قلبي بحبك يا خير الورى وله
وبين جنبيه هذا الحبُ يتسعُ
.
يسائل الدهر أنى سوف نبصركم
وهل ترى سوف ألقاكم ونجتمع
.
أنى وبحر من الأشواق ذاكرتي
يهدني كلما في الدرب أندفع
.
أسير رغم احتوائي لهفةً وهدى
وفي مقامات روحي دائما أقع
.
فماء حبي غزيرٌ كلما عبرت
سحابة الذكر يأتيها ويستمع
.
طه مناي أيا من ذكره بدمي
وقوله في أقاصي الروح بي يقع
.
إني سألت إلهي أن يفوزني
بأن أراكم بنومي أيها الورع
.
فكن مجيباً إذا ما الرب يأمركم
تلك الأماني بروح الروح تصطرع
.
أنت اليتيم وما كانت سوى عبر
كل المآسي التي في دربكم تضع
.
فيك الصفات التي ما قط يحملها
شخص جميل فكم نقفو ونتبع
.
نجادل الغرب عما أنت تحمله
من المزايا فمن ذا فيك يبتدع
.
ونتقي البؤس من علج يكابده
حقد عليك فأنت المتقي الورع
.
اختارك الله من بين الورى فهدى
وقال جبريل : اقرأ ، فاعتلى الفزع
.
وجئت للبيت خوفا ترتدي فزعاً
تراود الأمن علَّ القلب يرتدع
.
ودثروني مراراً كنت تنطقها
مراكب الحزن في عينيك تندفع
.
مالا ترون أرى كم قلتها لهمُ
قد شق صدري ، فهل يغفو بي الوجع
.
فتلك بشرى حضارات وقد صدقت
وزال جهل وأصنام العدا قُلعوا
.
فتلك بشرى وقد عمَّت فضائلها
وجاء فجر وأنسام له تبع
.
فتلك بشرى إذاً والنور علمنا
كيف المبادئ في أذهاننا نضع
.
فتلك بشرى وأنوار لها سطعت
ولاح صبح وظل العدل يلتمع
.
فتلك بشرى وأصداء لها عبرت
تسابق الريح ، لن تألوا ، فتنصرع
.
أثبت دينك في بدر وقد جحدت
جماعة الكفر واستشرى بها الجشع
.
أقام فيهم أبو جهل جهالته
فاساقطوا في صراع كلما صرعوا
.
وجئت للمسجد الأقصى بلا فرس
ليلاً تطوف وعين الكفر تضطجع
.
والمرجفون أثاروا ضجة ونسوا
بأنك الحق عل الناس تنخدع
.
تشاركوا القول فالعقبى لهم تبعاً
يموت جذع إذا بالفاس ينقطع
.
هزمت كسرى وقد كانوا جبابرة
بالظلم أرسوا عروش البغي بل زرعوا
.
فجئت بالحق للطغيان تدحره
وتنشر العدل فينا أيها الورِع
.
يا سيدي يا رسول الله ها كبدي
قد شفه الوجد واستعلى به الولع
.
متيم يستشف الروح في جلد
ويستثير هياماً فيه يضطلع
.
وكلما غاب طيفٌ ظلَّ يرهقني
حزن وضج بقلبي للأسى وجع
.
ألفت بين قلوب كان يملؤها
بغض فصرنا بهم للحق نتبع
.
وكنت براً رحيما كلما عثرت
للحب فيهم مرايا ، جئتهم تضع
.
ربيت جيلاً فكانوا خير تربية
لنا اقتداء بهم في كل ماصنعوا
.
أتيت بالحق تدعو الناس قاطبة
إلى هدى الله أن يا قوم فاستمعوا
.
ما أنزل الله ، أنِّي قد بُعِثْتُ لكم
هادٍ وما خاب قومٌ للهدى اتبعوا
.
صلى عليك إلهي كلما طلعت
شمس وظل بأرضي نورها سَطِعُ
.
صلى عليك الذي أعطاك ذو خُلقٍ
ما سبح الناس يا طه وما ركعوا
.
ياسر المعبوش