سبحان من نجّا بأحمدَ أمةً
......................................عاشتْ زماناً حالكاً ودهورا
واختصها الباري بخيرِ رسالةٍ
...................................محتِ الظلامَ وشقتِ الديجورا
تلك التي خَتمتْ رسالاتِ السما
..................................... وبفضلها كان الكتابُ مشيرا
هي رحمةٌ للعالمين جميعِهم
................................مهما تطاول ذا الزمانُ عُصورا
موسى الكليمُ بها تأمل قومُهُ
..................................... وبقربِها كان المسيحُ بشيرا
يا أحمدُ المختارُ يا خيرَ الورى
.........................,.........يا من غدا بك ذا الزمانُ منيرا
بكَ أشرقتْ شمسُ الهدايةِ سيدي
.................................... وغدتْ ينابيعُ الفلاحِ طَهورا
وبنيتَ مجداً باسقاً ومؤثلاً
........................,...............لولاك َ ظل عمادُهُ مكسورا
أخرجْتَ من رحمِ الضلالةِ أمةً
....................................لولاكَ ظلوا في الجهالةِ بورا
في ظلِ عُرفٍ فاسدٍ وسفاهةٍ
.....................................لم تستطعْ فيها الحِجا تغييرا
وأدوا البناتِ وقطّعوا أرحامَهم
....................................وتحولتْ دنيا السلامِ شُرورا
كم سادرٍ في غيهِ لا يرعوي
......................................لولاك ظل مُكابرا وكَفورا
ولصار في نارِ الجحيمِ مكردساً
................................. يدعو ويصرخُ حسرةً وثُبورا
فالمالُ والسلطانُ ما شفعا له
.....................................لم يُغنِيا عند الحساب نقيرا
يا سيدي كل الفضائلِ تستقي
..................................من نبعِ فضلكَ صافيا ونميرا
لو أنَ أفضالَ الخليقةِ جُمِّعَتْ
.................................ما كان غيرك فضله مذكورا
يا قاصماً ظهرَ الجهالةِ هديُهُ
..................................... ومكسِراً أصنامَها تكسيرا
أنتَ الذي مدحَ المليكُ طباعَهُ
..................................وبكَ العقائدُ طُهِّرتْ تطهيرا
أنت الشفيعُ لمن عصى ومُشفعٌ
....................................يا من أتيتَ مُبشراً ونذيرا
لولاكَ ما عرفَ الأنامُ مليكَهم
................................ولكانتِ العُقبى لظىً وسعيرا
أسرى بكَ اللهُ القديرُ مبيِناً
............................. أن ليس شيءٌ إن أراد عسيرا
صليت بالرسل الكرام إمامهم
................................... ووقفتَ فيهم سيداً وأميرا
وعَرجْتَ للسبعِ الطِباقِ بلا عنا
..............................لم تلقَ لا ضرراً ولا معسورا
وعلوتَ أفلاكَ السماءِ جميعَها
..............................وأخذتَ تعلوا فوق ذاك كثيرا
حتى وصلتَ المُنتهى وسَموتها
............................... وأقام جبريلُ الأمينُ حسيرا
ناجيتَ ربَكَ دون أي وساطةٍ
.............................. ورأيتَ من نورِ الإله ستورا
أعطاكَ ربُكَ رُتبةً لا فوقها
............................. وحباكَ فضلاً من لدنهُ كبيرا
يا سيدي ماذا أقولُ بمدحِكم
.......................... إن كان باعي في البيانِ قصيرا
يا مِنة الباري وصفوةَ خلقهِ
..............................كن شافعي يومَ اللقا ومُجيرا
يا من حباه الله أوضحَ منهجٍ
............................واختصه الباري وكان جديرا
إني بِحبك يا حبيبي أرتجي
................................. يوم القيامةِ جنةً وحريرا
يا ربِ أنتَ خلقتني ورزقتني
.................................وبكَ المؤمَل أولاً وأخيرا