القدس ليست عربية بل إسلاميةمقدمة :
كنت قد نشرت في هذا المنتدى موضوع ( القدس مدينة عربية إسلامية ) للشيخ الدكتور تيسير بيوض التميمي، وأشرت في نهايته لخطأ العنوان قائلا : ( أنقل الموضوع هنا بتحفظ فما ورد به لا تعبّر بالضرورة عن رأينا فهي اسلامية لا علاقة للعروبة فيها وأخالف الشيخ بعدم دقته بالأمر.) وحتى أوضح رأيي ومبرراته أنشره في نفس المنتدى لتنوير الأخوة القراء على رأيي المخالف لما كتبه الشيخ التميمي .
القدس ليست عربية بل إسلامية (1)الحمد لله على ما منح من النعماء ، والشكر له على عظيم الآلاء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونعوذ به من مكر الأعداء ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله جعلنا على المحجة البيضاء ، وحذر من الاختلاف والشحناء ، والفرقة والبغضاء ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأوفياء ، الذين استقاموا على النهج وقصدوا الحق ، فكانوا إخوة أصفياء ، ورضي الله عن التابعين المؤمنين الأخلاء ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ومن سار على نهجهم واجتنب سبيل أهل الأهواء . . . أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أنكم ملاقوه ، ولن تعجزوه ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " .
أيها المسلمون : إن القضية الفلسطينية ، قضية جميع المسلمين بما فيهم الفلسطينيين والعرب ، وليست قضية الفلسطينيين فقط ، ولا قضية العرب فقط ، كما صورها أعداء الدين ، حتى انطلى الأمر على كثير من المسلمين ، بل هي قضية تخص كل مسلم ومسلمة ، أليس الله يقول : " إنما المؤمنون اخوة " ، أليس يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم " .
أمة الإسلام : أكثر المسلمين اليوم لا يعرف عن القدس إلا اسمها ، هذه البقعة الطيبة الطاهرة ، والتي يدعيها اليهود ، وأنهم أحق بها من أهلها ، فحتى تتبين الحقائق ، وحتى تتضح الصورة واضحة جلية ، فقد كتب التأريخ العربي والإسلامي واليهودي والنصراني عن هذه البقعة ومن سكنها منذ آلاف السنين ، فالقدس أرض عربية إسلامية ولو كره الكافرون ، ولو زمجر المغرضون ، ونهق الناهقون .
اخوة الإيمان : لقد كانت القدس مسكونة منذ زمن موغل في القدم ، وكانت مقصد البشر منذ ذلك الزمن ، وأول من سكن القدس هم اليبوسيون من بطون العرب الكنعانيين من جزيرة العرب ، وكان ذلك قبل 3500 سنة قبل الميلاد ، وهذا هو الذي يشهد له التأريخ البشري ، ومن المتفق عليه بين المؤرخين ، حتى اليهود أنفسهم ، ولذا كان أقدم اسم سميت به فلسطين كنعان نسبة للكنعانيين العرب الذين قطنوها إبان ذاك ، ثم تصدى اليبوسيون للهجمات الشرسة من اليهود منذ ذلك الوقت ، بقصد الاستيلاء على القدس ، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ، فسكن العرب وهم سكان فلسطين الأصليون مع قبيلتي بنيامين ويهوذا من أسباط بني إسرائيل في أورشليم ، ثم توالت المحاولات من بني إسرائيل لإخراج العرب من بلادهم والسيطرة عليها ولكنها فشلت كسابقاتها ، فبقيت السلطة للعرب حقبة من الزمن ، يناضلون عن ديارهم ، ويدافعون عن مقدساتهم ، وبقيت القدس تحت السيطرة العربية إلى عهد نبي الله داود عليه السلام ، حيث فتح بيت المقدس ، ثم بعد موته ، جاء ولده سليمان عليه السلام ، ليكمل الهيكل الذي بدأه أبوه ، وبعد أن اندثر ذلك الهيكل وانهدم ، وزالت معالمه تماماً ، إلا أنه لا يزال مسيطراً على أفكار اليهود ومعتقداتهم الدينية ، بل أعطوه كل المعاني الحربية والعسكرية الممكنة . إنه هيكل مزعوم وخرافة كاذبة يدعيها أعداء الله اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة ، فمع ما قدمه لهم أنبياؤهم من إدخالهم إلى بيت المقدس ، وسيطرتهم عليه ، بعدما كانوا أذلة صاغرين ، خائفين مذعورين ، بعد ذلك كله ، قتلوا أنبياءهم ، وكذبوهم ، بل وألحقوا بهم التهم الباطلة ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً .
أيها الاخوة الكرام : لقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشراً ونذيراً ، حتى بشر النبي الكريم بفتح الشام وبيت المقدس ، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه سلم قال : " ست من أشراط الساعة : وذكر منها : وفتح بيت المقدس " [ حديث صحيح صححه الألباني ] . فكاد له اليهود العداء حتى حاولوا قتله مراراً وتكراراً ، ولكنهم باءوا بغضب من الله ولعنة .
للبحث بقية .... تابعوا معنا