أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: وعد الله وشرطه لنصر المؤمنين

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 623
    المواضيع : 248
    الردود : 623
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي وعد الله وشرطه لنصر المؤمنين

    وعد الله وشرطه لنصر المؤمنين
    ************************************************** *******************************************

    يقول رب العرش العظيم : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .
    سنة الله تعالى فى خلقه أن ينصر أهل الحق على أهل الباطل .. ولكن ..
    إن استمسكوا بالحق وأقاموه ودافعوا عنه .
    وإذا ما سلكوا سبيل الصالحين فى الصبر والثبات واحتمال الأذى والشدائد وأصبحوا جسداً واحداً يرمون أعداء الدين عن يد وساعد ويرصدون لهم إرصاد رجل واحد ..
    وإذا ما أعدوا العدة والقوة لإرهاب الأعداء وأخذوا الأُهبة والإستعداد لردعهم وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ورغبوا فيما وعدهم الله من إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة
    فى سبيل إعلاء كلمة دين الله ورفع رايته .. يقول العزيز الحكيم :
    { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } .
    ...
    أمرهم الله أن لايهنوا ولايضعفوا حتى وإن عانوا البأساء والضراء من الأعداء أو من غيرهم فلقد عاناه وقاساه من سبقهم ..
    وأن يصبروا ولايأسوا أو يحزنوا مما يصيبهم فقد ابتُلى أهل الحق عبر القرون والأزمان ثم كانت العاقبة لهم ..
    يقول جل شأنه :
    { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } .
    ...
    وبيّن الله لهم بأن قدرته نافذة فى عزة هذا الدين .. وأن وعده حق فى نصرهم ..
    إنْ صدقوا فى إيمانهم ..
    فإن صانوا الأمانة التى كلفهم وأمرهم بأدائها وبلّغوا الدعوة التى عهِدها إليهم ووفّوا بها وكانوا خلفاء عليها أمناء على بثها وإظهار نورها ..
    كانوا جديرين بنصر الله وتأييده .. يقول العزيز الحكيم :
    { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } .
    وإن ضيّعوا الأمانة وفرطوا فيها وفيما تم تكليفهم من فروض وأحكام واحتفظوا بالرسالة وأقبلوا على الدنيا ومتاعها وآثروها على الله ورسوله وجهاد فى سبيله ..
    استحقوا الضياع والسقوط .. وليتربصوا حتى يأتى الله بأمره ..
    { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
    أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ } .
    ...
    سنة الله فى خلقه أنّ مصارعة الحق للباطل كانت ولازالت وستظل إلى يوم القيامة ..
    وكل من على هذه الأرض ممن خلقهم الله ويخلقهم هم عبادٌ لله .. بعث إليهم أنبياءه ورسله من آمن منهم وأطاع نال رضا الله وفاز بجنته
    ومن كفر منهم وعصى باء بغضب من الله وأدخله الله ناره .
    ...
    أهل الحق هم أهل الإيمان هم من وعدهم الله بالنصر وجنة الخلد والنعيم ..
    لايشق عليهم طاعة الله ورسوله ولايشق عليهم ما أمرهم الله به من جهاد فى سبيله لأنهم ينشدون مرضاة الله ومثوبته ..
    يتمسكون بما أمرهم الله فى كتابه وسنة نبيه ويقتدون بالأولين فى أقوالهم وأعمالهم وفى جهادهم وفقههم للدين ..
    ويؤمنون بما وعدهم الله به من جزاء فيما ينالهم فى الجهاد من أذى وإن قل أو إيذاء للعدو وإن صغر ..
    ويوقنون بأن الله ظاهر دينه ومؤيده وناصرهم على الأعداء مهما كابدوا من شقاء وعناء أو أصابهم من بلاء أو ابتلاء ..
    { وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } .. { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى } .
    ...
    أما أهل الباطل فهم أهل الكفر والشرك والظلم والطغيان .. لن يتحقق لهم ما يأملون ..
    ماتوا كمداً عبر القرون والسنين .. ويموتون حنقاً وغيظاً .. فآمالهم وأمانيهم دائماً ما تصير وتصبح سراب وأوهام ..
    لن يبلغوا مرادهم كما لم يبلغه من قبل أسلافهم .. ولن يكون لهم سبيلاً على المؤمنين ..
    وإن ظنوا أن الدنيا دانت لهم فليعلموا أن ذلك بسبب تفريط المسلمين وعدم اتباعهم سبيل المؤمنين الصادقين ..
    ولن يكون إلا بأمر وإذن من الله ..
    يقول جل شأنه : { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }.
    ...
    وأما دعاة الفتنة وأنصار الباطل فلم يؤمنوا حق الإيمان وغلبهم اليأس والقنوط وارتابوا فى نصر الله ..
    فقدوا يقينهم بدينهم وانطفأت حرارة إيمانهم وتنازلوا عن أسباب عزتهم وسيادتهم وأصبحوا كما وصفهم رسول الله
    صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاءِ السيل .. وضع الله فى قلوبهم الضعف والوهن ونزع هيبتهم من قلوب أعدائهم وآلت ما آلت إليه
    أحوالهم ومظاهرهم التى لاتنبىء عن قوة وعزة الإسلام ..
    يوالون الأعداء ويخشونهم ولايخشون الله .. ويهابون الموت ويفرون منه وقد أخبرهم الله وقال لهم :
    { إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ } .
    يكتمون ولا يبينون بعض ما أنزل الله ويُغفلون المنهج الشامل فى شريعة الله ..
    وإن أصابهم فتنة أو بلاء بسبب الدفاع عن الدين يؤثرون النجاة مما قد يلاقونه من أذى أو مكروه فى الدنيا على عذاب وعقاب الله فى الآخرة ..
    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ }.
    لم يتعظوا ويعتبروا من سحرة فرعون .. فبعد أن أيقنوا أن " العصا " آية من الله سجدوا لله وآمنوا بوحدانيته ولم يأبهوا بفرعون وجنده ولا بملئه وحاشيته ..
    وحين قال لهم الطاغى الأثيم متجبراً متكبراً سوف أقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف وسأصلبنكم فى جذوع النخل قالوا له لا ضير مما تقول وما ستفعله بنا
    ولْتقض ما أنت قاضٍ فينا وافعل بنا ماتشاء فعذابك الذى ستؤذينا وتعدِنا به هو عذابٌ فى حياة فانية وأما عذاب الله فهو فى حياة دائمة ..
    { فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا
    مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }

    ************************************************** ********************************************
    سعيد شويل

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    نصرُ الله للمؤمنين حقيقة من حقائق الوجود، وسنة باقية من سنن الله، وقد يؤخَّر النصرُ لحكمة يريدها الله
    وقد يبطئ النصر لتتجرَّد الأمة في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته. أما الباطل فمهما استعلى فهو
    طارئ وزاهق، ولا بد من هزيمته أمام الحق، قال تعالى:
    {وَقُلْ جَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]،

    قد يتوهم بعض المسلمين أن الله سينصرهم ما داموا مسلمين، مهما يكن حالهم، ومهما تكن حقيقة أعمالهم،
    والله تعالى يقول: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]،
    ولم يقل: ما دُمتم مؤمنين فسأنصركم وأثبِّت أقدامكم، مهما تكن أحوالكم وأوضاعكم وأعمالكم.

    والتاريخ يحكي لنا أحوال أقوام من أهل الإيمان جياع حفاة قلة، صدقوا مع الله،
    وتخلصوا من حظوظ أنفسهم، فنصرهم الله ومكن لهم،
    قال تعالى: {وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].

    من أسباب النصر الثبات وكثرة ذكر الله، والاتحاد والاجتماع وعدم التنازع والاختلاف،
    قال تعالى: {يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].

    دين الله سيعلو ونوره سيملأ الآفاق،
    {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ} [الصف: 8]،
    فمن ذا يقدر أن يطفئ نور الله؟!، ومن يستطيع أن يحارب الله؟!

    بارك الله فيكم واجزل لكم العوائد ـ وانالكم العلم والفوائد
    ومد لكم في الجنة الموائد.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. نقد كتاب ( نؤمن بإله واحد ) لنصر الله زكريا
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 31-10-2014, 06:48 PM
  2. قصيدة الواضحية في مدح أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
    بواسطة عبدالملك الخديدي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 08:18 PM
  3. الله اكبر مقتل خمسة صهاينة واخبار تشرح قلب المؤمنين
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-01-2009, 01:35 PM