تنسل الأحرف متسارعة عبر صفحة بيضاء تموج بللاشئ ، تتقافز المعاني عبر عيناي في محاولة من محاولات ثبر غور المقدر دون أن تعي إنها في إنفلاتها قدر بحد ذاته ، تحرر الحرف الذي ظل حبيسا لسنوات ينذر بسيل قد يدمر كل ما قد كتب ، يراعي الذي سكن إلي الدعه بضع سنين بدا وكأنه يحبوا حين سطر أحرفي الأولي من جديد وقلبي الذي يمسك بتلابيب عقلي حين أشرع في سطر أحرفي بات باردا يحملق في المزن غير عابئ بمواسم المطر ، ولا بذور الاقحوان ونسيم أذار حين يطل ، يطالع في برود تطاير أوراق الشجر ، ولا تشغله همسات الصبايا في أمسيات السمر ، أحاول جاهدا أن اوقظ حوريات الجمال لعل واحده تبرع في قبلة حياة تعيد المسار ،
أصاحب ليلي ، أدندن بابيات نزار ، أشعل ضوء القمر ، أعطر سراديب حزني ببعض حكايا العشق القديم ، وأنثر بذور الأمل لعلي أحصد بعض الأماني وبعض الجمل ، أهز جزع نخلتي لعلي أحظي ببعض الرطب ، أصرخ غضبا فرب غضبي ينثر بذور اللقاح علي أزهار الكتابة فينبت ثمر ،
أكتب أمل ، فياليت شعري تسكن قلبي السكينة ، وأشرع بضم باقة زهر تعيد الحروف لدرب الجمل ، تهب لنبضي قبلة حياة ، فإما تشرق شمس القلم ، وإما يضيع عمرا قد أضناه الألم .