أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بين اﻷلف والميم يا قلبي لا تحزن .. قصة لمحمظ شعبان

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي بين اﻷلف والميم يا قلبي لا تحزن .. قصة لمحمد شعبان ..

    ( بين الألف والميم يا قلبي لا تحزن )
    قصة لمحمد شعبان
    "مَنْ منكم يرغب ـ يا رجال ـ في أن يصبح في صف الفائقين" . سؤال لم أرغب في الرد عليه حينها،بل كنت أبقى صامتا عندما يطرحه علينا المُعَلِّمُ ( ميلاد ) معلم اللغة الإنجليزية بالمدرسة الإعدادية، ولم أدر لماذا قَفَزَتْ هذه الذكرى الجميلة إليَّ بينما كنت في طريقي للفندق منذ يومين، وكان من الأجدر أن أشغل تفكيري بـ (المستر حسام )، وما يمكن أن يفعله بي، وليس بالأستاذ ( ميلاد ) الذي طالما أرهق أسماعنا بحديثه عن صف الفائقين .. وكأن أبواب السماء احتضنت رجائي في معرفة أي شيء عن زملاء المرحلة الإعدادية، ومعلميها، فعلى غير توقع رأيت باب الحافلة يفتح ويصعد وجه مألوف لديَّ. انتفض قلبي فوجدتني أنهض من مقعدي وأمد يدي إليه طالبا منه أن يتفضل بالجلوس إلى جواري :ـ ألم تكن من طلاب مدرسة ( الوحدة ) الإعدادية؟ :ـ نعم نعم .. عانقته وضممته لصدري وكأنني وقعت على ( لقية )، عَرَفْتُهُ .. لقد كان أحد طلاب صف الفائقين، واسمه ( أحمد ). نعم لقد تذكرته جيدا الآن هو الذي كان يجلس في المقعد الثالث ناحية الشباك المطل على الممر ونظرا لأنه كان بصف الفائقين كانوا دائما متقدمين علينا في الصعود من أرض الطابور بعد تسمرنا في صفع البرد لوجوهنا، بينما نستمع لكلمة الصباح المملة ونُحَيِّي العَلَمَ بهمة الخمول العالية!، فكان يخرج لسانه ساخرا من كل الصفوف المارة والمتجهة إلى حجرات الدرس ويقول مستهزئا:ـ يا متخلِّفون. ذكَّرَنِي ( أحمد ) بالفترة القصيرة التي انتقلت فيها لفصل الفائقين، وكيف أنني بقيت مدة أسبوع تقريبا في هذا الصف مستكينا دامع العين مهموما لا أسأل ولا أجيب، حتى انفجرتُ بالبكاء أمام مكتب ( الأبله عواطف ) :ـ أرجوك يا ( أبله عواطف) أنقذيني مما أوقعتِني فيه :ـ لماذا يا ( ماجد )، لقد سَعيتُ لنقلك ـ يا بني ـ إلى صف الفائقين المتميزين لتصير مثلهم . :ـ لا لا أرجوكِ أنا أريد أن أعودَ إلى صفِّي .. أعرف ما تقوله عني الآن ( فَقْرِي ) أليس كذلك؟. أنا أعرف ... دعني أذكر لك شيئا ـ يا أحمد ـ عن ( الأبله عواطف )، لكن قل لي أولا أين ستنزل :ـ أنزل عند محطة موقف العاشر. :ـ وماذا تعمل بـ ( العاشر) يا صاحبي؟ :ـ عامل مؤقت على خط إنتاج بمصنع للدهانات، لم أجد عملا غيره يا صاحبي بعد تخرجي من كلية الزراعة. :ـ إمممم لا بأس يا صديقي يقولون إن الغد أفضل ـ إن شاء الله ـ !، وأنا أيضا أعمل بفندق بالبحر الأحمر، بعد تخرجي من ( الحقوق ). :ـ جيد. ما دمتَ تعمل في تخصصك فهذا جيد . :ـ ليس بالضبط يعني، المهم كانت ( الأبله عواطف ) ممرضة، وكانت زميلة والدتي، فلما انتقَلتْ للمدرسة الإعدادية ووجدَتْني أحبَّت أن تقدم خدمة وَجَدَتْهَا عظيمة، لكن الخدمة لم ترق لي بحال، كما أنهم أرسلوا إلى بيتي إنذارًا بالفصل بسبب طول فترة الغياب. تَخَيَّل وأنا الذي لم أتخلَّف يوما واحدا عن المدرسة، فاجأتني أمي بالسؤال :ـ إلى أين تذهب يوميا يا ( سَعَتِّ البيه ). :ـ إلى المدرسة طبعا يا أمي. :ـ إلى المدرسة؟! (إمممم) عموما غدا أعرف كل شيء.. بسبب سوء الإدارة يا صديقي تأخروا في رفع اسمي من قائمة الأسماء في صفي، فلم يزالوا يثبتون غيابي في صفي الأصلي، بينما أحضر أنا في صفكم صف الفائقين، فصرت بحق الحاضر الغائب، أليس كذلك؟! ( هههههههه) ، لكن قل لي ـ يا أحمد ـ لماذا كانوا يدعونكم صف الفائقين. :ـ يا سيدي تلك خدعة ما انفك يستغلها المدرسون لتشجيع الطلبة على الدرس والتحصيل بينما حقيقة الأمر أن ترتيب الصفوف كان حسب الأبجدية :ـ آاااها!! إذن لو أن أبي سماني ( أدهم ) أو ( آسر ) لكنت في صفكم بلا شك ( هههههههه) رحم الله أبي أظنه لو كان يعلم المستقبل لأبقاني معه في (ورشة الخراطة)، ولأصبحت الآن ( أسطى قد الدنيا ) بدلا من السعي خلف وَهْمِ التعليم العالي، إلى أن أُغْلِقَتْ ( الورشة ) بعد مرضه، ثم وفاته، ثم أتراني وأنا أبكي وأصرخ راجيا العودة لصفي الأساسي ـ صَفَّ المتخلفين أعني ( هههههه ) ـ أتراني كنتُ أدركُ حينها أنه لا فرق البتة؟! ـ الله أعلم ـ .. قل لي ـ يا أحمد ـ ألا تعرف شيئا عن الأستاذ ( ميلاد )، وهل حقا إنه ـ كما كان يردد ـ حصل على دراسات في اللغة الإنجليزية من (أمريكا) :ـ ( هههههه ) هل تأكل من هذا الكلام؟! ـ يا سيدي ـ الأستاذ ( ميلاد ) كان جاري، وأعرف عنه كل شيء، وقد هاجر لأمريكا بعد سنة تقريبا في أعقاب أحداث (30 يونيو) :ـ آاااها فهمت فهمت الآن!!، لكن يبدو أنني (هههههه) مثل الحمار الذي لم يضحك إلا بعد سماع ( نكتة القرد ) بيومين لأنه لم يفهمها في حينها .. عَلَتْ ضحكاتنا وغبنا في ذكرياتنا الجميلة، وأيضا في وَهْمِ صف المتفوقين ( هههههههه ) الذي اكتشفت أنه كان ضمن صفوف المتخلفين، حتى فاتت محطة ـ أحمد ـ صِحْنَا في سائق الحافلة :ـ توقف توقف ـ يا أسطى ـ . ترَجَّلَ ـ أحمد ـ بعد (محطة موقف العاشر) بعدة أمتار، أشرت له عبر زجاج الحافلة بأننا سنلتقي كثيرا ما دمنا قد صرنا على خط واحد، ثم أسندت رأسي إلى زجاج الحافلة ـ وسادة المسافرين بدرجة الثالثة ـ . أسلمت رأسي للزجاج يصدمه كمضرب كرة (التنس) كيفما يشاء، ومن العجيب أنني تعودت النوم العميق في فوضى الحافلة، وتعودت تكسير زجاجها برأسي، وخشخشة محركها الصاخبة، لكنني هذه المرة أخذت أفكر فيما سيفعله ( المستر حسام ) مدير الفندق عندما أطلب منه أن يعتقني من خدمة الغرف ونجاستها ورجسها، حتى وإن دفنني بالمطبخ؛ فأقطع البصل، وأغسل الأطباق أنا موافق. مواااااافق، أما إن أبقاني في خدمة الغرف، فلا ولا ولا، ولن أيضا.. أقصد يععععنيييي.. لن أقول طبعا إلا إنني موافق ( هااااااهعهعهعهع ).. وبالفعل لم أملك إلا أن أوافق دائما .... تمت الأربعاء 1/ 11 / 2017
    أسعدني بإضافة facebook
    mohammad shaban

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,124
    المواضيع : 317
    الردود : 21124
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    بين الألف ( فصل الفائقين) ـ أو هكذا أدعوا عليه في خدعة كبرى لتشجيع الطلبة
    على الدرس ـ بينما هو ترتيب حسب الحروف الأبجدية.
    وبين الميم ( صف المتخلفين ) ياقلبي لا تحزن ـ فلم يكن هناك فرق البتة.
    تخرج أحمد .. من كلية الزراعة .. ليعمل عامل مؤقت على خط إنتاج بمصنع الدهانات
    وتخرج الثاني.. من الحقوق .. ليعمل عامل نظافة في فندق بالبحر الحمر.
    بينما بقيت ورشة الخراطة التي يمتلكها أبوه مقفلة بعد موت الأب الذي كان يلهث لتعليم
    إبنه تعليما عاليا..
    كم من القضايا الهامة ناقشتها ببساطة وتمكن في قصتك هذه
    نص هادف بسرد شائق وطرح جميل وأداء قصي طيب
    استمتعت بهذه القصة الرائعة بكل المقاييس
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد محمود محمد شعبان أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    المشاركات : 2,176
    المواضيع : 158
    الردود : 2176
    المعدل اليومي : 0.49

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    بين الألف ( فصل الفائقين) ـ أو هكذا أدعوا عليه في خدعة كبرى لتشجيع الطلبة
    على الدرس ـ بينما هو ترتيب حسب الحروف الأبجدية.
    وبين الميم ( صف المتخلفين ) ياقلبي لا تحزن ـ فلم يكن هناك فرق البتة.
    تخرج أحمد .. من كلية الزراعة .. ليعمل عامل مؤقت على خط إنتاج بمصنع الدهانات
    وتخرج الثاني.. من الحقوق .. ليعمل عامل نظافة في فندق بالبحر الحمر.
    بينما بقيت ورشة الخراطة التي يمتلكها أبوه مقفلة بعد موت الأب الذي كان يلهث لتعليم
    إبنه تعليما عاليا..
    كم من القضايا الهامة ناقشتها ببساطة وتمكن في قصتك هذه
    نص هادف بسرد شائق وطرح جميل وأداء قصي طيب
    استمتعت بهذه القصة الرائعة بكل المقاييس
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أعزك الله أختي وأدام لنا مرورك وحضورك الراقي
    ألف ألف شكر