لا تستسهلِ الهجرا

معي تستسهلُ الهجرَا !!
سنيناً بالنَّوى تترى ..!

أفِقْ ، ما كنتَ لي أهلاً
بقلبي لم تكن أحرى

أنا ما جئتَ لي حُبَّاً
نعم قد جئتني قسرا

لأنِّي آخِرُ الشاكينَ ..
..حِبَّاً دمعتي أجرى

وكم أجرى دُمَيعاتي
درى أو لم ..أنا الأدرى

نعم ما جاء لي إلَّاكَ..
..بالحزنِ الَّذي أزرى

وبالسُّهدِ الـ.ــكوى عيني
لإحساسٍ بهِ أغرى

وكم حاصرتَ في صدري
::: شهيقاً حرَّرَ الزَّفرا

فأسرى بي إلى ليلِي
قصيداً أحزنَ البحرا

وأبكاني وأوجاعي
بهِ ينزفنني شعرا

وأليلتُ الصَّباحاتِ الـ..
...ـنأتْ عن مشرقي دهرا

وأعبستَ الرَّبيعَ الحلـ..
..ــوَ لم تُضحِك بهِ زهرا

ولم ترعَ ابتِساماتي
ولم تنشر لها عطرا

أفق ما عدتُ من أهواك..
...لا سرَّاً ولا جهرا

وبعدَ اليومِ يا مجنونُ..
..لا تستسهل الهجرا

بوركت ايتها الشاعرة الجميلة على هذا النص الجميل والمحمول
الغاضب في ظاهرة والمعاتب برقة في باطنه
شكرا لك

غمرتني بعطرك أبي الحبيب واستاذي الغالي وصديقي الوفيِّ لقلبك الفرح سيدي

شعر أنثوي راق ،
لكن وبناء على قرآءتي للنص أرى أن ( مجنون ) في بيت القفلة لا تنطبق عليه ،
ومع هذا فأنت أدرى .
تحياتي

شعر أنثوي راق ،
لكن وبناء على قرآءتي للنص أرى أن ( مجنون ) في بيت القفلة لا تنطبق عليه ،
ومع هذا فأنت أدرى .
تحياتي

هو القهر سيدي وليس منه ،والله استاذي وقد كانت ملعون و
فوجدت أن الكلمة قاسية وجعلتها مجنون ، وما كنتُ إلا الأحقّ بالكلمتين عنه ، شكرا لمرورك ولتفاعلك واهتمامك

ما شاء الله !
قصيدة مميزة للشاعرة المرهفة أ. فتون حسين سلمان ، يميزها قرار شخصي ثابت من امرأة ترد اعتبارها شعرا.

معي تستسهلُ الهجرَا !!
سنيناً بالنَّوى تترى ..!

إذن فلهذا الرجل موقفان ، أحدهما مع الشاعرة يستسهل فيه الهجر، ويغيب سنينا متوالية . ولا بد أنه مع سواها ليس كذلك ، بدليل أن الشاعرة قد خصصت فعله وقالت " معي " لنفهم أنه مع سواها ليس كذلك ، ونصل من ذلك إلى اكتشاف ظلمه .

أفِقْ ، ما كنتَ لي أهلاً
بقلبي لم تكن أحرى

وترد عليه بالفعل " أفق" لينتبه من غفلته عن حقيقة الأمر .
وحقيقة الأمر أنه لم يكن أهلا لها . وأن الارتباط بينهما كان غير متكافئ ، وبالتالي فإنه لم يكن ليستحق أن تهبه قلبها وحبها .

أنا ما جئتَ لي حُبَّاً
نعم قد جئتني قسرا

وهو على كل حال ( ولا بد أنه يعلم ذلك) لم يأتها في الأصل محبّا ، بل جاءها قسرا أو إكراها في ظروف معينة .

لأنِّي آخِرُ الشاكينَ ..
..حِبَّاً دمعتي أجرى

ولأنها صابرة وليس من عادتها الشكوى، استغل صبرها، وأجرى حبّات أو قطرات دمعها . والأفضل أن تحرك الشاعر الحاء بالفتح (حَبّا) ليتضح هذا المعنى . وأما تحريكها بالكسر(حِبّا) فيذهب بالمعنى إلى دلالات أخرى غير مناسبة . فالحِب بالكسر :هو (المحبوب ). وهذا المعنى يتناقض مع مقولة القصيدة وفكرتها الأساسية التي تنفي الحب بينهما .

وكم أجرى دُمَيعاتي
درى أو لم ..أنا الأدرى
تكرار فكرة انه أجرى دمعها لم يأت مجانيا ، بل أضاف جمالا عبر جزئية " درى أو لم ..أنا الأدرى " التي نفهم منها أنها بكت كثيرا بسببه ، وأنه قد ينكر عليها ادعاءها أنها بكت كثيرا ، لعدم علمه، أوعدم اهتمامه ببكائها . ولكن سواء أعلم أم لم يعلم ، فقد بكت كثيرا.

نعم ما جاء لي إلَّاكَ..
..بالحزنِ الَّذي أزرى

وهو نفسه سبب حزنها.

وبالسُّهدِ الـ.ــكوى عيني
لإحساسٍ بهِ أغرى

أما سبب سهدها فهو أنها كانت تطمع بأن يحس بأرقها وقلقها . وذلك ما أغراها به السهد لكي تسهر .
استخدمت الشاعرة ال التعريف بمعنى الاسم الموصول ( الذي) في قولها " الـ كوى " وكررت الأمر نفسه في بيت آخر في قولها
وأليلتُ الصَّباحاتِ الـ..
...ـنأتْ عن مشرقي دهرا

وقد شاع هذا الاستخدام كثيرا في الشعر الحديث . وهو في الأصل غير فصيح ،و قد يُسكت عنه للضرورة في حال ندرته، وعندما لا يتخذه الشاعر قاعدة نحوية .
ولكن تكراره مرتين في قصيدة واحدة يسيء للقصيدة من وجهة نظري.

وكم حاصرتَ في صدري
::: شهيقاً حرَّرَ الزَّفرا
وبدلا من إنصافها كان يحاصر حاجتها ويمنعها من التعبير عن ألمها .

فأسرى بي إلى ليلِي
قصيداً أحزنَ البحرا
فما وجدت أمامها سوى كتابة الشعر الحزين .
لدي تساؤل حول سبب نصب لفظة " قصيدا" أوجهه للشاعرة . فالمعنى يوحي بأن الذي أسرى بك إلى ليلك هو القصيد ، فالقصيد فاعل مرفوع .
وأرى هذا ضروريا لعدم ذكرك فاعل آخر للفعل " أسرى " . فالرفع أصح.

وأبكاني وأوجاعي
بهِ ينزفنني شعرا
تكرار "أبكاني" بمعناها هنا جاء فائضا عن الحاجة وغير موظف. ويمكن للشاعرة استبدال الفعل بفعل آخر لتجنب التكرار.

وأليلتُ الصَّباحاتِ الـ..
...ـنأتْ عن مشرقي دهرا
الفعل أليلتُ بمعنى : جعلت الصباحات ليلا أو أدخلتها في الليل , هو اشتقاق جميل غير مطروق كثيرا على الرغم من صحته . وقد ساهم في توفي عنصر الدهشة في الصورة الشعرية الجميلة ، إذ نأت الصباحات عن مشرقها دهرا وهذه كناية جميلة عن طول معاناة الفترة المظلمة التي عانتها الشاعرة .

وأعبستَ الرَّبيعَ الحلـ..
..ــوَ لم تُضحِك بهِ زهرا

إذا اعتبرنا أن الربيع يضحك عبر أزهاره فعبوسه يعني عدم وجود تلك الأزهار أصلا . وعدم وجود الأزهار يعني أنه ما من ربيع ! جميل !
ولم ترعَ ابتِساماتي
ولم تنشر لها عطرا

تشبه الشاعرة ابتساماتها بالأزهار التي تحتاج للرعاية . ولأنها لم يولِّها الرعاية فقد اتهمته بأنه منع انتشار العطر منها .

أفق ما عدتُ من أهواك..
...لا سرَّاً ولا جهرا


وبعدَ اليومِ يا مجنونُ..
..لا تستسهل الهجرا

نعم هو مجنون لأنه خسر هواك باستسهاله الهجر ، ولم يفكر بعواقب أفعاله.
ولكنك مع ذلك تسدين له النصيحة أن لا يكرر خطأه بعد اليوم !

قصيدة ممتعة جدا

وللشاعرة تحيتي القلبية

والله أنت التي أمتعتِ قلبي بهذا الطرح الجميل وسعدت كثيرا بهذه القراءة والتوضيحات وسأكون عند حسن ظنك أستاذتي العزيزة فكل ما كتبتِ هنا ونبهتني أليه سيكون محل اهتمامي فقط في ( فأسرى بي إلى ليلي قصيدا ....أردت الزفر في آخر البيت الذي سبقه هو الفاعل ، ربما لم أوفق أو أن كهذا الربط پين بيت والذي يليه أو الذي يسبقه مما يؤخذ على الكاتب لا أعرف ولكني افعل هذا باستمرار وهذا احيانا يحدث فيأتي البيت غير واضح ولا مكتمل الفكرة نهائيا إذا كان وحده ولا أفهمه الا مع البيت الذي ارتبط به ، هذا وأتمنى ألا تحرميني من تواصلك ولك مني باقات مودة وشكر وتقدير

قصيدة جميلة رشيقة الجرس مفعمة الحس زادنتها وفقة الأستاذة ثناء جمالا.
لا فض فوك!

تقديري

قصيدة جميلة اتشحت بثوب العتاب ..
سررت بالمرور والقراءة ، وبإشارات الأستاذة ثناء .
تحياتي .

الله الله الله
قصيدة مدهشة وأكثر من راااائعة
سلمت أختي الفاضلة وأسعد الله كل أوقاتك
تحيتي وخالص مودتي