|
دَنَــا مِــنَ الْــعَيْنِ قَــابَ اثْنَيْنِ ثُمَّ نَأَى |
وَدَانَ بِــالــعَوْنِ فِــي الْـحَالَيْنِ ثُــمَّ لَأَى |
وَدَعْـــتُــهُ كَــرْبَــلَائِــيَّ الْأَنِــيــنِ إِلَـــى |
غَــدٍ شَــهِــيدٍ عَــلَــى أَحْــزَانِــهِ انْــكَــفَأَ |
تَــلَــعْثَمَ الــدَّرْبُ بِــالْعُنْــوَانِ وَارْتَــبَكَتْ |
مَــلَامـِـحُ الــلَّهْفَـــةِ الْـثَّــكْلَــى بِـمَا رَزَأَ |
مَضَى وَفِــيَّ الْـمَدَى الْـمَنْفِيُّ شَاخَ وَلَـمْ |
يُــجْــدِ الْإِبَـــاءَ لِــصُلْبِ الْــعُمْرِ مُــتَّكَــأَ |
مُــسَــافِــرٌ يُـبْـحِــرُ الْــمِــينَاءُ فِــي دَمِــهِ |
وَزَوْرَقُ الْــهَــمِّ فِـــي أَضْــلَاعِــهِ رَفَـــأَ |
وَحَــــائِــرٌ نَــادَمَــتْــهُ الــبِــيــدُ غُــرْبَــتَــهُ |
فَــلَمْ يَــجِدْ غَــيْرَ رَحْــمِ الْــغَيْبِ مُــلْتَجَأَ |
لَـمَّــا وَقَــفْـتُ عَــلَـى أَعْـتَابِ ذَاكِرَتِـي |
تَــوَضَّــأَ الْـــحُــزْنُ فِـــي عَــيْــنَيَّ وَادَّرَأَ |
نَـفَضْتُ عَــنْهَا غُـبَـارَ الْوَقْتِ فَافْتَرَشَتْ |
سَــجَّادَةَ الـصَّمْتِ تَــتْلُو بِــالْجَوَى الـنَّبَـأَ |
لَــمْ أَدْرِ كَــيْفَ تَـعَرَّى وَجْــهُ دَمْعَتِهَـا |
وَكَـيْــفَ إِقْــدَامُهَا فِــي خَــوْفِهَا اخْــتَبَـأَ |
مَا رَفْرَفَ الْـهُدْهُدُ الْمَشْدُوهُ فِي خَلَدِي |
إِلَّا وَحَــذَّرَ مِــنْ خَــمْطِ الْــهَوَى سَــبَأَ |
هُــنَاكَ فِــي شُــرْفَةِ الْــقَلْبِ اسْــتَقَرَّ عَلَى |
غُصْنِ التَّوَجُّسِ يَرْوِي الرَّأْيَ مَاءَ نُؤَى |
لَــمْ يَأْتِ بِالْعَرْشِ عِفْرِيتٌ وَلَا أَثِـمَتْ |
فِــي لُـجَّةِ الشَّوْقِ يَا بِلْقِيسُ مِنْكِ رُؤَى |
تِـلْكَ الْـمَزَامِيرُ لَـمْ تُــحْشَرْ إِلَيْكِ ضـُحَى |
إِلَّا لِــتَــسْفَعَ عَــنْ مِــحْــرَابِكِ الْــخَــطَأَ |
وَمَــا امْــتِرى الــظَّنُّ فِي صَحْرَاءَ حِكْمَتِهَا |
إِلَّا وَأَسْــدَى سُــلَيْمَانُ الــنَّدَى الْــكَـلَأَ |
حَــطَمْتِ مِــنْ أَمَــلِي الْــمَهْزُومِ سُــنْبُلَةً |
وَصِـبْتِ مِـنْ أَلَـمِي الْــمَكْتُومِ مَــا نَــكَأَ |
وَغِـبْـتِ عَـنِّــي كَـأَنِّي مَـحْضُ أُحْـجِيَةٍ |
تَــنْــسَلُّ عَـــدْوًا لِــمَا قَــدْ خِــلْتِهِ رَشَــأَ |
وَإِذْ تَــأَذَّنَ شَــطْــرُ الْــبَـوْحِ فِــي لُــغَتِـي |
أَلَّا يَـــؤُودَ وَلَـــكِــنَّ الْــــوَفَــاءَ وَأَى |
مَا انْفَكَّ يَجْلِدُ سَوْطُ اللَّوْمِ صَوْتَ دَمِي |
كَــأَنَّــهُ ارْتَـــدَّ كُــفْــرًا عِــنْدَمَا اجْــتَرَأَ |
فَــهَــلْ تَـــأَبَّــطَ شُـــحْــرُورٌ مَــنِــيَّــتَــهُ |
حِــينَ اشْــتَهَى الضَّوْءَ نَايًا أَيْقَظَ الـحَدَأَ |
يَــلُــوكُ طَــعْمَ الــرَّحِيلِ الْــمُـرِّ مُــنْهَمِكًا |
فِــي دَهْــشَةِ الْـنَوحِ مِـمَّنْ بِــالنُّهَى هَـزَأَ |
لَــمْ يَـفْقَـأِ اللُّبُّ عَيْنَ الـْحُبِّ حِينَ أَرَى |
عَــيْــنَ الْــعِــنَادِ وَلَــكِــنْ عَــيْــنَـهُ فَــقَــأَ |
وَالْــمَرْءُ حِــلْمٌ وَوِجْــدَانٌ يُــضِيءُ عَــلَى |
عَتْمِ الْـمَعَانِي وَلَيْسَ الْـمَرْءُ كَيْفَ رَأَى |
لَا رَأْيَ يُــثْـمِرُ فِــي نَــيْــرُوزِ ذِي أَرِبْ |
إِنْ دَارَ حَــوْلَ سِــيَاقِ الــزَّهْـرِ وَاجْــتَزَأَ |
وَلَا رَحِــيقَ لِــنَحْلِ الْــحُبِّ فِــي جَدَلٍ |
لَـمْ يَـفْـرِشِ الصَّـدْرَ نِسْرِينًـا وَإِنْ صَبَــأَ |
مَا النَّفْسُ إِلَّا مِزَاجٌ مِـنْ سِرَاجِ هَــوًى |
فَــالــنَّارُ وَالـنُّـورُ كُـنْــهٌ خَــالَطَ الـحَمَأَ |
فِــيـهَــا الْــخَــيَالَاتُ أَحْــلَامٌ مُــؤَجَّــلَةٌ |
فَــكَــيْفَ يَــأْثَـمُ مِــنْــهَا خَــاطِــرٌ طَــرَأَ |
مَـــا زَالَ يَــنْـمُو عَــلَــى شُــبَّاكِ أُمْــنِيَتِي |
طَــيْفٌ يُــدَاعِبُ بِــالنَّجْوَى الَّذِي ذَرَأَ |
يَــمْــتَدُّ فِــي نَــشْــوَتِي ظِـــلًّا وَيُــرْهِفُنِي |
طَـــلَّا وَيُــؤْثِــرُنِي فِـــي رحْــبِــهِ حَــبَأَ |
فَـفِـيمَ يَــحْــمِلُنِي الـمَعْنَـى إِلَــيْكِ هُــدَى |
وَيَــجْــتَبِيكِ عَــلَــى مَــنْ أُزْلِــفُـوا مَــلَأَ |
وَفِـيـمَ مَــاؤُكِ مَـهْمَا شَـحَّ مِـنْكِ رَوَى |
وَمَـــاءُ غَــيْــرِكِ رَغْـــدًا عُــفْــتُـهُ ظَــمَأَ |
وَإِنَّ فِــي لَــوْعَةِ الْــحِرْمَانِ مِــنْكِ أَسًــى |
لَــوْ صـبَّ فِــي مُــلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ لَامْتَلَآ |
يُـلِــحُّ بِــالــرَّيْبِ لَــهْــفًا كُــلَّــمَا أَمِــنَتْ |
وَيُــشْعِلُ الْــقَلْبَ عَــطْفًا كُــلَّمَا انْــطَفَأَ |
مَـهْـمَا جَـفَوْتِ فَـمَا إِلَّاكِ فِــي فَـلَكِـي |
يُــثِـيــرُ دِفْءَ فَــوَادِي كُـلَّـمَـا هَـــدَأَ |
بِــهِ كَــتَبْتُ الْــهَـوَى الْــعُذْرِيَّ فَــلْسَفَــةً |
فَــكَيْفَ يَــقْسُو عَــلَى الأَسْفَارِ مَنْ قَـرَأَ |
أَفْـدِيــكِ قَــلْبِي الَّــذِي ضَــحَّى بِــبَسْمَتِهِ |
كَــيْ يَــخْتِمَ الْــعَهْدَ نُــبْلًا مِــثْلَمَا ابْــتَـدَأَ |