درس الحبيب
قد شاءَ حبّي السيرَ في دربِ الجفا
مرآهُ عن عيني توارى واختفى
لأرى على وجهِ العذولِ بشاشةً
بالضحكةِ الصفراءِ هلّلَ واحتفى
فأصابني ألمُ الشماتةِ موضعاً
مابين مفترق الشِفاءِ مع الشَفا
مسرايَ ماعَلمَ الشَفاءَ وقايةً
والكفُّ ما عَرَفَ الشِفاءَ ليقطفا
مابين أُحجيةِ الخيارِ وهولها
عَزمَ الحبيبُ بحيرتي أنْ ينصفا
ويبوح لي ما كانَ يرجو نأيُهُ
فلأجلِ أنْ يصلَ اليقينَ ويعرفا
ويشاهد الحقدَ الدفين بمَنْ أتى
قصدَ المساسِ بحبنا كي يضعفا
ويراهُ في دربِ الهلاكِ مكبّلاً
وعلى شَفا جرفِ المنيةِ واقفا
خابتْ مساعي الناكثين بحبّنا
لَمّا ألمَّ بكلِّ مَنْ جافوا الوفا
فَبَدَتْ نوايا الشامتين جميعهم
فلذاكَ مشروعَ التآمرِ قد غفا
ليعودَ فينا الحبُّ يحيا مأمناً
لاعاذلٌ يقوى بهِ أنْ يعصفا
يهبُ المودّةَ ما أرومُ بموعدي
ماشئتُ في بَذَخِ الهوى أنْ أسرفا
فأطوف مغنى العاشقين مباهياً
ومجاهراً لغةَ القلوبِ لتهتفا
وتقول لي : من بعد حبكَ لاهوى
إنَّ الغرامَ بذكركمْ فقدِ اكتفى
الكامل