لا يــعــرفُ الـصَّـحـراءَ إلا أهـلُـهـا
والـقيظُ يـذبحُ والـسَّرابُ يَـخونُ
لا تَـحـسبِ الـبَـيداءَ قَـفْرًا سَـاكنا
فـسـكونُها يــا صـاحبي مَـسكونُ
كـم حَـيَّةٍ في الرَّملِ تدفنُ نفسَها
واحـذرْ فـبطنُ الـرَّملِ فيه عُيونُ
إنِّي صحبتُ الناس صُحبَةَ عَاقلٍ
فـسألتُ حـسنُ الـظَّنِ أيـنَ يكونُ
مُـتلوِّنونَ كـمثلِ حـرباء الـضُّحى
غـير الـقليلِ و فـي القليلِ ظُنونُ
لــم ألــقَ خِــلا ًّ سَـالـمًا فــي وُدِّهِ
حـتَّى الـسَّليمِ فـذاكَ فـيهِ طُعونُ
فـاغمضْ عُيونَك إنْ رأيتَ إساءَةً
ولـذا خُـلقْنَ عـلى الـعُيونِ جُفونُ