من دفتري القديم
ضنَّتْ عليَّ بوهمِها الصحراءُ
........................فالرَّملُ يعصِفُ والوَفاءُ جَفاءُ
إذْ غادرتْ كثبانُها وتبعثَرتْ
....................... في كلَّ حدْبٍ ...فاستبدَّ خواءُ
واستنْفرَتْ حتى تكالَبَ "طوزُها"
..................... في وجهِ أحْلامِي فَضاقَ فضاءُ
نَسِيَتْ ليالي أنْسها واستنكَفتْ
.................عن نبْضِها - يا ويْحَها - السَّمْراءُ
أزِفَ الرَّحيل وغامَتِ الأشياءُ
....................... فالعينُ تنزِفُ والفؤادُ سواءُ
والرَّحْلُ منْفَعِلٌ يَكادُ يهزُّهُ
.........................وجَعُ الوداعٍِِ وطعْنةٌ نجلاءُ
ألقتْ عَليَّ جِمارَها وتلَهَّبتْ
......................في أضلُعي من نارها الغَلْواء
فَرحَلْتُ كالكُثبانِ أحمِلُ غصَّتي
......................... وبقيّةٌ منْ خافِقي رمْضاءُ
عشرونَ عاماً غالَها في مُهْجَتي
........................ ليْلٌ وعاثَ بجمْرِها"إمْلاءُ"
عشرونَ عاماً أستَحمُّ بشمسها
....................والعمرُ يمضي والحياةُ "بقاءُ"
لوْلا بنفسجةٌ شَممْتُ عَبيرَها
............................. ريّانَةٌ ألحاظُها حوْراءُ
في فيْئِها كانت مَعاولُ غرْبَتي
..........................تأوي وأنّى للغريبِ صفاءُ
واليومَ أَسأَلُ ذكرياتي ساخِرا
........................ من دوْرةِ الأيّامِ وهيَ غُثاءُ
والدارُ أسلاكٌُ تحيطُ ببابِها
..........................والبابُ يملكُ فتْحَهُ الغُرباءُ