أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: على ضفاف التذوق .. مع النابغة ( الثور والكلب ) ...

  1. #1
    الصورة الرمزية ياسر سالم كاتب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : وأرض الله واسعة ....
    المشاركات : 1,312
    المواضيع : 172
    الردود : 1312
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي على ضفاف التذوق .. مع النابغة ( الثور والكلب ) ...










    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وَكانَ ضُمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ .:.
    طَعْنَ المُعارِكِ عند المُحْجِرِ النَّجُدِ (*)
    -------------------------------





    لوحة نابغية أخرى متداخلة تمور بها المعاني المضطربة وتتدافع فيها الاخيلة المجنحة
    ولكنها تتفق - مهما اوغلت مفرداتها في الغرابة - في المقارعة والانقضاض
    مفرداتها ... ثور هائج قوي مفتول العضلات موثق الخلق جسور جامح طامح .. ورجل ذو كلاب (كلّاب ) يستحثها نحو الثور ويؤزها عليه أزا لترديه أو تنفي عنه بعض معاني قوته فيعيق بذلك مسيره ويحول دون بلوغه غايات الطريق

    .. هاهو الكلّاب يقف عند طرف المشهد ... وقد بث كلابه جميعها نحو ذاك الثور ( الذبياني ) الجامح الذي لا تكاد تعترض سيره عقبة كؤود أو تنال منه سعيه هواجس الحنادس ...
    يريد ذلك الكلّاب أن يحرز الثور صيد سمينا وأن يجرده من حياته ليعود به ظفرا ليس كمثله ظفر ...

    يتقدم احد افتك هذه الكلاب الذي سبق أقرانه لحدته وخفته وموفور نشاطة ويدعى ( ضمران ) ..
    إنه ذلك الخفيف الأزلّ الذي هيئ للانقضاض كما يبدو من جسمه حيث ينحف جنباه ويغور بطنه ويمتد طوله فهو حقا ضامر .. ولعله قد اُشتق من صفته اسمه ...
    يتواثب في قوة وشراسة نحو هذا الثور المتقد.. يعاركه مقبلا عليه منقضا .. ..
    انها مواجهة المتحدي النافر المنبعث .. مع الثور الذي أعد سلفا إعداد مهولا لقلب غايات المتربص كما تصوره الأوصاف السابقة والتي ذكرنا طرفا منها في طرح مستقل سابق ..


    يقف ذاك الضامر تماما حيث أراد له كلّابه ... يندفع اندفاعا شرسا يناسب حجم التحدي الكبير ..
    وهاهو الثور النابغي المرصود .. ما إن يدبر هاربا نحو ما يظنه النجاة ؛ حتى يرتد مقبلا عليه كسهم مارق ، لا ينتظره كثيرا ، بل تمور به القوة وتغلي مرجلها في عروقه ؛ فيعد له عدة الموت ، ينازلة هذه المرة مقبلا متأهبا في غير فر .. .. بل يثب إليه وثبا مزمجرا ؛ يبتدره بقرون طويلة منسرحة لا يعتورها الميل ولا يدخلها الضعف كأنها أرماح لوامع في صدورهن القضاء


    وكانت ساحة المُحجَر النَجُدِ هي أرض المعركة التي التًجيء إليها وربما كان للثور نصيب من صفة ا النَجُدِ ( بضم النون لا فتحها على رواية ) بوصفه ذاك المعارك النُّجد الشجاع الذي يستنجد به
    وربما استحق هذه الصفة (النَّجد ) (بفتح النون ) التي من معناها االكرب والشدة مما أصابه ذلك التعب الذي يكون أبرز أدوات ترجمته إلى حس ظاهر هو العرق الذي يصاحب شدة الكرب الممزوجة بالجهد والإعياء

    ينقض عليه بقرونه الطويل المسننة ويدفعه بها دفعا .. ومازال الثور به يوزعه وينكته بقرونه حتى أعياه وأهاضه وملأ جسده كله نصبا وتعبا .... ثم ...هاهو يجهز عليه في غير بَرّ ، ببراعة تصويرية نابغية تبلغ من تمام دقة التصوير حد التناهي كما تدلنا الصورة التالية
    فقد أودى بحياته واجهز عليه حين :

    شك الفريصة بالمدرى فأنفدها .. شك المبيطر إذ يشفي من العضد
    فصار قرنه وقد اعتلق به ودخل في صفحة جنبه وخرج من الناحية الأخرى كأنه سفّود شرْبٍ نسوه عند مفتأدِ...




    ---------------
    (*) يوزعه ..
    أي يحثه صاحبه ويغريه يستصرخه ..
    وأميل إلى كون المعنى المخبأ في يوزعه هو يردعه وينهاه
    فيكون الأوفق للسياق أن تكون ( طعن ) مرفوعة باعتبارها معمولة لـ ( يوزعه ) لا منصوبة لعامل محذوف تقديره ( يطعنه طعن المعارك ) .. وهي رواية أيضا - أعني الرفع - فيكون المعنى :
    أن ما يردع الكلب وينهاه على معاقرة الثور هو ذلك الطعن من الثور له والذي يشبه طعن المقاتل المعارك الذي يستهدف به ذلك الكلب المتمرس ضمران ، فيكف بأسه عنه ..






  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    ما أروعك أيها النابغة في وصفك .. من كان يتوقع أن الثور
    المرتاع الهارب سينتصر على الكلب المدرب الشرس؟؟
    ولكنها يبدو إنها مسألة حياة أو موت ..
    وقد برزت براعته الشعرية في التصويرفيقدم لنا تصويرا
    أخاذا لمشهد الكلب المقتول.

    الشكر الجزيل لك إنك استطعت أن تجعلني أتذوق هذا الجمال الشعري
    بمقدرتك على التحليل والشرح والتفسير.
    تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    جمال في وصف المشاهد، وقوّة في الشّرح والـتّعليل
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    ياسر سليم صاحب الأسلوب البليغ الذي يصف بدقة وبلغة فريدة ويُسقط هذه المشاهد على واقع معين

    كل التقدير

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية صباح تفالي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Aug 2016
    المشاركات : 408
    المواضيع : 56
    الردود : 408
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    استوقفني العنوان،
    فتحت الصفحة، فاستوقفتني الصورة،
    قرأت البداية وكنت لأرحل لو لم تجذبني قوة البيان والبنية
    وهكذا كانت البداية:

    "لوحة نابغية أخرى متداخلة تمور بها المعاني المضطربة وتتدافع فيها الاخيلة المجنحة
    ولكنها تتفق - مهما اوغلت مفرداتها في الغرابة - في المقارعة والانقضاض
    مفرداتها ... ثور هائج قوي مفتول العضلات موثق الخلق جسور جامح طامح .."
    .
    .
    .
    .
    وبالفعل قد رسمْتَ بمنكب حرفك لوحة مبهرة معبرة أذهلت ذائقتي..

    شكرا للإبداع والإمتاع والألق..

    شكرا من القلب

    تحيتي وتقديري والورد..