سباحة بين الحروف
أرغب المكوث بين زوايا حروفك الأربعة ،لأبقى حبيستها ومحروسة بكنفها .
إنّي أروم من "رائك" رتق ما تفتّق من وشائج وأواصر الأيمان والفكر؛ لكثرة ما صُبّ فوقها من قصدير الملهيات والمشقّات الدّنيويّة ، فتفكّكت وذابت بعض من روابط الخيوط التي رغبت في إحكامها الأبديّ ،كي أحظى بديمومة المباركة والهناء ...
أحبّ من "حائك" حَبْكَ كلّ حبال الفكر والجسد ،بعد رتقها وربطها بوتد الخشوع والمناجاة ؛لئلّا تنفلت من عقال لذّة الفوز بجائزة التّقرّب إلى خير قريب ،والنّجاة من كلّ الذّنوب ...
أطمع بِ "ميمك" مبارِكة الوقوف والمكوث في رحاب من أحببنا سرمديّة المكوث بين يديه . ولسوء حظّنا تجبرنا مشاغلنا وأهواؤنا الدّنيويّة على التّغيّب أحيانا ، وقلوبنا تعتصر ألما ،وتتحرّق شوقا للعودة إلى كنفه ؛طامعة بالقبول ،لأنّه أحسن المُظلّين لمن أراد أن يستظلّ بظلّه ،ويستنير من نوره ؛بعد أن هفا بابتعاده اللامقصود ، ومشى في دهاليز التّقصير والابتعاد ...
وأعشق من "تائك" تقبّل التّوبة ،والفوز بالخمرة التي تنعش النّفس، وتوقظها من سبات المُلهيات ،لتعود مطمئنّة راضية مرضيّة ،لا لاهية ناسية منسيّة ،وكذلك الفوز بزيت مداواة وتطهير الجسد من لسعات حروق الآثام التي تشوّه الجسد ،وتجرّه إلى هوّة الذّنوب والمهلكات... فدثّريني أيّتها "الرّحمة" ، ونثّي شذاك الذي يعبق هذه الأيّام بمسك مميّز تنضحه أيّام مميّزات ...
وإنّي لأتذلّل لمرسلك أن يبسط جناحك عليّ ليلفّني بِراءِ رتقك ،وحاء حبكك،وميم مباركتك،وتاء تقبّل توبتي ...