السبب في كتابة القصيدة هو سؤال لإحدى تلميذاتي واسمها ليلى، تدرس في الصف الابتدائي (بمنطقة نائية) عن عدد أبنائي
*************************
تَقولُ وَقَدْ تَمَلَّكَها فُضولُ
حَسا مِنْ كَأْسِهِ طَرْفٌ خَجُولُ
كَمِ ابْناً وَابْنَةً أَعْطاكَ رَبِّي
أَجِبْ فَضْلاً مُدَرِّسَنا الْجَليلُ
رُزِقْتُ بُنَيَّتِي الْعَشَراتِ مِنْهُمْ
وَتَعْدادُ الْأَسامي قَدْ يَطولُ
جَوابي صَبَّ في الْعَيْنَيْنِ رَيْباً
فَسالَ عَلى مُحَيَّاها الذُّهولُ
تَلامِذَتي كَأَبْنائِي فَعي الْقَصْـ
ـدَ يا لَيْلى وَمَعْنى ما أَقولُ
أَلَسْتُ كَسَوْتُكُمْ أَدَباً وَعِلْماً
وَمِنْ دَرْسي قَدِ ارْتَوَتِ الْعُقولُ
وَرُمْتُ عْلاجَ كَلْمِ الْجَهْلِ فيكُمْ
فَلا يَشْكو الضَّنى مِنْكُمْ عَلِيلُ
فَما الْأُسْتاذُ غَيْرَ أَبٍ يُرَبِّي
وَلَيْسَ أَباً فَقَطْ لَمّا يَعُولُ
قَدِ انْهَمَلَ الْفُؤادُ فَنالَكُمْ مِنْ
تَدَفُّقِهِ وِدادٌ لا يَحولُ
وَفَصْلي رَوْضَةٌ زِنْتُمْ فَضاها
كَما بِالزِّهْرِ تَزْدانُ الْحُقولُ
فَمِنْكُمْ صُغْتُ أَزْهاراً تَسامَتْ
فَلَمْ يَسْطِعْ لَها طَوْلاً ذُبولُ
أَنَرْتُ عُقولَكُمْ كَيْما تَصيروا
نُجوماً لَيْسَ يَغْشاها الْأُفولُ
وَتَأْتَلِقوا كَأَقْمارِ السَّما إِذْ
بَعيداً في مَداراتٍ تَجولُ
وَمِنْ حَوْضِ الْهِدايَةِ كَمْ غَرَفْتُمْ
زُلالاً قَدْ سَقاناهُ الرسولُ
وَمِنْ ذا الْهَدْيِ أَزْهَرْنا شُموعاً
بِأَيْديكُمْ، بِها يَجْلُو السبيلُ
لَكَمْ بِنَجاحِكُمْ أَزْهُو كَنَسْرٍ
زَها بِهَياثِمٍ صارَتْ تَصولُ
وَكَمْ في عُطْلَتي أَهْفو إِلَيْكُمْ
وَمِنْ أَهْلي الْمُؤَنِّبُ وَالْعَذولُ
وَقالوا كَيْفَ في ذا الْقَيْظِ تَصْبُو
لِقَفْرٍ ما بِهِ ظِلٌّ ظَليلُ
فَقُلْتُ كَفى مَلاماً إِنَّ قَفْراً
ثَواهُمْ لَهْوَ مَرْبُعَنا الْجَميلُ
بَسَطْنا بِالْمَعارِفِ ثَمَّ ظِلاًّ
تَفَيَّأَ لِلنُّهى فَحَلا الْمَقيلُ
وَحِكْنا بِالْقَصيدِ خَمائِلاً قَدْ
تَعالى الصَّدْحُ فيها وَالْهَديلُ
وَناضِجَةٌ هُناكَ ثِمارُ جِدٍّ
وَطَعْمُ الْقِطْفِ لَيْسَ لَهُ مَثيلُ
وَدافِقَةٌ عُيُونُ الْبَذْلِ ثَرَّتْ
حِجاً بَعْدَ الظَّما فَهْيَ نُهولُ
وَبِالصَّبْرِ انْطَفا حَرُّ الْعَنا إِذْ
نَشا مِنْ بَرْدِهِ رَوْحٌ عَليلُ
نَثَرْتُ بِذا الْفَضا أَغْلى بُذورٍ
فَجادَ الزرْعُ وَاكْتَمَلَ الشُّبولُ
خُيُولُ التَّوْقِ ضَجَّتْ في فُؤادي
فَأَخْرَسَ صَوْتَ عَذْلِهِمُ الصَّهيلُ
فَهَلْ يُرْجَى لِنارِ الشَّوْقِ خَبْوٌ
وَقَدْ شَبَّتْ وَلَمْ يَأْنِ الرَّحيلُ
قَدِ ارْتَحَلَ الْفُؤادُ إِلى لِقاهُمْ
بِلا جَسَدٍ قَصا ذاكَ الْعَجولُ
وَمِنْ شُرُفاتِ أَيْلولَ ارْتِقاباً
أَطَلَّ وَصاحَ: أَيَّانَ الدُّخولُ*
الدخول: الدخول المدرسي
11-9-2017