أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المغرب يقاطع مونديال روسيا 2018م

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محمد البقاش قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 239
    المواضيع : 192
    الردود : 239
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي المغرب يقاطع مونديال روسيا 2018م

    المغرب يقاطع مونديال روسيا 2018م

    حرّ القلب في بلاد طارق فبات يعاني من القيم والمُثُل، حرّ كأي جسم مُفْعم بالحيويّة، حيويّته مهووسة بالإهمال وبلادة الحس، وبينما هو في حيويته وقف على رأسه طفل الغوطة وبيده سطل مليء بدمائه المسفوكة، صار يركل عقله ويصبّ عليه دمه علّ عقل العاقل يستيقظ، أعاد الركلات ظنا منه أن العاقل هو من يخيفه بوتين ويرهبه ترامب، وحين تيقّن من غياب العقل في رؤوس القَتَلَة، وتورُّمه في رؤوس الساكتين على جرائمهم؛ قرر جزّ رأس بوتين وترامب ليتخذهما كرة يلعب بها مع أطفال إدلب.
    هام في لعبه فلم يستمتع كفاية، قصّ القَتَلَة شريط الطفولة فأنضج أطفال الشام لينضج لنضجهم أطفال المغرب، شكّلوا كوكبة من الغيورين فشنّوا حملة لمقاطعة مونديال روسيا، يركضون في الأحياء والأزقّة، يعدون في الشوارع والطرقات بأصوات عالية تنادي بالمقاطعة، بأيديهم يافطات عليها كتابات لم تعد تثير الكبار، كتابات أثقلت اليافطات، عليها صور أطفال قضوا تحت قصف السفاح بوتين؛ مردومين، عليها صور أحفاد خالد وأبي عبيدة قضوا في دمائهم؛ غارقين، أطفال قضوا في المجاعة وهم لرغيف الخبز؛ مشتاقون، براعم قضوا بمصابهم والمرضى والجرحى في معاناتهم؛ معذبون.
    وآن أوان المونديال، آن أوان المخدّر المِتْلاف، وفي بوتقة المعاناة ذاب طفل أمّ المدن المغربية وسط مفاهيم مستنيرة، غُلِّف بها فصار في وسطها كما لو كان ذلك المتشرنق في شرنقته، لم يطق ظلمتها، لم يطق أسرها فمزقها تمزيق الأبي الشجاع، ثم انطلق يدعو إلى مقاطعة المونديال وهو يقول:
    ــ مقاطعة مونديال روسيا إذا أتت أكلها فليست هي المطلوبة، المطلوب تحريك جيش المغرب لرفع الظلم عن طفل الغوطة، عن طفل إدلب، عن طفل حماة، عن طفل الشام، عن طفل الروهينجيا، عن طفل فلسطين، عن أطفالنا المكلومين في كل مكان، المطلوب هو إحالتنا إلى لحمة واحدة كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، المطلوب تحريك جيوشنا لنصرة أطفالنا.
    أضاف طفل طنجة إلى حماسته حماسة أطفال المغرب فطاروا كما لو كانوا أسرابا محلِّقة وهي تصيح في الجيش وقد رفع هامته، في الكبار وقد أَزَّ نفوسهم النفير، وهزّ وجدانهم الأسير وطفل طنجة يتزعمهم ويعلي من صوته إلى أن بدأت تُرى أمارات تحرك جيش المغرب واستنفاره لرفع الظلم والمعاناة عن أطفال سوريا، ريء وهو يزيل الصدأ عن أسلحته، وسُمِع وهو يُقْسم عند سماع الطفل المُسْتَنْصِر؛ أن سينتصر له، يردد: لا نامت أعين الجبناء، ريء له ركاب الإقدام وهو يركبه، وبينما أمير أطفال طنجة يصيح رافعا إيقاع الحماسة مع بُحّة تِلْو بُحّة، تكبر الأولى وتصغر الثانية، ثم تتوالى سريعة ثقيلة رافعا من معنويات الجيش مثيرا فيه بطولات أجداده، عازفا على جينات القعقاع في مُوَرِّثاته، بينما هو على تلك الحال سمع صوت أمه:
    محمّد، محمّد، استيقظ، استيقظ، فموعد المدرسة قد أَزِف.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    (قصة قصيرة)
    محمد محمد البقاش أديب مغربي من طنجة
    طنجة في: 12 مارس 2018م
    Mohammed.bakkach@gmail.com
    www.tanjaljazira.com

  2. #2
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    السيد محمد محمد البقاش المغربي المغوار حيث للمغرب ما لها من مكانة في القلب لا يمحوها الدهر مغرب الحب والحبيب.. من طنجة في أقصى الشمال الافريقي عند نقطة العبور بين البحر والمحيط أهلا بك سيدي وبإبداعك النازف..

    ثمة فرق بين الخاطرة وبين دفقة المشاعر وبين القصة كونها قصة.. ومحمد الطفل المغربي بل هو الطفل العربي بل هو الطفل الإنسان الذي ملك بداخله جوانح إنسان لم يتبلد بعد يحلم، والحلم كبير، يتداخل الحلم مع كوابيس الواقع.

    هل أفاق الصغير محمد دابا من النعاس دياله كيمشي لمدرسته؟

    اسمعني يا محمد أيها الطفل الصغير الكبير.. أيها الإنسان الحقيقي في عالم مجرد من الإنسان إلا قليلا:

    وهل يُسعد طفل الغوطة حقا أن يُحرم متعة متابعة المغرب في مونديال روسيا 2018؟

    أطفالنا تحت الأنقاض يحلمون بمجد ما.. فخر ما.. فرح ما.. حالة أمل ما.. فوز في محفل ما، أو ذكر اسم في تجمع عالمي ما.. هدف في المرمى قد يحرزه بوصوفة أو اونجم أو حداد أو أزارو أو بوحدوز في مرمى أوربا الغربية (اسبانيا أو البرتغال)

    أطفالنا في خدر ما بعد القصف وقبل الموت في الغوطة يحلمون بهدف عالمي لمحمد صلاح أو عبد الله السعيد في مرمى روسيا بوتن.

    في مصر مثل شعبي يقول: الميت ميتنا والفرح فرحنا. عندما تتشابك أحداث الحياة بين الحزن والفرح.. وحياتنا يا صغيري متشابكة في خيوط من الفواجع والكوارث وفيها مناطق ما تزال تومض ببريق ما.

    الحل يا ولدي محمد لن يكمن في مقاطعة نوعية هنا وهناك، وإن كانت تبدو كرسالة شجب ما.. إدانة ما.. صرخة ضمير ما..

    لكن الهم كبير كبير، كبير بزاف يا وليدي، كبير حتى على من كان في عمر آبائك الكبار وهو يحتاج إلى نقطة بدء ما.. يحتاج إلى بؤرة ضوء ما.. يحتاج إلى مفاتيح عمل ما.

    طفل الغوطة الناجي سيعانق أخاه مع أول هدف يحرزه ياسر الشهراني للسعودية في روسيا.

    وأعلام تونس الحبيبة سترفرف في سماء غزة العزة مع أول أهداف يوسف المساكني في المونديال.

    أعز أحلامنا يا صغيري باتت صغيرة بزاف..

    لكن أطفالنا رغم كل شيء سيعيشون وسيذهبون إلى المدارس في الصباح وسيلعبون، وسيتقاذفون الكرة، وسيتغنون بأسماء لاعبي الكرة، وسيحفظون قرآنا يحفظ وعيهم ما عاشوا، وسيحلمون بأهداف صلاح كينج ليفربول.. في انتظار بعث صلاح الدين.

    شكرا سيدي محمد قد نكأت جرحا ما ظننته يندمل وأسلت خواطر لا تجف.. ولعلنا نلتقي في نص يتلألأ أملا ويشرق بهجة.
    تحياتي لشخصك الكريم وروحك الأبية
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

  3. #3