مات و لم أعلم. ببالغ الحزن و الأسى تلقيت الآن نبأ وفاة ابينا"الضمير" الساكن بحينا و المعروف لدى الجميع ...الفاجعة كانت كببرة لدرجة لم أشعر كيف امتطيت دراجتي مسرعا الى مسكنه كي اقدم التعازي و أواسي ذويه....لكن لما وصلت لم اجد المنظر الذ ي تعودت رؤيته في بيوت العزاء من خبمة منصوبة وسط الشارع فيها موائد عليها شاي و أصناف من الكعك ... و سيارات مركونة فوضويا و لا بشرا في ذهاب و إياب يحملون الموائد عليها صحون الكسكس..لا شيء من هذا كله...هدوء تام . سألت عن ذويه فأجابني أحد المارين ضاحكا ماذا تقول يا رجل ابونا الضمير قد مات منذ زمان.الا تعلم بذلك قلت له كلا و اين أهله ابناءه: صدق..كرم..مروءة...عفة...؟ فأجاب ضاحكا مرة أخرى:لما أحيلوا على التقاعد المسبق رحلوا! .و حل محلهم قوم آخرون سرعان ما ألفناهم و ألفونا عندها التفت الى نفسي : انا من مات ...ابونا الضمير ميت ولا أعلم بذلك ..هل انا حي ام ميت؟.