الأهداف العظيمة والوسائل العظيمة

سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية


كل ما يكون ناتجه كبيرا ومهما وضروريا لمجموعة كبيرة أو لشعب أو أمة أو للمجموع الإنساني ككل لما يعطي من مردودات ملموسة اقتضتها الضرورة في إحقاق حق وعدل أو إزاحة طاغية متجبر أو إصلاح وبناء كبير ينتج الخير والسلام والازدهار - أو تحقيق إنجازات علمية مهمة وغيرها من النتائج والمردودات النفعية الكبيرة كل هذا فلنسميه بالأهداف العظيمة اختصارا ودلالة وهذا لا يتحقق إلا بالوسائل العظيمة المتناسبة وبالإرادات العظيمة المتناسبة بالضرورة الحقائقية ضمن فرضيات التوازن المتبادل والتناسب الازم

وبالمقابل لا يتحقق الأمر أو الشيء أو الهدف الهين إلا بالوسائل والإرادات الهينة بمعنى لو أردنا أن نحقق هدفا عظيما بوسائل هينة لا يتحقق بل يتنافى بحكم نظام ذلك الفرض التناسبي الحقائقي وكذلك لو أردنا تحقيق هدفا هينا بوسائل عظيمة لا يتحقق شيء إطلاقا ولا مجال لقبول النسبة ولو فرضت تصورا فهو فرض اعتباطي لا حقيقة له ولو أردنا تحقيق هدفا عظيما ولكن بوسائل جيدة ومقيولة ولكنها لم تكن بمستوى عظمة الهدف فيمكن التحقيق بإضافة صدق الإرادة والعزم والجهد المبذول وهذا لا يخالف أو يتناقض مع ذلك الفرض التناسبي ما دام للإرادة والعزيمة الصادقة من أجل منفعة عامة لها نتائج مضافة للوسائل فتكون سدا لما نقص من تلك الوسائل فترقى إلى مستوى ذلك الهدف العظيم والدليل ما تحققه حقيقة
الارادات من أهداف عظيمة في الكفاح الإنساني و هذه المتحققات العظيمة غير تلك الأهداف الهينة والتي لا تحسب فيها أي معنى للإرادة

فثبت حقيقة وعقلا لا يتحقق الهدف العظيم إلى بوسائل و إرادة عظيمة وكذلك لا يتحقق الهدف الهين إلا بوسائل هينة ولا قيمة للإرادة هنا في الهدف الهين مهما كان الجهد المبذول مادام الفرض التناسبي وإقرار وقائع الحقيقة يثبتان ذلك مادام فقدان القيمة وانتفاء الفائدة المرجوة لأن المنافع والعظمة بالنتائج لا بالمسميات فقط