أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: ديوان أبو الطيب المتنبي

  1. #21
    الصورة الرمزية تقي بن فالح قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2017
    المشاركات : 517
    المواضيع : 36
    الردود : 517
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي (19)

    أتظعن يا قلب مع من ظعن
    أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ == حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
    ولم لا أصابُ وحربُ البسو سِ == بينَ جفوني وبينَ الوسَن
    وهل أنا بعدَكُم عائشٌ == وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
    فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى == وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
    فما للفراق وما للجميع == وما للرياح وما للدِمَن
    كأنْ لم يكن بعد أن كان لي ==كما كان لي بعد أن لم يكُن
    ولم يسقني الراح ممزوجَةً == بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
    لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ وريحُكَ== يا أحمدَ بنَ الحسَن
    ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ ==وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
    كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ== فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
    لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها == ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن
    فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا برُؤياكَ== عن قولِ هذا ابنُ مَن
    ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ ==لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
    فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ ==وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    الصورة الرمزية تقي بن فالح قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2017
    المشاركات : 517
    المواضيع : 36
    الردود : 517
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي )20(- شغلي عن الربع أن أسائله

    شغلي عن الربع أن أسائله
    شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه== وأن أطيلَ البُكاء في خَلَقِهْ
    بالسجن والقيد والحديد ==وما يُنقضُ عند القيام من حلَقِهْ
    في كل لصٍّ إذا خلوتُ به حدَّث ==عن جحده وعن سرَقِهْ
    لو خُلقت رجله كهامته إذاً ==لبارى البُزاةَ في طلَقِهْ
    بدّلت جيرانه وبِلْيته في ==خطّ كفّ الأمير من ورَقِهْ
    يا أيها السيد الهمام أبا ال ==عباس والمستعاذُ من حَنَقِهْ
    أعني الأمير الذي لهيبته ==يخفق قلب الرضيع في خِرَقِهْ
    المظهر العدل في رعيته ==والمعتدى حلمه على نزقِهْ
    لما تأملته رأيت له مجداً ==تضلُّ الصفات في طرقِهْ
    نظرت من طبعه إلى ملك== يغضى حماة الشآم من خُلُقِهْ
    لو ما ترى سفكه بقدرته ==كان دم العالمين في عنقِهْ
    يا من إذا استنكر الإمام به== مات جميع الأنام من فرقِهْ
    في كل يوم يسرى إلى عملٍ== في عسكر لا يُرى سوى حدقِهْ
    تشتعل الأرض من بوارقه ==ناراً وتنبو السيوف عن درَقِهْ
    قد أثّر القيظ في محاسنه ==وفاح ريح العبير من عرقِهْ
    كأنّما الشمس لم تزر بلداً ==في الأرض إلّا طلعتَ في أُفُقِهْ
    اللَه يا ذا الأمير في رجل لم ==تبق من جسمه سوى رمقِهْ
    كم ضوء صبح رجاك في غده ==وجنح ليل دعاك في غَسقِهْ
    ناداك من لجّة لتنقذه من==بعد مالا يشكُّ في غرقِهْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    الصورة الرمزية تقي بن فالح قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2017
    المشاركات : 517
    المواضيع : 36
    الردود : 517
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي (21)- يا ديار العباهر الأتراب

    يا ديار العباهر الأتراب
    يا ديار العباهر الأترابِ ==أين أهل الخيام والأطنابِ
    قذفت بالبدور عنك ظهورُ الـ ==ـبُدن قذف القسِيِّ بالنُشاب
    غادة تجعل الخلي شجياً == وتصيب المحب بالأوصاب
    صدُّها يذهل العقول بالوصـ == ـل ترد العقول بعد ذهاب
    يا شبابي ترفَّقَن بشبابي == نمتَ عن ليتي وبتُّ لما بي
    تالفاً بين ميتة وحياةٍ واقفاً == بين رحمةٍ وعذاب
    خُذ إلهي من الملاح لجسم ==حُلن ما بينه وبين الثياب
    سوءةٌ للتي شكوت فقالت ==سوءةٌ للمُمَخرق الكذّاب
    أعتَبت بالصدود بعد عتاب= =ورمت بالنقاب بالعُنّاب
    بعُنَابٍ تسوّدت من حشائي بسواد ==ومن دمي بخضاب
    وتمشّت من الفؤاد بنعلٍ == حُرُّ وجهي له مكانَ التراب
    آه لم يدر ما العذاب فؤادٌ == لم يذق طعم فرقة الأحباب
    أبعدي فالسلوُّ أجمل عندي== من حضور البكا على الغُيّاب
    ووقار الفتى بغير مشيب ==كصبو امرئٍ بغير شباب
    سقِّني ريقها وسقِّ نديمي من سلاف ممزوجة برضاب
    واسقِ أطلالها وإن هجرتنا يا إله السماء نوءَ السحاب
    عبيد الـ ـلهِ معطى الورى بغير حساب
    يستقل الكثير معتذراً == من أخذه طالباً إلى الطُلّاب
    فنفوس الأموال غير رواضٍ == عنه والسائلون غير غضاب
    إن جود الوسمي بل زبد البحـ ==ـر ترامى عبابُه بحَباب
    دون جدوى أبي الحسين إذا ما اشـ== ـتغل الشعر بالعطايا الرغاب

  4. #24
    الصورة الرمزية تقي بن فالح قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2017
    المشاركات : 517
    المواضيع : 36
    الردود : 517
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
    كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا***وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
    تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى*** صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا
    إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ***فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
    وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ*** وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا
    فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى*** وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا
    حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى*** وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا
    وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ***فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا
    فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا*** إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا
    إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى*** فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
    وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى*** أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
    أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا*** رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا
    خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى*** لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
    وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ*** حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا
    وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا*** فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا
    تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا*** نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا
    وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى*** يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا
    وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً ***يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا
    تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً*** كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا
    بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً***بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا
    قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ ***وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
    فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ*** وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
    تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي*** نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا
    فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا*** إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا
    تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ*** فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا
    يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ*** فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا
    أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً*** إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا
    لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ***وَجُبْتُ هَجيراً يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا
    أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه*** وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا
    يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ*** وَقد جَمَعَ الرّحْم?نُ فيكَ المَعَانِيَا
    إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى*** فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا
    وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ ***فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا
    فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً***لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا
    وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ*** يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا
    وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى*** وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا
    عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً ***وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا
    لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا*** تَرَى غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا
    وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ*** يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا
    وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً*** وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا
    وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً ***وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا
    كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً*** من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا
    غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ*** سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا
    وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً ***وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا
    إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ ***فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا
    وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ*** فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا
    مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ ***وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا
    دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى*** وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا
    فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ*** وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا


    ألمصدر : ديوان الزاهد
    .

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123