بعض أوجه الموازنة بين قرائية مصر وقرائية المغرب
(1)
لماذا مصر والمغرب؟
لأسباب.ما هي؟
1- منها أنني في المقال السابق المعنون بـ(تغيير ترتيب الحروف في البر نامج العلاجي المصري والوقائي المغربي)- تحدثت عن جانب اتفق فيه البرنامج العلاجي المصري والقرائية الوقائية المغربية للصف الأول وهو تغيير ترتيب الحروف، وقد يُفهم ذلك أن هذا هو وجه الموازنة الوحيد بين التجربتين؛ فاقتضى ذلك ضرورة إنشاء هذا المقال لإيراد جوانب الموازنة بين ما صدر في التجربتين للصف الأول الابتدائي فقط من أدلة للمعلمين.

2- ومنها أنني لا أعلم بلدين ينفذان هذا المشروع العلمي القومي إلا هما؛ فالجزائر ما زالت تستعد كما أخبرني صديق جزائري مهتم بالشأن التربوي، ولا أعلم شيئا عن ليبيا ولا تونس. أما المشرق العربي فقد أخبرني العديد من المعلمين الذين عملوا في السعودية والكويت أن هذا النوع من التعليم متاح منذ عقود لكنني لم أقف على كتب أو أدلة، ولا أعلم أنهم يسمونه قرائية.
والفضائيات التربوية العراقية والسورية واليمينة والكويتية والأونروا الفلسطينية لا تبرز شيئا عن ذلك، هذا إن اعتبرنا هذه القنوات حكما على وجود ذلك المشروع من عدمه؛ لأن الاعتداد بها ضعيف.لماذا؟لأن التعليمية المصرية لا تبرز هذا المشروع إلا في لقاءات متفرقة غير منتظمة.

3- ومنها أن التجربة المغربية استعانت بالتجربة المصرية.4- ومنها أنهما أنتجا أدلة إرشادية للمعلمين متاحة إلكترونيا، وقد طبعتُ دليلي المغرب اللذين صدرا 2016 للصف الأول والثاني الابتدائيين، ثم الدليل الذي صدر بعد دراسة أثر العام الدراسي 2016/2017م للصف الأول الابتدائي وحده.وستكون الموازنة بين دليلي مصر اللذين هما:(الدليل الإرشادي في تنمية مهارات القراءة للصف الأول الابتدائي 1و2) الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم المصرية 2011م، والذي يتناول الفصل الدراسي الأول أي الأصوات. و(الدليل الإرشادي للمعلم لتحسين مهارات الصفوف الأولى) الذي صدر في 2016م محتويا مقدمة ونموذج إشاري إلى محتوى الفصل الدراسي الآخر وإن لم يظهر ذلك في كراسة المتعلم. وبين دليلي المغرب اللذين هما: الدليل التجريبي 2016م (اللغة العربية، مكون القراءة، دليل الأستاذ والأستاذة للسنة الأولى من التعليم الابتدائي)، والنهائي الذي ورد بعد العام الدراسي 2016/2017م الذي لم يتغير عنوانه (اللغة العربية، مكون القراءة، دليل الأستاذ والأستاذة للسنة الأولى من التعليم الابتدائي).

(1)
وأول وجه للموازنة سيكون بين المقدمة بين الدليل المصري 2011م للصف الأول، وبين مقدمتي دليلي الصف الأول المغربيين.ما موضوع وجه الموازنة ذاك؟إنه كاتب المقدمة.كاتب المقدمة؟نعم.وهل هذا يحتاج إلى موازنة؟ نعم.كيف؟في الصفحة الأولى للدليل المصري نفاجأ أن المقدمة لم يكتبها تربوي مصري بل كتبها أجنبي.كيف؟أوردت هذا في مقالي (القرائية .. طريقة تدريس تركز في تحليل المحتوى لتكوين عادات عقلية ذاتية في إطار التعلم النشط) الذي نشر في 9/12/2014م على الرابط الآتي: http://www.alukah.net/social/0/79582/(هذا الدليل الإرشادي هو أحد منتجات مشروع "تحسين الأداء التعليمي للبنات" GILO، والمشروع هو أحد المبادرات التنموية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في المدة من 2008 إلى 2011م. ويهدف المشروع إلى تحسين نوعية التعليم ونتائج التعلم للبنات في المراحل التعليمية من الروضة إلى نهاية الصف الثالث الإعدادي ... وتقع مسئولية تنفيذ المشروع على شركة آر تي آي إنترناشيونال مقاولا رئيسا، ويعاونها في التنفيذ مجموعة شركاء، هم: هيئة التعليم العالمي، وشركة كيز تو إفكتيف ليرنينج، وشركة سي آي دي إنك، وشركة إنفونكس. وقد أنتج هذا الدليل بمساندة الشعب الأمريكي من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والآراء والفِكَر المتضمنة في هذا المحتوى لا تعكس آراء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو الحكومة الأمريكية وإنما هي مسئولية المشروع).ثم يسرد الدليل المشكورين وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم بمصر ص3، ثم في التقديم ص5 يوضح المنطلق المتمثل في اتفاقية التعليم للجميع، ثم يوضح خطوات العمل التي بدأت بتكوين الوزارة فرق عمل من خبراء اللغة العربية لمناقشة الكثير من الوثائق بمساعدة الدكتورة سيلفيا لينان ثومبسون اختصاصية القراءة، ثم كانت الخطوة الثانية في صنع أدلة تعليم القراءة.ثم بين الدليل ص6 أن وكيل الوزارة الأول رضا أبو سريع قرر مع مستشار اللغة العربية 2011م إلزام كل مدارس الوزارة بتنفيذ الطريقة الصوتية بعد نجاحها في المدارس التجريبية.
ولعلك تسأل: لماذا ذلك؟
وقد ترى أن هذه الجهة الأجنبية هي الممولة، فيصلح هذا سببا، وقد لا ترى ذلك، لكن سواء أرأيت هذا أم ذاك فهذا لا يصلح سببا لأن يكتب المقدمة أجنبي.هذا في الدليل المصري فماذا في المغربي؟كتب مقدمة الدليل المغربي قلم تربوي وطني سرد قصة التجربة وشكر المشاركين بقوله ص5: (... وذلك بتأطير من خبراء وطنيين ودوليين ...).ولعلك تتكهن بأن التجربة المصرية أفادت المقدم المغربي؛ لذا لم يرد أن يكرر ما حدث فيها.
(2)

هذا عن الوجه الأول، فماذا عن بقية الأوجه؟
إن الوجه الثاني عن طبيعة الدليل.كيف؟إن الدليل المصري 2011م للفصل الدراسي الأول من الصف الأول الابتدائي جمع بين اللغة والقرائية، أما بدءا من الفصل الدراسي الآخر فهناك انفصال بين دليل معلم اللغة العربية والأدلة الإرشادية القرائية، ولم تجر محاولة للجمع بينهما معا في كتاب واحد. أما الدليل المغربي فقد جمع بين القرائية واللغة.أما الوجه الثالث فهو الطريقة والمدخل.كيف؟في الدليل المصري المدخل جزئي يبدأ بالأصوات في الفصل الدراسي الأول، وهذا هو الصحيح الأوفق. وهذا ما عليه الأمر إلى الآن، أما ما ستجلبه التحديثات المنتظرة هذا العام 2018/2019م فلا يعلم بها أحد. أما الدليل المغربي فمدخله كلي يبدأ من النص ثم يجرد ويبدأ، وهذا ما لا أراه صوابا.
(3)
أما الوجه الرابع فهو تطوير بعض الاستراتيجيات مثل تطوير (استراتيجية إعادة السرد) المصرية المقتصرة على السردية التي تناولتها في مقال (إعادة السرد .. الإستراتيجية التي لا تطبيق عليها في الأدلة الإرشادية) المنشور في 13/3/2017م على الرابط:http://www.alukah.net/social/0/113600/كيف طورتَها التجربة المغربية؟طورتها إلى (إعادة الإنتاج) التي تشمل السابق مع الانتقال إلى الفنون الأخرى من التعبير عن الفكرة برسم أو بفن آخر يلائم موهبة التلميذ؛ مما يجعل التعلم نشطا. وليس هذا فقط بل نصت على أجزاء البنية السردية وكررتها وبينتها؛ إذ تنص دائما عليها ضمن أهداف الأسبوع بدء كل درس.ما معالم البنية السردية؟في جدول أهداف الأسبوع نجد الهدف الآتي دائما موجود كما في ص47 وص 63 و... من دليل (اللغة العربية، مكون القراءة، دليل الأستاذ والأستاذة للسنة الأولى من التعليم الابتدائي) الصادر بعد العام 2016/2017م: {تعرف البنية السردية (البداية، المشكل المطروح، توالي الأحداث، الحل، النهاية)}.وأشارت إلى بعض خطوات (استراتيجية التدريس المباشر) فيه فقسمته إلى (سرد موجه، وسرد مستقل) كما في ص62 من الدليل السابق ذاته.ومثل استراتيجية (خريطة القصة) التي وظفتها القرائية المغربية في محاكاة الحبكة في موضوعات أُخر.كيف؟ورد ص66 من الدليل السابق: (الإعداد: استبدال عناصر خريطة الحكاية بعناصر جديدة من اتراح المتعلمين والمتعلمات: * تغيير المكان: ...* تغيير الأحداث: ...* تغيير الشخصيات). وهذا ما يطابق ما جاء في مقالي السابق (إعادة السرد .. الإستراتيجية التي لا تطبيق عليها في الأدلة الإرشادية) الذي بينت فيه أن استراتيجة خريطة القصة هي أساس تنفيذ استراتيجية (إعادة السرد).