أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أبو بكر الصديق

  1. #1
    الصورة الرمزية زيد الأنصاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 287
    المواضيع : 50
    الردود : 287
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي أبو بكر الصديق



    ثانيَ اثنينِ إذ هما في الغارِ
    فائتُ الشأوِ كالبراقِ الساري
    ثانيَ اثنين حين أسلم شوقًا
    سالمًا من عبادة الأحجار
    ثانيَ اثنينِ حين هاجر سرًا
    تاركًا خلفه أحب الديارِ
    ثانيَ اثنين حين قام خطيبًا
    وارتقى منبرًا رفيع المنار
    ثانيَ اثنينِ حين ووري ميتًا
    في جوار النبي أكرمِ جارِ
    ثانيَ اثنينِ حين نال مقامًا
    وجلالاً كالصبح في الإسفار
    ثانيَ اثنين حين صلى إمامًا
    شرفٌ يزحمُ النجومَ السواري
    فأبى الله أن يؤم سواه
    حسبنا حكم واحد قهار
    وإذا شاء أن يكون إمامًا
    رضي المسلمون حكمَ الباري
    في التقى أولٌ وفي العلمِ بحرٌ
    أولٌ في العطاءِ والإيثارِ
    أول الداخلين جناتِ عدنٍ
    كل بابٍ يدعوه باستبشار
    أكملُ الناسِ في الحوادثِ عقلاً
    ثاقبُ الرأي مفردُ الأفكارِ
    عند إسلامه استجاب سريعًا
    لم يعانِ من كبوةٍ أو عِثارِ
    حرّم الخمر قبل وحي وشرعٍ
    بل رشادًا منه ومحضَ اختيارِ
    لازم المصطفى على كل حالٍ
    لم يغب في الحضور والأسفارِ
    فجزاه الحبيب بالحب حبًا
    ثم سماه ياعتيق النار
    كان للمصطفى أحب حبيبٍ
    جاءَ بالنص في صحيح ِالبخاري
    آيةُ الزهدِ عبقريٌ شجاعٌ
    أولُ المؤمنين بالمختارِ
    لم يبالِ الأذى وحملَ الرزايا
    رجلُ العزمِ والخطوبِ الكبارِ
    هين ٌلينٌ، فإن سِيمَ خَسْفًا
    راحَ ينقضُّ كالشِّهابِ الواري
    وادِعٌ حتى يُستباحَ حَرامٌ
    ينبري مثلَ ليثِ غابٍ ضاري
    كاتبُ الوحي مستشارٌ أمينٌ
    كاملُ الدين صائنٌ للذمارِ
    منعوه من الصلاةِ عيانًا
    فبنى مسجدًا بساحِ الدارِ
    رد معروفَ ابنِ الدغنةِ طوعًا
    مستجيرًا باللهِ خير ُجوارِ
    ذاقَ طعمَ التقى فهان عليه
    ما يلاقيه من أذى الكفارِ
    وطئوه بأرجلٍ ونعالِ
    وأسالوا دماهُ باستكبارِ
    باع لله كل غالٍ نفيسٍ
    ربح البيع سيد التجار
    شهد الله أنه أريحيٌّ
    لم يُعقه في البذل خوفُ افتقارِ
    ماله كله انقضى صدقاتٍ
    وهباتٍ فنعمَ عُقبى الدارِ
    زاد إيمانُه على الناسِ طرًا
    بيقين في قلبه واعتبار
    وله في كل الخطوب دليلُ
    لا يماري في دينه أو يداري
    جاء جبريلُ للنبي ببشرى
    هجرةٍ للدار ذاتِ الحِرارِ
    فدعا الصديقَ أن يكون رفيقًا
    وانتقاه من سائر الأنصارِ
    فبكى لصحبة النبي ابتاهاجًا
    وهمَتْ عينُه بدمعٍ جارِ
    تركَ المالَ والعيالَ احتسابًا
    لجنان تُحاطُ بالأنهارِ
    وغدا الغار للصديقين حصنًا
    للتوارى به عن الأنظار
    صاحَب المصطفى ليثرب حبًا
    وحماه بحيطةٍ وحذارِ
    راح يحمي النبيَّ من كل صوبٍ
    مثل ليثٍ يحوطه كالسوارِ
    يذكر الرصد فهو بين يديه
    ومن الخلف خيفة الأخطارِ
    ويراعيه مرةً من يمين
    ويراعيه مرةً من يسارِ
    وتحدى الردى بعزم وحزم
    كجبال علت كموج البحار
    لم تزده الكروب إلا ثباتًا
    فتصدى لها بكل وقار
    أطفأَ النار في السقيفةِ لما
    قامَ بالأمرِ سيدُ الأنصارِ
    ثار بين الصحابة خُلفٌ
    وتعدى الجدالُ حدَّ الحوارِ
    فانبرى الصديق فيهم خطيبًا
    فارعوى كل واهمٍ محتار
    ببيان جلا لطيفَ المعاني
    وكساه القرآن بالأنوارِ
    ثم قاموا على رضًى وقبولٍ
    بادروه ببيعةٍ واعتذار
    جمع َالذكرَ بعدَ أن كانَ شتى
    مُسنِدًا أمرَه إلى خير ِقاري
    وهو سماه مصحفًا ظلَّ يُتلى
    بجلالٍ على مدى الأعصار
    قام زيدُ بنُ ثابتٍ واثقًا في
    ربه ثم عزمِه الجبارِ
    فأتم القرآن َمن كل فجٍّ

    من صدورِ الرجالِ والأحجار
    من رقاعِ الأديمِ أو من عسيبٍ
    أو كرانيفِ سائر ِالأشجارِ
    فاستوى مصحفًا شريفًا منيرًا
    بمدادٍ من بسمة النُّوَّار
    أنفذَ الجيشَ مع أسامةَ حتى
    عتب الصحبُ من ذوي الأبصارِ
    حارَ أهلُ العقولِ والرأي مما
    ركبَ المسلمين من أخطارِ
    كيف يُنفذ الخليفة جيشًا
    والأعادي محيطة كالضواري
    أججوا أرض المسلمين اضطرابا
    وغدت في مراجلٍ من نارِ
    فأصر الصديقُ إلا نفاذًا
    فعجبنا من شدة الإصرارِ
    ونهاهم عن قتل طفل وشيخ
    واقتلاع الأشجار ذات الثمار
    ومن ارتد رده للمنايا
    كالحاتٍ بعزمهِ البتارِ
    منعوا إيتاءَ الزكاةِ اعتباطًا
    واشرأبَّ النفاقُ في الأمصارِ
    كفروا رِدةً وعاثَوا فسادًا
    روجوا الفسق من وراء ِستارِ
    وأرادوا هدم الشريعة جَورًا
    فاحتواهم بجيشه الجرار
    دك بابن الوليد فيهم جبالاً
    لم يدع في الديار من ديَّارِ
    أرجَع الدين صافيًا فاستنارت
    بالفتوحات سائر الأمصار
    كسر الفرس فامتلا الروم رعبًا
    فدهاهم كالنار في الإعصار
    بالمثنى وخالدٍ وبعمرٍو
    وعَديٍ وعامرٍ وضِرار
    بطعان يفري نحور الأعادي
    وبضرب الوجوه والأدبارِ
    فأناختْ له الصناديدُ ذلاً
    حين لاذوا من بأسه بالفرار
    مات لم يُبقِ في الخزائنِ مالاً
    أو متاعًا أو يَغْن َمن دينارِ
    عاش ذا عفةٍ ومات حميدًا
    كل عين بكته وهي تواري
    والنبي اصطفاه عنه وكيلا
    وأمير الحجاج والعمارِ
    حِكمٌ قالها فسارت مثالاً
    ثم طارت في الناس كل مطارِ
    والنبي اعتنى بقدر أبيه
    في حديثٍ بمسندِ البزارِ
    زوَّج المصطفى أعفَّ الصبايا
    فهنيئًا لأكرمِ الأصهارِ
    لبستْ ثوبَ عفةٍ وحياءٍ
    سابغًا من نعومة الأظفارِ
    بعد دفن الفاروق مع صاحبيه
    سترت منه نفسها بالخمار
    خصها الله بالبراءةِ فضلا
    وانتقى الطاهراتِ للأطهارِ
    ملَكٌ يقرأُ السلام َعليها
    أيُّ فخرٍ من بعدِ هذا الفَخَارِ
    ما لها بين الصالحاتِ نظيرٌ
    عمدة الفقهِ زينة في الجواري
    ذكرُنا أمَّ المؤمنين حياةٌ
    مثلُ مسكٍ من جونةِ العطارِ
    حبها سنة ولا يزدريها
    غير أهل الخنا ونبع البوار
    أمنا أم المؤمنين حَصانٌ
    ورزان وخَيرةٌ من خيار
    بلغت في السخاء أعلى مقام
    جُبلت نفسُها على الإيثارِ
    رب يومٍ من ابن عثمان خيرٌ
    من سناءِ الشموسِ والأقمارِ
    ما عرفنا بعد النبيين حَبرًا
    مثله فاق أعلمَ الأحبارِ
    نال بشرى دخول جناتِ عدنٍ
    وعِداه اختاروا طريق العار
    كل من أبغضوه هانوا وخابوا
    ثم باءوا بذلةٍ وصغارِ
    أيُعادى حِب النبي المزكَّى
    فاستبينوا يا أولي الأبصارِ
    أسسوا دينهم على الثأر حقدًا
    وبنَوه على شفيرٍ هارِ
    عرفوا قدره وما قدروه
    حيث كانوا كحامل الأسفار
    صدقوا ما ارتضَوه من بهتانٍ
    كذبوا ما صح في الأخبار
    لو رمَوا لعنهم على زنديقٍ
    عاد مستبشرًا بلا أوزار
    لحياة الصديق فينا جلالٌ
    بمكانِ الأسماعِ والأبصارِ
    علِّموا الناسَ حبه وهداهُ
    لقِّنوه للناشئين الصغار
    ذكره العذب للحياة حياةٌ
    وشذاه كنفحة الأزهار
    في سبيل الإسلام سار حثيثًا
    في جهادٍ ودعوةٍ واصطبار
    فسلامٌ على الإمامِ المُزكَّى
    وسقى القبرَ وابلُ الأمطارِ
    و سلام عليه من كل قلبٍ
    فاض نورًا كالكوكب السيار
    وصلاةٌ عليه في كل حين
    وعلى كل صحبه الأبرار


  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    رضي الله عن الصديق وأرضاه..
    هو سيد الصحابة ورفيق الرسول صلى الله عليه وسلم ..
    رضي الله عنه وكبت من أبغضه
    قصيدة مطولة جميلة ..
    قولك :
    كيف ينفذ الخليفة جيشا :ربما يحتاج مراجعة عروضية

    تقديري شاعرنا
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2017
    المشاركات : 1,063
    المواضيع : 71
    الردود : 1063
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    أحييك على هذه المطولة الندية في بيان فضل صاحب خير البرية....

    تحياتي شاعرنا الحبيب وأدعو الله أن تكون في ميزان حسناتك

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي

    رضي الله عن صاحب رسول الله وأرضاه ، وأكرمك بصحبته في الجنة
    تحياتي

    نَحْنُ اليَمَانُونَ ،مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا*****على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَم

  5. #5
    الصورة الرمزية زيد الأنصاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 287
    المواضيع : 50
    الردود : 287
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    صدقت أخي عبدالسلام، الشطر الذي أشرتَ إليه فيه خلل عروضي، وقد غيرته بفضلك إلى:
    عجبوا أن ينفذ الخليفة جيشًا

  6. #6
    الصورة الرمزية زيد الأنصاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 287
    المواضيع : 50
    الردود : 287
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    أخي الفاضل ماجد وشاحي:
    شكر الله فضلك واستجاب دعاءك.

  7. #7
    الصورة الرمزية زيد الأنصاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2016
    المشاركات : 287
    المواضيع : 50
    الردود : 287
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    شكرًا لك أخي محمد الحميري.