من الأخطاء التي تمشي عليها كل تصانيف العربية منذ عقود بل منذ قرن وأكثر هو هذا التعبير البغيض *الفعل المبني للمجهول* يمضي عليه سابقهم ولاحقهم لا يكاد يشذّ عنه أحدٌ منهم لا في كتب مدرسية معتمدة ولا في غيرها من مؤلفات مع أن كتبنا العربية المعتمدة وعلماء لغتنا لم يستعملوه بل لم يذكروه على لسانهم يوما ولم تجر بأحرفه أقلامهم قطّ
والصواب أن نقول *المبني للمفعول* كما قاله علماؤنا الأقدمون رحمهم الله
لماذا لا يجوز أو يقبح استعمال تعبير* المبني للمجهول*؟؟
لأننا نستعمل هذا التركيب (حذف الفاعل وإقامة المفاعيل التالية : المفعول به أو شبه الجملة *المفعول فيه *أو المصدرمكانه) لغايات عديدة في التعبير وكون الفاعل مجهولا هو حالة من حالات عديدة لا يكون فيها الفاعل مجهولا ومع ذلك نستعمل هذا التعبير الزائف *مبني للمجهول*على الدوام حالة عدوم وجود الفاعل في الجملة
فهناك أغراض بلاغية عديدة تدعو إلى حذف الفاعل والجهل به مجرد حالة منها لا غير
1/ الأغراض اللفظية :
· الرغبة في الاختصار.
· لإقامة وزن الشعر ، كقول عنترة :
وإذا شربت فإنني مستهلك مالي وعرضي وافر لم يُكلم
· لإصلاح السجع . نحو : " من طابت سريرته حُمدت سيرته " .
2/ الأغراض المعنوية :
· الخوف من الفاعل, أو عليه .
· قصد إبهامه بأن لا يتعلق مراد المتكلم بتعيّنه ، نحو قوله تعالى : { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} البقرة ، وقوله تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها } .النساء
· قصد تعظيمه بعدم ذكر اسمه علي الألسنة صيانة له, أو تحقيره بإهماله .
· عدم تعلق الغرض بذكره, حين يكون الغرض المهم هو الفعل . نحو أعدّ الطعام
· للعلم به ،نحو قوله تعالى : " وخلق الإنسان ضعيفا " [سورة النساء/28] .
· قصد الإيجاز ، نحو قوله تعالى: " ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه" [سورة الحج / 60 ].
· للجهل به نحو : كُسر الزجاج ، وسُرق المتاع .
فنحن نرى في ما أوردنا أن حالة الجهل بالفاعل في هذا الباب حالة واحدة من عشر حالات أو أكثر عُلِم فيها الفاعل وجرى حذفه فلماذا الاستمرار على هذا التعبير غير الصائب بل الذي يمكن أن يخالف العقيدة عندما نقول في مثل المثال السابق " وخلق الإنسان ضعيفا " إن الفعل مبني للمجهول