قُمْ أَيا قَلْبُ امْلَأْ فَراغَ السَّواقي
خَشْيَةً وَاسْكُبْ بَلْسَماً في الْمَآقي
وَانْثُرَنْ مِنْ مُزْنِ الْخُضوعِ دُموعاً
بَلِّلَنْ سَجّادي بِنَوْءِ الْحِداقِ
إِنَّ لَيْلي قَدْ صَمَّ عَنْ كُلِّ حِسٍّ
مُرْهِفاً سَمْعَهُ لِآهِ اشْتِياقي
قُمْ فَرَكْبُنا أَدْلَجوا وَالدُّجى قَدْ
أَسْرَجوها خَيْلاً لِنَيْلِ السِّباقِ
آنَسوا في أَسْحارِهِمْ قَبَساً يَخْـ
ـبو إِذا حَلَّتْ عَتْمَةُ الْإِشْراقِ
قُمْ أَجِبْ داعِياً إِلى دارِ خُلْدٍ
وَانْأَ عَنْ دارِ شِقْوَةٍ وَاحْتِراقِ
كَيْفَ آثَرْتَ النَّوْمَ عَلى قِيامٍ
كَيْفَ لَمْ تَعْرِفْ فانِياً مِنْ باقي
كَيْفَ في الْفاني سُغْتَ مُرّاً وَعَكْساً
في الْقِيامِ أَنْكَرْتَ طيبَ الذَّواقِ
هَلْ عَجِبْتَ مِنْ كُرْبَةٍ أَنْشَبَتْ فيـ
ـكَ أَنايِيبَ الضِّيقِ وَالاِخْتِناقِ
تِلْكَ غَفْلَةٌ كَمْ حَجَبَتْ حُبوراً
عَنْ قُلوبٍ مَشْدودَةٍ في الْوِثاقِ
قُمْ تَحَرَّرْ.. هَلْ يَرْشُفُ السَّعْدَ قَلْبٌ
بَعْدُ لَمْ يَلْثُمْ أَكْؤُسَ الاِنْعِتاقِ