أَطْفِئْ شُمُوعَكَ
فَالدُّمُوعُ مُنَارَهْ
يَا مُوقِدَ العَيْنَيْنِ
دُونَ شَرَارَهْ ...
المَاءُ بَعْدَ المَاءِ
مَحْضُ رِوَايَةٍ
وَالنَّاعِسَاتُ
تَكَلَّفَتْ أَدْوَارَهْ ...
هَبْ إنَّ لِلدَّمْعِ
انْشِقَاقُ حَضَارَةٍ
وَبُكَاءُ عُودٍ
قَدْ نَفَى أَوْتَارَهْ...
وَالدَّمْعُ
فِي وَجْهِ البُكَاءِ
مَلَامِحٌ
وَمَرَافِئٌ
لِلْأَوْجُهِ المُحْتَارَهْ !
يَا بَاكِيَ الكَفَّينِ
كَمْ مِنْ كِذْبَةٍ
أَّلَّفْتَهَا
لِتَقُولَ مَحْضَ عِبَارَةْ ؟!
قُلْ لِلَّتِي ذَبِحَتْكَ
خَلْفَ عُيُونِهَا
هُنَا شَاعِرٌ
لَا تَقْتَفِي آَثَارَهْ ...
وَانْسِي
دُرُوبَ العِشْقِ
بَيْنَ حُرُوفِهِ
لَاتَتْبَعِيهَا
كُلُّهَا مُنْهَارَهْ ...
هِيَ لَمْ تَكُنْ مِنِّي
سِوَى أُكْذُوبَةٍ
هِيَ لَمْ تَكُنْ
إِلَّا حُرُوفَ إِشَارَهْ ...
قَدْ أُخْفِيَ الحُبُّ الَّذِي
قَدْ كَانَ لِي
قَدْ أُدْغِمَتْ
مَنْ حَاوَلَتْ إِظْهَارَه...
لَا تَبْحَثِي عَنِّي
فَإِنِّي شَاعِرٌ
أَلْقَى عَصَاهُ
عَلَى الضَّيَاعِ
فَصَارَهْ ...
ذَبَحُوا جَمِيعَ الْغَائِبينَ بِحُزْنِهِ
وَبَكَوْا عَلَيْهِ
لِيُوهِمُوا حُضَّارَهْ ..
لَا تَبْحَثِي فِي الشِّعْرِ
بَيْنَ أَصَابِعِي
عَنِّي فَإِنِّي
قَدْ غَدَوْتُ شَرَارَهْ...
وَأَنَا الَّذِي إِنْ مُزِّقَتْ
أَوْرَاقُهُ
كَتَبَ الرَّبِيعَ
فَأَوْرَقَتْ أَشْجَارَهْ ...
قَدْ كُنْتُ فِي جُبِّ
اللَّيَالِي يُوسُفًا
وَالذِّئْبُ فِيَّا
قَدْ اَعَادَ قَرَارَهْ ...
إِنِّي اقْتَرَفْتُ
ذُنُوبَ أَلْفِ قَصِيدَةٍ
لَكِنْ رَجَعْتُ
لِأَكْتُبَ اسْتِغْفَارَهْ !
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
هــارون عمــري