أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المقامة الحجازية

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد الرحيم صادقي أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات : 1,300
    المواضيع : 106
    الردود : 1300
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي المقامة الحجازية

    حكى نبهان بن يقظان قال: نزلت بأرض الحجاز، مهبط الوحي والإعجاز. ولئن تحاملتُ حرّها، واحتسبت قرّها. فقد راعني أمرُها، وساءني خبرها. إذ ألفيتُ سلمان، قد عهِد إلى الغِلمان. فأسرّها ابن نايف، سيّان أطائعٌ أم خائف. قيل شرّابٌ بأنقُع، حرّر ذات البُرقع. فَلْتقُدِ السيّاره، عُقبى لها الطيّاره. وألفيتُ المفتيَ لا يجيب، كمن لا يطبّ وهو الطبيب. سألتُه عن حُكم من تغلّب، وترَفَّل وتقلّب. وظاهَرَ الأعداء، دون حياء. ألقى إليهم بالمودّه، وأكرم ترامْبَ ووفْدَه. فما وجدتُ عنده هَلّه، ولا غَناء أو بَلّه. فكان كمن رانت عليه الخمر، واختلط عليه الأمر. فلاذ بالصمت، متعللا بالسّمْت. قلت: يا شيخنا الجليل، أجب العليل. ألستَ في مقام البيان، وأنت فصيح اللسان؟ القدس تستغيث، ولا هِزبر أو ليث. صيرّها ترامب لبني صهيون عاصِمه، وتلك وأيمُ الله قاصِمه. والناس في كبد، خلا أمراءَ البلد. كنوزهم عند العلوج، قد استحلّوا الفروج. وأنتم في شنآن، فلان يردّ على فلان. فما أصدق قول القائل فيكم:
    عاديتَ أهلَ التّقى والعلمِ قاطبةً = وأنتَ مَن يعشقُ الأهواءَ والطّربَا
    ما كنتَ يوما بأمرِ اللهِ داعيةً = بلْ ناقمٌ تَلمِزُ الأعلامَ والنّجُبا

    خلافُكم لا ينضب، ولا حميّةَ ولا غضب. شَغلتم الشباب، بتقصير الثياب. وأقوال فريدَه، في مسائل العقيدَه. أطالوا اللحى، ونسُوا الرحى. غثاءٌ كغثاء السيل، قد استمرؤوا الذلّ والويل. نَعامٌ في أَداحي، تُساق كالأضاحي. خاضوا فيما لا يرفع، ولا يُثمر ولا يضع. والمدخليُّ يُجرّح، يغتاب ويُشرّح. فشُغله التبديع، وشُغلُ العِدى التصنيع. وللأمريكان في البلد قواعد، والجحاجِحُ خوالفُ وقواعد. وقوم يبكون الأطلال، ويصفون الجِمال.
    قال المفتي: أولئك أولياء الأمور، وطاعتُهم تقي الشرور. أُمِرنا بالسمع والطاعَه، إلى قيام الساعَه. أم تريدُها فتَنا كقِطع الليل المظلم، تعمّ الكافر والمسلم؟ قلت: الطاعة في المعروف، ولست بالخروف. هذا فسادٌ في الأرض وداء، ما في صدري حوْجاء ولا لَوْجاء. قَطرُ محاصَره، وفي اليمن "مؤامرَه". صالَحوا الطالح، حين بغى صالح. فكانوا له الخَلاص، والشعب يطلب القصاص. ثم أسلموا أمرَه، لطالبِ الإمرَه. فقال تعالَ يا حُوثي، أنت حليفي وغَوثي. عفا الله عما سَلَف، يا أحسن خَلَف. فجاؤوا بالرُّبَيق على أُرَيق. ثم دارت الدوائر، وصالح حائر. حتى أرْدَوه صريعا، فكانت عُقباهُ ربيعا. كافَؤُوهُ بالغدر، لما كافأهم بالمكر. وأحلافُهم كلها ضِرار، سواء القاتل والمقتول والجار. نحِّ الجَرباء عن العارَّه، وربما نفعت الضّارّه. هذا وبنو صهيون في أمْن، عسلٌ على سَمْن. لا يمسّهم نصب، ولا يلحقهم غضب.
    قال نبهان بن يقظان: فأطرق المفتي، لعل فرجا يأتي. برأي يسدِّد، لا يحلّ ولا يَعقِد. فتدومُ البيعَه، ويضيع الحقُّ ضيْعَه. ويسودُ آلُ سعُود، فيستبشِر اليهود. قال نبهان: ثم انصرفتُ وأنا أتمثّلُ قول القائل:
    وقفتَ حامٍ له في كلّ ناحيةٍ = ولم تقلْ أنه في غَيّهِ ذهَبَا
    أَطعْتَهُ طاعةً عمياءَ مفتخرًا = حتى تحوّلتَ حقا خلفَهُ ذنَبَا
    جعلتَ نفسكَ للتغريبِ زامِلَةً = فكلّ مَن شاءَ مِن أقزامِه رَكِبَا
    الحقّ في قمّةِ العَلياءِ نَشهَدُهُ = والحقّ يا جاهلًا بالحقّ ما حُجِبَا

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    شَغلتم الشباب، بتقصير الثياب. وأقوال فريدَه، في مسائل العقيدَه.
    أطالوا اللحى، ونسُوا الرحى. غثاءٌ كغثاء السيل، قد استمرؤوا الذلّ والويل.
    نَعامٌ في أَداحي، تُساق كالأضاحي. خاضوا فيما لا يرفع، ولا يُثمر ولا يضع.

    مقامة متقنة الصنع، لغة قوية ومعان ولا أبهى
    استمتعت برحلة قضيتها مع حروف مطرزة بالحكمة والعبر.
    دام بريق قلمك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3