سأزّفُّ لك يا بُنيّتي
مفاجأةً باهرة
أُبشّرُكِ بأنني رغم ألاعيب ِ السماسرة
قد اشتريتُ قطعةً
في أرضِ فلسطينَ الطّاهرة...
... - يا لرائحةَ الاوطان!
هل هي في عسقلان؟
- كلّا...
فتلكَ أرضٌ ليستْ للمتاجرة....
اشتريتُها في غزةَ المُحرّرة
- تَقصدً المُحاصرة..
إيهِ يا أبي
يبدو انك لم تسمعْ منذُ زمن
ماذا يحاكُ للوطن
ولم تدْرِ بّأبعاد المؤامرة...
الم تسمعْ بوساوسِ الشَّيطان؟!
وهتافاتِ المصالحِ في الميدان؟!
الم ترَ تلكَ الرموزَ الحمقى
تسخرُ منا على الجدران؟!
الم تسمعْ همساتِ التآمر بين الحُشودِ الهادرة؟
كلُّها تندبُ حظَّ غزة
وتفتحُ لها الطريقَ إلى رحْمِ سَيْناء
و"شواطئها الساحرة"
لقدْ أصبحنا مَسْخاً
كأننا في رُسُوماتٍ ساخرة
فغزةُ يا أبي
التي صمدتْ على خارطةِ الأوطان..
ونَزَفَتْ
كلَّ عامٍ
ألف َ إنسان ٍ وإنسان..
أصبحت مدينة مهاجرة
لا تبغي إلا أن تَعيْش
وبدَل أن تبقى ثغراً
بأكنافْ بيتِ المقدس
قدْ تُصبحُ من أكنافِ "العَريش"!!
أوْ عاصمةً للفيافي المُغْبِرَة
وبَدَل أن نتنزَّهَ انا وانتَ
في جِبالِ فلسطين وروابيها المُزْهِرة
قد نسْتمتعُ بالظّلِّ في وِديانَ سَيْناءَ
اذا ما اشتدّتِ الهاجِرة...
لا يا بُنَيَّتي
ساجعلُ لك في سَهْلِ غزةَ جَنّتان
وبُرجَاً شامخاً
تَعْتليه كُلّما اشتَقْتِ لرُؤيةِ عَسْقلان
وسأفرشُ الأرضَ سُندُسا
وسأزرعُ فيها نخلتان
بينهما شباكٌ
لملعبِ الطائرة
واذا أصَرَّ السَّائرون في طريقِ المالِ والمُغَامرة
وضلُّوا الطريقَ إلى القُدس
وتاهوا في الدُّروبِ الحائرة
فسنَحتكمُ للشُّهداء
وننتظرُ
حتّى قيامِ السَّاعةِ
وتنعقدُ
محاكمُ الآخرة
بقلمي
محمد الشيخ علي