♧♧مهْمـا اختفيْنَـا..♧♧
مهْمـا اختفيْنَـا وأخْفيْنـا مـا بداخلِنـا، وبالغْنـا فـي أناقـةِ الكـلامِ والسَّـلام، يظــلُّ واقعُنـا ينبُـضُ بمـا فينـا مـنْ معانـاتٍ واحتِياجـات..
فالعيـونُ فاضحـةٌ لصاحبِهـا، ونبْـرةُ الصَّـوتِ تعْكِـسُ مَـا بِهَـا، تُؤكِّـدُ ذلـك حيـن تتَغَـرَّب علـى شفتيْنـا تعابيرُنـا، وَيَجْهَـرُ الواقـعُ بِمَـا بِنَـا؛ لأنَّ الغصَّـةَ تسحبُنـا إلـى حيـثُ ضُعـفِ قـدرةِ النُّطـقِ وانهيـار الصُّـرَاخِ وارْتِجـافِ التَّعابيـر...
قد نصرُخُ فعـلاً مَـعَ أنفُسِنـا وعلـى مَـنْ حولَنـا، وقـدْ نُكسِّـرُ أثاتَنـا وقد ننطـق بأتفَـهِ الألفـاظ.. لكـنْ سرعـانَ ما نتَراجَـع ويسحبُنـا النَّـدمُ إلـى إلـى حيث الصـوابِ والتَّفكيـر السليم، لِتطفُــوَ علـى شفتينـا بعـضُ تمْتمـاتٍ مُبهمَـةٍ قـدْ تُآزرُهـا أنفـاسُ هـذا النَّـدَمِ المُعبِّـرِ عـن طيبتِنـا ورقَّتِنـا، حيـنَ تخمـدُ ثـورةُ النفـسِ التوَّاقَـةِ إلـى تحقيـق أهدافِهـا بسرعـةٍ ودون عنـاء..
يخونُنـا الصبـرُ ويقهرُنـا الإنتظـار، وهـذا مـا يزعـزِعُ إرادتَنـا وتوازنَ كِيانِنـا وقُـوَّةَ إيمانِنـا أحيانـاً، فيُرتِّلُنـا إعْصـارُ الحيـاةِ وسـوءُ الحـظِّ لحنـاً حزينـاً على جَمْـرَةِ اليـأسِ، لتحرقَنـا دمعـاتُ الإحْبـاطِ بصمـتٍ عميـقٍ عبـرَ تنهيـدةٍ مُنهكـةٍ يُزاوِلُهَـا الصـدرُ المنتحِـبُ والجـوارحُ الْمُحْبَطَـة..
حالـة قـد تصيبُنـا أحيانـا ولا عيـبَ فـي ذلـك، فأنـا وأنـت مجـرَّدُ 《إنسـااااااان》..
نظـلُّ دائمـا فـي حاجـةٍ إلـى مصارعَـةِ هـذا القلـقِ والحـزنِ النابِـضِ فينـا، حيـنَ نعْجِـزُ عَلـى الأخْـذِ والعطـاء أمـامَ هَـذا الزمـن الراكِـضِ بِمصيرِنـا، إلـى عالَـمٍ مجْهـولٍ يَعْسُـرُ تجاهلـه أَوْ تَحَمُّلـه..
فِـي حاجَـةٍ إلـى مَـنْ يُسانِدُنَـا ويتغاضَـى عَـن ثوراتنـا وتَصرُّفاتِنَـا المُفاجئـة والغريبـة، حتَّـى نتخطَّـى أزْمـةً نفسيـةً كانَـتْ أمْ صِحِّيَّـة أم عاطفيَّـة..
وهنـا تلمَـعُ مَعـادِنُ الأهـلِ والأصدقـاءِ والأحبَّـةِ فـي الله..
لكـن مـا أحِـبُّ أن أحُـثَّ عليـه هنـا هـو عـدمُ اليـأسِ أوِ التَّـرددِ فـي ممارسـةِ الأمـل وإِحيـاءِ الطمـوحِ بالمطلَـقِ، بـلِ الغـوص فـي الصَّبْـرِ لِتحقيـقِ الأحـلامِ، فقـط أنْ نأخُـذَ بالأسبـابِ ونكثِّـفَ مِـنَ الإستغفَـارِ والأذكـار ونَنْتَظِـر أمـراً كـانَ مفْعـولاً..
قال تعالى:
{ قُلْ لَنْ يُصِيبنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّه لَنَا }
فكمـا أقـولُ دائمـا:
إنَّ الآتـي لَأفضـل بـإذن اللهِ تعالـى، وإنَّ الفَـرَجَ لَمَوعِـدُهُ قريـب.
#صباح تفالي