أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 12 من 12

الموضوع: استحقاق

  1. #11
    الصورة الرمزية جهاد بدران شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2019
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 624
    المواضيع : 40
    الردود : 624
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    استحقاق
    الصناديقُ الصغيرةُ جدّاً لاذتْ بالصندوق الكبير ..
    - متى ستمتلئ يا سيدي لنحتفيَ بك جميعاً؟
    - ههه..عندما تفرغون تماماً !!
    .
    .
    .

    هذه القصة نأخذ من جبّها تأويلات عدة، بحيث تفرض على الذهن أن يبسط جناحيه محلقاً نحو التدبر والتأمل والتفكر مليّا بين محتواها وما تهدف إليه من عناصر الواقع المعاش اليوم..
    من خلال العنوان/استحقاق/يأخذنا للبحث عن معالم تكوينه وتفسير جوانبه، كي تتضح لنا صورة هذه القصة، وتظهر كل معالم باطنها للعيان..
    نبدأ باحتمالات المعنى للعنوان /استحقاق/فهو واسع المعاني ينبثق من عدة نوافذ وله روافد عديدة واسعة..فهناك استحقاق ذاتي، استحقاق عاطفي، استحقاق مالي، استحقاق فقهي كوْن الشي حقا واجبا أداؤه للغير.
    فالاستحقاق هو شعور عميق داخل النفس بأنها تستحق الهدف الذي ترغب فيه، وللأسف أغلب الناس يجهلون أنهم يعانون من عدم الاستحقاق، وهو أمر يمارسونه في حياتهم اليومية دون وعي ونضوج لما هم عليه، فالشعور بأن النفس لا تستحق بما ترغب فيه، هذا يساهم في تعطيل عملية الحرية الذاتية والوصول لتحقيقها. لذلك هناك أهمية لرفع استحقاق الفرد لذاته وكيفية تحقيق هذا الأمر وأهميته في تحقيق الأهداف والوصول لحرية الذات والفكر.
    من هنا نعرف أهمية استحقاق الذات في
    قانون الاستحقاق الذاتي، وهو كل ما نقوم به من تخطيط وتفكير يساهم في بناء الذات، وما نكوّن من صورة إيجابية لذاتنا، تكون وفق قناعاتنا في رفع مستوى الذات في وجه النفس ووجه المجتمع ككل. بهذا حينها يعمل العقل اللاواعي على تنفيذ برمجة ما صغناه من أفكار وتخطيط ليكون محل حصول واقعي يوافق ذبذبات ما قمنا بها في حشوها في العقل اللاواعي..نحن من نغرس التفكير الإيجابي أو السلبي، ونحن ما نحصده نتيجة ذلك، وهذا كله ينبع من درجة استحقاق لذواتنا ونظرتنا لها وفق معايير تصويرنا لذواتنا وفق ميزان الحياة الذي نرجحه وفق ذلك الاستحقاق الذي نبنيه لأنفسنا، فإما نرفع درجة الاستحقاق للنفس وإما نكون أداة لتدميرها. وهذا ما أريد الوصول إليه، حين نخفض من درجة استحقاقنا لأنفسنا ونضع أنفسنا في صندوق معلّب محصور في قولبة خاصة وعقل وفكر وعمل محدود لا نستطيع الانطلاق منه ومن جوفه، كما شبهنا الكاتب بالصناديق الصغيرة والتي هي محدودية العمل والتفكير وعدا عن ذلك هي تمحقها التبعية للصندوق الكبير الذي يتملكها ويدير أمورها تحت سطوة تحريكها والتلاعب بها وهو في قمة السخرية منها، من خلال ما يريده منها من تفريغ ما تملكه لإشباع رغباته وما يريده منهم من اكتساب وتملّك كل مخصصاتهم لصالحه هو، تماماً كالدول العظمى كأمريكا، التي لا تمتلئ إلا بعد أن تمتص من دماء الشعوب العربية والتي هي تلك الصناديق الصغيرة، التي تتحرك بالتبعية والبحث عن الاحتفاء بها والتصفيق لها ولو كان على حسابها وحريتها، وهدفها إرضاء لها. فالدول العظمى الصندوق الكبير الذي له حجم ومساحة بقدر الأحجام الصغيرة، فلا يمتلئ إلا بتفريغ ما تجنيه الصناديق المعلبة الصغيرة لها، بمعنى أنها فارغة بالأصل من عطاء وفكر وثروة وعمل، إلا من خلال حكمهم المتسلط للشعوب وابتزازهم وسلب ثرواتهم، وفوق ذلك نجد هذه الصناديق الصغيرة تبحث عن رضى الكبار والتصفيق لهم..
    هذه هي معادلة الدول اليوم مع الشعوب الضعيفة التي لا تملك من نفسها إلا التبعية والرضوخ والصمت..

    من هنا سنتطرق من فحوى هذه المعاني لاستخراج درر النص وفحواه..
    نبدأ بعملية التشريح النصي للوصول للقيمة الجمالية التي تبطّنها هذه القصة..

    /الصناديقُ الصغيرةُ جدّاً لاذتْ بالصندوق الكبير ../

    عندنا هنا في عملية التراكيب البنائية للكلمات، استعمل الكاتب كلمة صندوق مرة بطريقة الجمع /الصناديق/ ومرة بطريقة المفرد/ الصندوق/.. ثم وظّف للصناديق الكثيرة وصفاً كونها صغيرة جداً، وللصندوق الواحد وصفاً كونه كبيراً...
    وهنا تبدأ عملية تشريح هذه المعادلة لفهم تراكيبها وما تهدف إليه..

    هذه المعادلة سليمة جداا وتستند على أسس مثلها تسند صحتها..
    فالأرض واحدة ومن عليها كُثر..
    والسماء واحدة وفيها كواكب وما يتبعها كثر.. والمعبود واحد والعابدين كثر..والحاكم واحد والرعية كثر..
    كل هذه الأمثلة وغيرها تدل على وجود قانون الأرض من هو واحد مفرد ومن هم جمع كثر..
    من هنا سنتطرق للمقصود..

    /الصناديقُ الصغيرةُ جدّاً لاذتْ بالصندوق الكبير ../
    من خلال معنى الصندوق وصفاته، فإنه
    كقيمة مجسدة يملك حد معين من الاتساع الذي يُرمز له بالحجم، لا يتسع إلا لقدر معين، وما زاد عن ذلك يعتبر فيض يتسارع عن جوانبه ليذهب سدىً.
    ثم الصندوق نعبئه بما نريد وحشوه بما نختار، وحاكمه هو الذي يتحكم بالقدر والنوعية التي يريد حشوه ليتم إغلاقه بإحكام، فالصندوق أكثر رمز يليق لحاكم مستبد وشعب صامت ذليل..
    وعندما تلوذ الصناديق الصغيرة جداً، وليس الصغيرة فقط، بهدف من الكاتب تصغير حجم الرعية وعدم استقلالهم وكيف هي بحجمها الصغير تدل على ضعفهم، واللجوء للصندوق الكبير وحجم حاجتهم إليه، ربما من الخوف والاستبداد، وهذا التحليل والتفسير جاء بناء على استعمال الكاتب لكلمة/لاذت/ومعناها/التجأت إليه واستغاثت به/ والاستغاثة واللجوء تأتي من الضعفاء الذين مسّهم الجهل والجوع والضلال، وهذا قمة الرضوخ والاستسلام للكبار، وهذا يساهم بتسلط الكبار على الصغار..
    ثم عملية اللجوء للغير هي بحد ذاتها طلباً للحماية والمساعدة، وهذا هو فقه تعامل الكبار مع الصغار وفنون تدريبهم على اللجوء فقط لهم، ليبقوا تحت الطاعة والتنفيذ.. وهذه سياسة الحكام في تركيع الشعوب، عن طريق المبادئ الثلاثة.التخويف والتجويع والتضليل، والتي يمارسونها في حق الشعوب كي تبقى تحت خط الصمت، والضعف.. والدليل على ذلك قول الكاتب:

    /- متى ستمتلئ يا سيدي لنحتفيَ بك جميعاً؟/

    هذا السؤال الذي صدر من الصناديق الصغيرة جدا، لم يكن عبثاً، أو تلقائياً، بل كان عن حنكة وذكاء وحرفية في تدوين المصطلح الذي يوضح لنا علاقة الشعوب بالحاكم واللغة المتبادلة بينهما..
    /متى/ أداة زمنية، تستعملها الشعوب تحت ظل أي حكم، بقصد الزمن الذي يخلصهم من هذه الحاكمية والسيطرة، ولو كان بلغة الخوف كاللغة التي تمارسها الصناديق هنا، بقول: /متى/ وبقول/ يا سيدي/ كلمة سيدي لها دلالات تشير على الطبقية، تشير على غني وفقير، تشير على عالم وجاهل، تشير على حاكم ومحكوم..لإن كلمة سيدي هي عملية توضيح للصورة المنشورة هنا في هذه القصة، والتي توضح عناصر القصة بشخصياتها الصغيرة والكبيرة، الحاكم والشعب الضعيف.. فلو أراد الكاتب غير ذلك لما استعان بكلمة /يا سيدي/ كان بإمكانه استعمال، أيها الرئيس، أيها الحاكم، أيها الملك، فصيغة الكلمات مهمة جدا في تدوينها لإعطاء المعنى والفحوى الذي يريده الكاتب أن يصل للمتلقي..
    سؤال الصناديق أو الشعب لهذا السؤال للوصول لقمة رضاه وذلك من خلال قولهم/لنحتفيَ بك جميعاً/ وهذا هو قمة الذل والهوان والضعف، خاصة باستعمال الكاتب لكلمة/جميعاً/ والتي تدل على قمة التبعية من الجميع وليس من الأكثرية..وهذا دليل آخر يشير لقمة الخضوع لرضى الكبير الذي هو الحاكم المستبد..
    ثم يختم الكاتب قصته بقوله:

    /- ههه..عندما تفرغون تماماً !!/

    الضحكة التي تفيض من الصندوق الكبير هي عملية استهزاء واستهتار بقيمة الآخر، فعملية وجوده يمتصها من تعبئة نفسه من الشعب الممتلئ، لذاته الفارغة، بمعنى أنه يتغذى حكمه ويكبر من دعم الشعوب، ومن أموالهم ومن حياتهم، فهو يستغل وجوده في منصبه من خلال الدعم الكلي من الشعوب، فالشعب يحمل مسؤولية عظيمة عن اختياره لحاكمه، لأن الشعب هو الذي يدعم أو يكسر من يتولاه في الحكم، وهذا ما نراه على أرض الواقع، الشعب من يرفع حاكمه للقمة وهو الذي يدوس عليه بالثورة إذا تغيرت حاكميته لهم وتغيرت سدرة الحكم لهم..
    وللأسف كثير من الشعوب تشعر بعدم استحقاقها لذاتها، لتتحول أداة تلاعب بيد الحكام، ودمى تحركها القادة وفق مصالحها ومناصبها..لتكون رهينة هذا الشعور المقيت من الضعف البغيض...

    ومن هنا نقول أن الدور الكبير للعيش والحكم للأعداد الكبيرة ، للشعوب، وليس للحاكم، فالشعب يلعب دوراً فاعلاً في تنصيب أو قلع جذور أي حاكم، فهو القوة الرادعة للظلم، فلا نريد الشعب أن يكون القوة الداعمة للحكم الباطل، بل أن يكون فاعلاً في تغيير الواقع لما فيه الخير والعدل والحق والأمن والسلام..

    الكاتب الكبير والشاعر البارع
    أ.عبد السلام دغمش
    قدمتم لنا لوحة إبداعية تحمل عدة تأويلات بدلالات مختلفة وبعِبَر وحِكَم تحتاج التأمل والتدبر بين سطورها بعمق..
    ويبقى هناك عدة قراءات لهذه القصة، بحيث تقبل آفاقاً واسعة، وخيالاً أعظم ليربط بين خيوطها على هيئة ضفائر وجدائل مميزة متفردة تقبل التأويل بطرق وأفكار مختلفة..
    بوركتم على لوحة ماسية، رسمتم حدودها بإتقان وحرفية مميزة..

    وفقكم الله ورعاكم حق رعايته
    وزادكم علماً ونوراً وخيراً كثيراً



    جهاد بدران
    فلسطينية

  2. #12
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الشاعرة والناقدة الأخت جهاد ..
    قراءة تحليلية أخذت بأبعاد النص و أحاطت بأطرافه واستوعبت مراميه ..
    تعلمين أديبتنا أن النص حينما يترك مساحات من التأويل للقارئ فإنه يستحث القارئ على أن يأتي بتأويلات أوسع من مناسبة الحدث نفسه وهذا ما يعطي حيوية للنص .
    الاستبداد له أسباب متعددة .. تبدأ بمن هم جاهزون لاستخفاف المستبِدّ بهم وتنتهي برغبته و شراهته للاستحواذ .. وقد يتحول المستبدُّ بهم لمستبِدّين بأنفسهم و ظالمين لها حينما يلقون بالرأي والفكر جانباً .. هي فرعنة تتجدد من عصر لآخر " قاستخفّ قومه فأطاعوه" .
    كانت مناسبة النص انتخابات في بلد ما .. يتحول الكثيرون إلى مجرد صناديق صغيرة .. ثم تفرّغ في صندوق مركزي كبير .. الغريب أنه صندوق واحد و مصبّ واحد .. قد تكون لفظة الصناديق قاسية بحق الآدميين لكنها تمثل حالة في وقتها .. وتفريغ الصناديق الصغيرة في الكبير الواحد هو التخلي عن الكثير الذي سيصبح في حوزته .. لقد رضوا إذن بأن يصبحوا فارغين .. فهنيئاً له ..
    لن أكرر ما ذكرتم فقد أحطتم بواجنب النص بقراءة ذكية واعية مستفيضة .
    كل التقدير لما تغنون به الواحة و قرّاءها من قراءات واعية وتحليلات ناقدة نافذة .

    تحياتي .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12