطع الإشارة إليهم في رمضان، ونعدكم بعرض باقي الشخصيات بعد العيد وفي عيد الأضحي، وطوال العام سننشر بطاقات الشكر والعرفان للمبدعين.
بارك الله جهدكم، وحفظكم جميعا. وستظل الموسوعة تسع الجميع، وخالص تحيات موسوعتنا المجتهدين وعلي رأسهم منسق محافظتنا المتميز والمشجع والداعم لنا علي العمل الأستاذ محسن مندور. وبفضل الله ثم بفضله صارت موسوعتنا خلية نحل تعمل ليل نهار).
(5)
هذا عن التنظيم، وعن فكرة التكريم الذي ناله أكثر من خمس وعشرين قرائيا وقرائية خلال أيام شهر رمضان المبارك للعام 1438هـ- فماذا عن بقية فِكَر الحزمة الرمضانية القرائية؟
تقول الأستاذة آمال صديق:
اختيرت فكرة إعداد دليل براعم القرائية في رمضان المصور لسببين:
أولا- تعليم أطفالنا القيم الإسلامية وغرسها في نفوسهم من خلال ربطها بشهر رمضان وتعريفهم آداب وأحكام شهر رمضان وفضله. وثانيا- تعريف تلاميذنا كيفية التوصل إلى معني كلمة أو توظيف قيمة في جملة أو معرفة ما تشير إليه الصور وغيرها مما تعلمه من أنشطة ومحاور القرائية. والصعوبات كان العمل على برنامج الفوتوشوب، وكانت الحلقة التي تعرض معدة قبلها بيوم أو في نفس اليوم.
أما الجزء الثاني فقد كان فكرة عن علم الصوتيات، ثم كيفية شرح الطريقة الصوتية في الصف الأول وسنن العيد. وحاليا يعد كيفية التعامل وشرح التهيئة اللغوية وعائلة الحروف في الصف الأول الابتدائي بالاستعانة بدليل المعلم الذى لا يستعين به الكثير من معلمى الصف الأول.
وكانت فكرة العام الماضي شرحا لأنشطة واستراتيجيات القرائية من خلال صور بها شخصيات كرتونية وتوضيح الهدف من هذه الاستراتيجية وكيفية تطبيقها. وفكرة هذا العام تركز في القيمة أكثر من التركيز في أنشطة القرائية. وإن شاء الله العام القادم سوف تكون فكرة مختلفة لكن العامل المشترك هي القرائية ودورها في تعليم تلاميذنا.
ويقول الشاعر طارق:
كانت فكرتي تغطية عصور الأدب من خلال "فوازيري"، لكن بقية الأعضاء طلبوا الاقتصار على العصر الحديث للإلف والاعتياد والابتعاد عن الصعوبة.
وتقول الأستاذة فادية علي عن الفكرة التي نفذتها هي والأستاذ سمير جمعة التي أشير إليها آنفا:
أنا صاحبة الفكرة، عرضت عليه ووافق، واتفقنا على تطبيقها على أنشطة القرائية. وأيضا اقترحت جزء القيم والأخلاق المستمدة من حياة الصحابي التي يمكن تفعيلها من خلال أنشطة القرائية. ومن الصعوبات التي واجهتنا البحث والحرص على ترتيب أسماء الصحابة بترتيب الحروف الهجائية والرجوع إلى أكثر من مرجع للتيقن من المعلومة والبعد عن المعلومات المدسوسة وكذلك البعد عن المواقف والأقوال التي قد يصطادها البعض وتؤخذ علينا كمسلمين وكعرب. والتعاون بيننا ممتد فـ"دليل القيم والأخلاق" الخاص بمحافظة الشرقية كان هو وأنا النواة الأولي، والحمد لله أعددناه.
وتقول الأستاذة سهير رمضان:
فكرة رمضان الماضي كانت لنا أنا والأستاذة وآمال وعرضنا القرائية فيها بفكر جديد لم يتطرق اليه أحد: أنا عرضت القرائية بحوار سؤال وإجابة بشخصيات عالم سمسم، ونال استحسان الجميع ود. هناء قاسم. وآمال عرضت القرائية بقصص الأطفال. وحاولنا شرح القرائية من بداية تعريفها إلى كل المحاور الخمسة، كل نشاط أو استراتيجية أدرج شخصيات خوخة ونمنم وفلفل ويبدأ الحوار بينهما بسؤال والآخر يجيب، وفي النهاية تخرج بالمعرفة المطلوبة بصورة جذابة ومحببة للأطفال.
وفكرتي هذا العام امتداد لقصص الأطفال والقرائية، وهي (مواويل المسحراتي وأنشطة القرائية)، وكتب مادتها شعرا شاعر سوهاج عصام مهران أمين اتحاد كتاب مصر.
(6)
وهكذا كانت هذه الطبقة القرائية فاعلة ومؤثرة وملهمة!