أتراني عندما افتقدتُك اكثر من مرة في زمن قد مضى ، و اندثر ، و اصبح مجرد ذكريات تعصف في الذاكرة كعاصفة صفراء لا تلبث
حتى يغسلها المطر الغزير الذي يعتبر فرصة طارئة ، و غير متوقعة لكنها تحدث فهي لم تكن فرصة ، بل قدر مكتوب ، و لا يعني زوالها
انها انتهت ، بل تذهب ، و هي تتوعدني بلقاء جديد ... هكذا تكون حالتي عندما اتذكرك ، و هكذا تعصف بي الذكريات ، و الاحزان عندما
يزورني طيفك ، و هكذا تغسل دموعي حسراتي ، و بهكذا اكون قد ودعت الطيف ، و عزمت حسرتي لانتظار طيف جديد ، فهذه هي الحياة
و هذا هو القدر .
لم يعد في وسعنا ادراك شيء ، و لم يعد في وسعنا التحمل ، لكننا لا نملك قوة قادرة على الوقوف بوجه هذا العذاب لنقول : كفى !!
سنعيش رغم كل شيء و مع اي شيء ، و نموت بأي شيء و لاي شيء ، لكن لن نصل الى الاحلام التي ذهبت كما تذهب الاموات
فالميت عندما يموت سيبقى ميتا حتى لو لم يدفن ، و الاحلام عندما تفشل ستموت اصحابها حتى لو لم يدفنوا تحت التراب ، ستكون صدورهم
مقابرا لتلك الاحلام ، و تكون هذه الاحلام ذكريات تزورهم كل يوم كالطيف حاملة معها عواصف الاحزان و سحب الدموع ...
ثامر عبد المحسن العراقي