|
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ ، مُدبرٌ غزلي |
لكن أظنُّ مَرايا الرُّوحِ لم تَزُلِ |
الصَّمتُ فتحٌ ، نعم ، قلبي مُكَوْكِبُهُ |
فكيفُ يصبرُ مَن وافى حمى الأهَلِ؟ |
قلباهُ فانهضْ ، فراتُ الحُبِّ يجمعنا |
عانِقْ طيوبَ معاني حيّهم وصِلِ |
وَسَلْ عن الكُرَما في دوحةِ الشهدا |
غرّدْ عن الشُّرفا ، صِفهم لنا ، وطُلِ |
هي الجزائرُ دارُ الفكرِ أعلنها |
لا ليس توريةً يسْتفُّها خجلي! |
من بهجةٍ خُلقتْ آياتُ رَوْعتِها |
محروسةٌ مُذ براها حُسنُها الأزلي |
ترجو شذاها ثقافاتٌ وأفئدةٌ |
كمِ ارتقى مُغرمٌ في أُنسِهــــا وَخَلِيّ |
خليجُ أبيضِها تاقُ الأصيلُ لهُ |
كما يتوقُ إلى مَرقى الحَبيبِ وَلي |
واعشوشبتْ كالضُّحى غاباتُ أربعِها |
طوبى لجوهرةٍ من نورِها حُلَلي |
راووقُ أكؤسِها من نُبْلِ عِترتها |
صافٍ بها الجودُ أصفاها على المِللِ |
يهوى السَّحابُ أماليها فلو فترتْ |
عنه المَقاديرُ أهداها ندى المُقَلِ |
لو نابني أرقٌ في ليلِ فُرقتها |
شَممْتُ رَيْحانَها في بارقِ الأمَلِ |
تسْتنطقُ الشعرَ والشِّعْرى ابتسامتُها |
فتبعثُ الشعرا من رقدةِ الكللِ |
يُسَرُّ وجدانُنُا في لحن حاضرها |
وللمآثر ناياتٌ من الجَذَلِ |
حتى إذا اشتجَرت أسيافُ واقعةٍ |
فالعزم عنها – حماها الله – لم يَحُلِ |
لا كالذي أدمن الهجرانَ مُغتربًا |
فما يفرّقُ بين النَّحْلِ والنِّحَلِ |
قل لي بربك بن وهران متثقًا |
هل ذقتَ قَطرَ الغوالي دافقَ المُثلِ |
يا سيدي فأفِقْ مرقاك كانهما |
كالمجد والعزّ ، والتأريخ والعملِ |
بل السَلام مع الإسلام من زمنٍ |
يرومُك الفرْد في علياءِ مُبتهلِ |
ناجيتُ منطقَك ال تشدو بلاغتُهُ |
يا أيها العاشقُ الحاني على الجُمَلِ |
إذا بفكري يهيمُ الغيثُ يَحملُه |
هتافُ شاعرةٍ في أشرفِ النُّزلِ |
وقفتُ في بابك ال تهمي لطائفُه |
إذا المدامعُ تُنسيني صدى العِللِ |
وكيف لا والعراقُ اليوم توجعُهُ |
طعناتُ مُلتثمٍ بالغربِ مُحتفلِ |
وكيف لا وسوى بغداد تحضنُها |
مواسمُ الفرحِ الجادي على السُّبُل |
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ حالَ مُفتقرٍ |
تاهت لياليه بين الوَرْدِ والقُبَلِ |
ناشدتك الله طيرَ الودّ تذكرني |
إذا مررْتَ بني إلياس ، وامتثلِ |
وقل لهم شاعرٌ أودى الحنينُ بهِ |
حاكى البديعَ صبورًا حالَ مُرتجِلِ |
تذكّروه إذا عزَّ الوصالُ ، فما |
يدري يُعانقُ بالأوراسِ والظللِ |
وهل يُلامسُ منه الذوقُ في شغفٍ |
جِنانَ أهلِ الهوى مَعْ زمرةِ الحَجَلِ |
وهل لهُ أوبةٌ في حِضنِ أندلسٍ |
يا تلمسانَ النّدى والكَرْمِ يا شُغُلي |
وهل يَمرُّ على عنابةٍ سحرًا |
يتيه يلثم بالعنّابِ في عجَلِ |
متى تزاحمت الأشواقُ تلفحُهُ |
نيرانُ وجدٍ بجَوف الرُّوح مُعتملِ |
لِذا أهابَ بأنسامٍ مؤرّجةٍ |
من فجر باسمةٍ تحنو على السُّبُلِ |
أوصى الزهورَ وواديها ومن حضروا |
ملءَ العيون ، بوصْلٍ غامرٍ هَطِلِ |
يا أسعد الله لُقيا بين أروقةٍ |
تضجُّ بالصدق تِرحابًا على مَهَلِ |
إن شِئتَ بين ظلالِ النَّخلِ ترقبُها |
أو رحتَ ترسمُها في أيمن الأثلِ |
تقلُّبُ القلبَ ألوانًا بحائطها |
وبعضُ تِرياقِها قارورةُ العسلِ |
ولستُ أنسى ضفافًا طاب ناظرُها |
رقَّت مناظرُها للصَّفوةِ الأُولِ |
هذي " حبيب " حبيبِ الرُّوح أخيُلتي |
وومضُ خاطرةٍ من مُسرفٍ ثَمِلِ |
ها يا " ابن مالكَ " والذكرى التي شهقتْ |
لمّا ذكرتكَ ، فاسمعْ نَوحَ مكتهلِ |
كم في المودات إقبالٌ أهابَ بنا |
ما كان يُنكرُهُ إحجامُ مُرتحلِ |
وَسَلْ معاني النَّشاوى عن سرائرنا |
وَسَلْ حمامَ الحِمى عن ثورةِ الزَّجَلِ |
لا ريب ينبيك أنّا في تجلّدنا |
ورغم ما كان نهوى شاعرَ الغزلِ |
فكن بخير شقيقي دائمًا أبدًا |
عسى تزفُّ لقانا أمَّةُ الرُّسلِ |