الغريب


بُعَيْدَ الفجر في يوم عصيب نحو شَرْقٍ
تناهت عنده الرّؤيا، فصارت، كوّة البَرْقِ
مع الضّيقات جاءت تُعْلِنُ الوقت اللجيْنيّ
مساءٌ قَلّبَ الرؤيا فدارَتْ دورة الخيزلى
لِتَسْعى في عروقٍ دَرْبها عين الحياة
خلود الرّوحِ عينيها على قَلْبٍ يُناجيها
نفاهُ التّيْمُ مِنْ وجْدٍ فصار الموتُ راويها
نجومُ لاحها لَحدي شَكّلَت هيكَلاً ساني
عِظامٌ، كان في قَبْرٍ سماويّ راني
يُجاري نظرة الشّيطان على نيران موتٍ
تُفادي في عروقٍ دَرْبها عين الحياة
جعَلْتُ الحَظّ دِرْعي وساءلت النّجوم
تُرى هل من مُجيبٍ يُشافي قَلْبَ دامي
يُضاهي في العذاب اللعنة الحَمْراءَ في القَلْبِ
دُوارٌ حام في عقْلٍ فجاء الموتُ جِنٌ
تَهادى في عُروقٍ دَرْبها عين الحياة
تُرى ماذا ستَبْلو ظنونٌ جاوزتها
همومٌ ناوَرَ سيفاً من الأنوار حاميها
مَجارٍ مِن مَعينٍ من لُجين خَطّها رَسْمي
مِنَ الهَمّ المُقَنّعِ تَمادى في عروقي
فحيحٌ في عروقٍ دربها عين الحياة
نَفَثْتُ العهد من قلبٍ يُحاكي نَفْسَ مُعْتَلّ
إلامَ الفِكْرُ يمحو أضاليلاً صواعِق
جموح في النّفوس النّازِعات الشّر بالرّتلِ
فصارَت من عناوين على نفْسٍ تهاوَت
بروقٌ في عروقٍ دَرْبها عين الحياة
توَقّف عند حَدّ قُلْتُها وانزِعْ قناعَيْكَ
بِرَبّ الأرض في كون ألا تجثو من الحُزن؟
وإذ في ذلك الوقت انتضى جثمانه قلْب
مُدمّى جاعِلاً إيّاه في كُل ذَرّة القلب
وهّاجٌ في عروق دربها عين الحياة
توارى وانبرى حيث المواني شِطر ليلاء
بعيدٌ بُعْدَ نجم والأراضي منه في قُربٍ
غُلامٌ أحمَرٌ سالت دموع من جفون
تُحاذي طيف مغوار جثى من قوّة الوهج
شعاع في عروق دربها عين الحياة
لصاق طيفها طَوّى مجارٍ في العقول
فصارَت نظرتي وهْمٌ وصارت غَفلتي حَقّ
فقُلْتُ القول في ظُرْفٍ يعافي ميّتاً هاوي
لِتذهب والأفاعي بِحقّ تَقطُر السّم
فحيحٌ في عروق دربها عين الحياة!
فأقْبَلْتُ النّواميس العطارى أقَلّبُ المعنى
وقيْدٍ من أثيرجاء من قَلْبٍ يُحاكي
بِصَمْتٍ سَكتة الموت الرّحيم الرّاكِد السّاهي
بِقَلْبٍ كالجنين القابِع الباكي على فَنَنٍ
نَمى في عُروقٍ دربُها عين الحياة
صلاة السّرْمَديّ المستجيب المُستعان
رفَعْتُ الرّاية السّوداء في قلب خبيث
فجالت عينَهُ الطيفيّة الزّائفَةُ في قار
مُحَمّى خارِقٍ للطّالِع البُرجيّ في نَفْسٍ
فَحَطّ الرّحلة الكونيّة الرّبضى
لِتسعى في عروقٍ نَبضها عين الحياة