التماسك

سعد عطية الساعدي

منشور في عدة مواقع عربية

كل مخلوق موجود في محيطه ومجتمعه هو متماسك بمقومات خلقه وجعله ووجوده وتواجده واجتماعيته شاء أم أبى علم ذلك ام جهله لا يهم ولا يغير جهله شيء من مقومات متمسكه المعني هذا فهو ممسوك مها ظن أو تصور بالنسبة للمخلوق العاقل الدارك وهو الإنسان

التماسك هو لأدامة البقاء والتواصل كونه يمنع التفكك والتحلل أو التقسيم والتفتيت ولهذا نجد أهميته من أثره المانع ولهذا ينشده الإنسان في علاقاته ومهمات خصوصياته وإرتباطاته ومنه عموم المجتمع الإنساني ينشدالتماسك بعد أن ذاق ويلات وضررالتحلل والتفكك بعد أن فقد التماسك كون التماسك يحيي الأمان والأمل والأطمئنان في دواخل الإنسان وذلك عندما يتماسك داخليا ولا يتهاوى في الملمات وكذلك في تماسكه الأسري والمجتمعي المتفاهم إنسانيا المتعاون أخلاقيا.
ولولا التماسك لتفككت الأشكال عن مضامينها والفروع عن أصولها والمضامين عن ضواهرها والأجزاء عن كلياتها والفروع عن عمومياتها و لولا ماجعل الله سبحانه التماسك لماكانت هناك جاذبية كونية ماسكة بما قدر لها الخالق الجاعل سبحانه أن تمسك من تمسكه جذبا في هذا الفضاء الكوني المنظم

وبالتماسك تتكامل الموجودات بعد أن يكمل بعضها البعض تكامل تماسك لا تناقض أوتفكك وانفراط وتجزيء فيه مما يفقد الكل التكاملي كون التماسك هو المتكفل بكل ذلك التكميل وهنا يجب التنبه فالتماسك ليس هو التكميل والتكامل بذاته بل بجمعه للكل المتماسك فيعمل بعضه مع بعض عمل تعاون أو تناوب تكميلي حيث ما نقص شيء في مخلوق أو كائن أو مجعول إلا ووجد نقصه عند غيره المثيل له المتماسك المشترك معه فيكمله له بسد نقصه من خلال تماسكه وتعاونه معه وكذلك غيره فيتم التكميل بفضل التماسك الذي يحيي التعاون بجمعه للكل المتماسك بخصائص وصفات كل مفرداته وأجزائه المتماسكة ليكتمل تكميل كلي تماسكي وبعكسه يحدث الخل والتحلل فيبان النقص المتجزء بفقدان الكل المتجزء المكمل لبعضه بالتماسك

ولهذا ثبتت أهمية التماسك والذي جعل الله سبحانه الكون بكل حيثياته متماسكا ولولا التماسك المجعول هذا لما بقى شيء على حاله ونظامه في المخلوقات خصوصا كونه أمر معاش فلولا التماسك حصرا لما كانت أسر يتماسك أفرادها بالمحبة والحنين مهما كانت الظروف والأحوال. وأما التماسك الكوني عموما فلولاه وبقدرة الله لما بقت سماء مرفوعة ولا أفلاك سابحة سائرة متعاقبة تديم أوقات الزمان وأيام الحياة لنا فسبحان الله العلي العظيم في تقدير مشيئته وعظيم حكمته التي جعلت مما جعلت من الكثير الكثير المتنوع الذي لا يحصى كله وهو خير لخلقه جعل التماسك رحمة للخلق والعباد بدوام الكون والحياة فله الحمد بما هو أهله