المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر العقاد
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا لمروركم الكريم شاعرتنا الفاضلة وتقريظكم الجميل وذائقتكم الأدبية الناقدة
أما عن البيت فلا أرى فيه ما ذكرت بل هو يبين عظمة هذا الدين الكامل الشامل الذي نهض بأمة أمية لاهم لها إلا الغزو والسبي والسلب منسية في جزيرة من الرمال لا يأبه لها أحد من الأمم (وصف رستم لها قبل القادسية بل وصف جعفر الطيار لقومه أمام النجاشي وغير ذلك كثير) فوصفي للعرب بأنهم كانوا هملا هو في مكانه فهو وصف الأمم لهم ووصفهم أنفسهم وهنا تتبدى المعجزة إذ كان في ارتفاع العرب من حضيض الحضيض إلى قمة القمم أكبر دليل على صدق الرسالة وهي من حكم بعثة الرسول فيهم ولا يقدح وصفهم بهذافي مكانة أحد من الصحابة فالمكانة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية الدنيا التي كان قومهم عليها وهم منهم لا تحط من قدرهم بل على العكس ترفع من قدرهم إذ رفعوا أنفسهم من تلك الحالة ثم رفعوا قومهم ثم رفعوا العالم أجمع فوصفي لهم بماذكرت إذن تبيان لعظمة الدين ولعظمة المعلم الأعظم الرسول صلى الله عليه وسلم أولا وتبيان لرفعة همتهم وطهارة قلوبهم وشرف نفوسهم ثانيا(وهذا من أهم أسباب اصطفاء الله العرب للرسالة الأخيرة ) و التي أهلتهم لا للخلاص من حالتهم المزرية فحسب بل لتخليص العالم كله
أما رعي الشاء والنعم فهو مهنة كغيرها لا ترفع قدر صاحبها ولا تضعه وإنما ألمحت بها إلى مهنتهم الشائعة وأنهم أصبحوا رعاة معلمين لشعوب الأرض بعد أن كانوا رعاة الغنم والأبل وكلمة تلهث لا تدل هنا إلا على اهتمامهم الكبير بها لأنها كانت عماد حياتهم وفيها غناهم وفقرهم
مع التقدير والتحية
الشكر لكم على حسن تقبلكم لهذا الحوار الجميل أستاذنا الشاعر القدير ميسر العقاد .
اسمحوا لي أن أخالفكم الرأي فيما يتعلق بتقييم العرب أخلاقيا قبل الإسلام , فعلى الرغم من طبيعة حياتهم التي كانت تقوم على الغزو الجاهلي القبلي ،والتي كان يسوّغها العُرف الجاهلي آنذاك بمنطق رد الفعل التناحري . إلا أن التاريخ يشهد فيما عدا ذلك بسمو أخلاق العرب على المستوى الفردي لا على المستوى القبلي .
فكان همّ الفرد فيهم إثبات كرمه وشرفه وشهامته وعزة نفسه, وبذلك امتلأت نفوسهم , وفي إغاثة الملهوف وإكرام الضيف ونصرة الضعيف كانوا يتنافسون ، وبالشجاعة والفروسية والمروءة والنخوة والثبات على ما يرونه حقا كانوا يتفاخرون.
لقد كانوا أحسن أهل الأرض أخلاقا ، ولميولهم الفطرية لاتباع الأخلاق القويمة ولاتسامهم الفطري بالإخلاص لما يعتنقونه من عقيدة اختارهم الله لحمل أمانة الإسلام ورسالة التوحيد إلى البشرية .
فلم يكونوا كلهم إذن (هملا) بل كان فيهم خيار الناس وهم الأغلبية.
عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "..فعن معادن العرب تسألون ( وفي رواية مسلم "تجدون الناس معادن)، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا." رواه البخاري".
ثم إنكم لم تتحدثوا في شعركم عن العرب عامة حديثا عاما، بل ذكرتم الصحابة الأشراف والذين كانوا خيار الناس في الجاهلية وفي الإسلام مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ...رضي الله عنههم أجمعين , وهؤلاء لم يكونوا من عامة الناس في الجاهلية ليوصفوا بعد ذكر أسمائهم بأنهم (همل ) !
ما إنْ رأى كأبي بكرٍ ولا عمرْ
ولا عليٍّ ولا عثمانَ ذي الكرم
أو خالدٍ أو كسعدٍ أو كعائشةٍ
ماذا أعدُّ ؟ ألوفٌ في ذرى القمم
لولاك أحمدُ ما كانوا سوى همَلٍ
في البيد تلهثُ خلف الشاء والنَّعَم
إن الضمير (واوالجماعة ) في الفعل (كانوا ) يعود على الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وسعد وعائشة -رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم - ولا يعود على (العرب عموما) ، لذكر أسمائهم صراحة وعدم ذكر لفظة (لعرب ) في النص,
مع التحية والتقدير