جمال وسلاسة وإبداع
دمت بألق
مودتي وتقديري
نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» رسالةٌ إلى لا أحد» بقلم العلي الاحمد » آخر مشاركة: العلي الاحمد »»»»» قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مسـار» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» الامثال المصلاوية» بقلم خليل حلاوجي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» علمتني الرياضيات.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
جمال وسلاسة وإبداع
دمت بألق
مودتي وتقديري
ذات الانسان هي انعكاس لكل ما بداخله, على الخارج .. فهي تمثل وجهته في الحياة وقدراته وطموحاته, أي أنها تمثل نظرة الإنسان عن نفسه وقدراته ومهاراته , وذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها , إذ إنها تتشكل تلقائياً نتيجةً لعلاقة الفرد بالمجتمع والبيئة ...
فالشاعر عندما يحاور نفسه في حوار ذاتي أو ما يسمى بالحوار الداخلي والذي هو نوع من المونولوج "لا يتوجه إلى الآخرين بل يتوجه إلى نفسه , فالشخصية لا تتحدث إلى شخصية أخرى غير ذاتها , وهو حوار منظم يتضمن غالباً معنى الصراع الداخلي الذي تموج به نفس الشاعر"([1]) والمقصود بهذا المونولوج "صوت الفرد حين يحدث نفسه أو حين يفصح عن حديث النفس الداخلي ويسترسل في بسط ما في داخله من مشاعر ورؤى ..
وفي هذا النص (حوار مع النفس) يحاور الشاعر ذاته ويجادلها, يأمرها أولاً بالغناء كما في مطلع القصيدة ويمثل هذا الأمر بدايةً للتصالح مع الذات لا الصراع معها , كما قد يفهم للوهلة الأولى من عنوان القصيدة.. وذلك لأن الغناء أعظم أسباب الأنس, وأفضل طرق السعادة, وأمتع محطات الراحة والاستجمام. فهو اللغة المشتركة بين كل المخلوقات, والوسيلة الممتعة لكل الكائنات, فالعصافير تغني بالزقزقة والطيور تغني بالتغريد والأشجار تغني بالحفيف والماء يغني بالخرير والإنسان يغني بالتطريب والتنغيم والمؤمن يتغنى بالقرآن. والإنسان – كما قيل – : لم يستطع أن يتغلب على الطبيعة إلا بالموسيقى والغناء :
غني كما غنت لنا الأطيارُ
وترنمت من لحنها الأزهارُ
وما بعد الغناء إلا الطرب والنشوة والرقص :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
وعقب هذه البداية التصالحية يلج بنا الشاعر في حوار عميق وجاد مع ذاته , مع نفسه المتصالحة فيعتذر لها عما أصابها, واصفاً ما حلَّ بها, فما الذي منعها من الغناء حتى دفعه إلى طلبه منها؟!!. إنه الحزن! :
إني أرى حزناً يداعب دمعةً
في جوفك النيران والاعصارُ
وقد يغني الحزين فيأتي بأبدع الألحان التراجيدية, والحزن سبب لغلبة الإنكسار على النفس, ولكنه انكسار لا سقوطَ معه بل هو رجوع لأخذ الأنفاس وتصحيح الأخطاء واتخاذ الخطوات المناسبة وسلوك الطريقة المثلى في مجابهة التحديات الماثلة كما يريد الشاعر منها :
يا نفس كوني كالغيوم كريمةً ...
ودعي جحود الاخرين وغدرهم ...
وتجرعي في الحب كل مــرارة ...
مع ما تحمله الأشطر الأخرى من الحكم العظيمة (إن الحليم لغيره غفــــــارُ) (إن الغرام بطبعه غــــــدارُ) .
وفي نهاية النص يختم الشاعر قصيدته مؤكداً على أنَّ الغناء هو أعظم وسائل التصالح مع النفس, فالغناء ضد الفَناء وهو سر الوجود. فحتى البكاء هو نوع من الغناء الحزين, فما لوحة (الطفل الباكي) للرسام الإيطالي جوفاني براغولين .. وغيرها, إلا من هذا الغناء الحزين ولكنه غناء صامت لا يُسمع عن طريق حاسة الأذن بل بواسطة حاسة البصر في نوعٍ من (تراسل الحواس).. لذا يعود الشاعر في نهاية النص ليؤكد على هذا النوع من تصالح الذات مع كل ما حولها بالعودة للغناء مرة أخرى :
عودي وغني للحياة فإنهــا
تزهو جمالاً والهوى أقــدارُ
.
ولك تحيات
أبومعاذ الجباري
[1]- الحوار في القصيدة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي ,السيد أحمد عمارة ص 182.
ذات الانسان هي انعكاس لكل ما بداخله, على الخارج .. فهي تمثل وجهته في الحياة وقدراته وطموحاته, أي أنها تمثل نظرة الإنسان عن نفسه وقدراته ومهاراته , وذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها , إذ إنها تتشكل تلقائياً نتيجةً لعلاقة الفرد بالمجتمع والبيئة ...
فالشاعر عندما يحاور نفسه في حوار ذاتي أو ما يسمى بالحوار الداخلي والذي هو نوع من المونولوج "لا يتوجه إلى الآخرين بل يتوجه إلى نفسه , فالشخصية لا تتحدث إلى شخصية أخرى غير ذاتها , وهو حوار منظم يتضمن غالباً معنى الصراع الداخلي الذي تموج به نفس الشاعر"([1]) والمقصود بهذا المونولوج "صوت الفرد حين يحدث نفسه أو حين يفصح عن حديث النفس الداخلي ويسترسل في بسط ما في داخله من مشاعر ورؤى ..
وفي هذا النص (حوار مع النفس) يحاور الشاعر ذاته ويجادلها, يأمرها أولاً بالغناء كما في مطلع القصيدة ويمثل هذا الأمر بدايةً للتصالح مع الذات لا الصراع معها , كما قد يفهم للوهلة الأولى من عنوان القصيدة.. وذلك لأن الغناء أعظم أسباب الأنس, وأفضل طرق السعادة, وأمتع محطات الراحة والاستجمام. فهو اللغة المشتركة بين كل المخلوقات, والوسيلة الممتعة لكل الكائنات, فالعصافير تغني بالزقزقة والطيور تغني بالتغريد والأشجار تغني بالحفيف والماء يغني بالخرير والإنسان يغني بالتطريب والتنغيم والمؤمن يتغنى بالقرآن. والإنسان – كما قيل – : لم يستطع أن يتغلب على الطبيعة إلا بالموسيقى والغناء :
غني كما غنت لنا الأطيارُ
وترنمت من لحنها الأزهارُ
وما بعد الغناء إلا الطرب والنشوة والرقص :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
وعقب هذه البداية التصالحية يلج بنا الشاعر في حوار عميق وجاد مع ذاته , مع نفسه المتصالحة فيعتذر لها عما أصابها, واصفاً ما حلَّ بها, فما الذي منعها من الغناء حتى دفعه إلى طلبه منها؟!!. إنه الحزن! :
إني أرى حزناً يداعب دمعةً
في جوفك النيران والاعصارُ
وقد يغني الحزين فيأتي بأبدع الألحان التراجيدية, والحزن سبب لغلبة الإنكسار على النفس, ولكنه انكسار لا سقوطَ معه بل هو رجوع لأخذ الأنفاس وتصحيح الأخطاء واتخاذ الخطوات المناسبة وسلوك الطريقة المثلى في مجابهة التحديات الماثلة كما يريد الشاعر منها :
يا نفس كوني كالغيوم كريمةً ...
ودعي جحود الاخرين وغدرهم ...
وتجرعي في الحب كل مــرارة ...
مع ما تحمله الأشطر الأخرى من الحكم العظيمة (إن الحليم لغيره غفــــــارُ) (إن الغرام بطبعه غــــــدارُ) .
وفي نهاية النص يختم الشاعر قصيدته مؤكداً على أنَّ الغناء هو أعظم وسائل التصالح مع النفس, فالغناء ضد الفَناء وهو سر الوجود. فحتى البكاء هو نوع من الغناء الحزين, فما لوحة (الطفل الباكي) للرسام الإيطالي جوفاني براغولين .. وغيرها, إلا من هذا الغناء الحزين ولكنه غناء صامت لا يُسمع عن طريق حاسة الأذن بل بواسطة حاسة البصر في نوعٍ من (تراسل الحواس).. لذا يعود الشاعر في نهاية النص ليؤكد على هذا النوع من تصالح الذات مع كل ما حولها بالعودة للغناء مرة أخرى :
عودي وغني للحياة فإنهــا
تزهو جمالاً والهوى أقــدارُ
.
ولك تحيات
أبومعاذ الجباري
[1]- الحوار في القصيدة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي ,السيد أحمد عمارة ص 182.
بوركت ايها الشاعر على هذا الدر النضيد الباهر
طعم السعادة لا يبين مذاقهاكلمات تقطر حكمة ورقة وعذوبة
الا اذا حلت بنا الاكــــــدارُ
عودي وغني للحياة فانهــا
تزهو جمالا والهوى أقــدارُ
بورك البوح الجميل ـ ودام الإبداع حليفك
تحياتي.
رائعــة بحق ..
أسجل شديد إعجابي بهذه الرائعة .
سلمت يمينك على تلك الرائية مرفوعة الحِرفة والبيان شاعرنا الجميل ،
مودتي وتحيتي وعميم تقدير .
الشاعر حسين حسن الياس قلت جاء في لوحتك الشعرية :
وتراقصت عصفورة في عشها
وتهللت من فيضـــها الأنهارُ
هو بيت بصورة قصيدة ...دمت شاعرنا أكثر رقة و قدرة على السباحة في عالم البوح.
لا فض فوك فقد أحسنت الوصف لواقع الحياة وطبيعة العيش.
نص شعري جميل وأظن أنك قصدت الغيظ لا الغيض.
تقديري