استوطن الكره والحقد القرية المكبوتة وانحبس المطر , تذمّر الأهالي وأرشدهم الشّيخ الحكيم الى تعويذة المطر , أخرج مسبحته العتيقة وطلب منهم أن تنتقل من بيت الى بيت , يصلّي سكّان البيت على النّبي ويقومون أثناء الصّلاة بعمل ما , يُصحّحون فيه أخطاءا قد ارتكبوها أو يعيدون حقوقا ومظالما , تنقّلت المسبحة , ونشط الأهالي في الخير والإصلاح , تهدّم جدار حبس الشّمس والهواء عن عجوز عقودا من الزّمن , واسترجع فلاّح محراثه الّذي سرقه جاره الثّري الجشع , وعادت المسبحة الى بيت صاحبها , ولم ينزل المطر . في تلك الأثناء كانت قد تشكّلت سحابة كبيرة من الصّلوات على النّبي , لكنّها غير مرئية , وأمطرت رحمة , وفي صباح يوم ما , رقص أحد الدّراويش في الشارع , فخرجت امرأة حبستها ألسن النّاس منذ سنوات طويلة , تعقّدت فيها واحتجبت , ابتسم الشّيخ العجوز حين رآها , وانهمر المطر .