مَــا زِلْــتُ أشْــرقُ وَالْــمَعْنَى يُــحَلِّقُ بِــي
حَــتَّى تَــرَبَّعْتُ فَــوْقَ الْأَنْــجُمِ الــشُّهُبِ
تــحَدّثُ الْــعَيْنُ عَــنْ فَخْرِي بِمَنْ نَفَضَتْ
عُــنِــيَ غُــبَــارَ سِــنِــين الْــهَــمِّ وَالــتَّعَبِ
وَأَسْــتَــرِيــحُ عَــــلَــى دِيــــبَــاجِ بَــسْــمَــتِهَا
كَــأَنَّهَا الــنُّورُ بَــيْنَ الــشَّمْسِ وَالسُّحُبِ
لَا تَــرْتَــوِي الــرُّوحُ إِلَّا حِــينَ أَحْــضُنُهَا
وَلَا الْــفُؤَادُ سِــوَى مِنْ وَجْهِهَا الْعَذِبِ
هَـــذِي حَــنِــينُ الَّــتِــي أَنْــجَــبْتُهَا حَــدَبًا
فَــأَنْــجَــبَتْنِي بِــبِــرِّ الــسَّــمْتِ وَالــنَّــسَبِ
هَــذِي حَــنِينُ فَــهَلْ فِي الْخَلْقِ مِنْ شَبَهٍ
فِــي الذَّوْقِ وَالرِّفْقِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْأَدَبِ
قَــدْ كُــنْتِ أَوَّلَ زَهْــرَاتِي تَــفُوحُ شَــذَاً
بَــيْنَ الْــمُنَى وَالــنَّدَى فِــي الْــجِدِّ وَاللَّعِبِ
وَكُــنْتِ عَــيْنِي الَّــتِي أَرْنُــو بِــهَا لِــغَدِي
مَــحْــفُوفَةً بَــالــسَّنَا فِـــي أَحْــلَكِ الْــحُجُبِ
يَــا مَــنْ عَــلَى جَــبْهَةِ الْأَيَّــامِ قَدْ لَبِسَتْ
تَـــاجَ الْــوَقَــارِ فَــفَــاقَتْ أُمَّــةُ الْــعَرَبِ
طَــهَــارَةُ الــنَّــفْسِ لَا تَــزْكُــو بِــلَا قِــيَمٍ
وَحِــكْمَةُ الْــحَدْسِ لَا تَــسْمُو بِــلَا أَرَبِ
وَقَــدْ زَكَــوتِ فَــأَنْتِ الــدَّرُّ فِي صَدَفٍ
وَقَــدْ سَــمَوْتِ فَــأَنْتِ الْــبَدْرُ فِي النُّجُبِ
يَــا أَجْــمَلَ اسْــمٍ جَــرَى لَحْنًا عَلَى شَفَتِي
يَــا بَــيلَسَانَ الــرِّضَا فِــي مُــهْجَةِ الْغَضَبِ
لَـــوْ كَـــانَ لِــلْمَرْءِ أَنْ يَــخْتَارَ مَــا ابْــنَتُهُ
مَــا اخْــتَرْتُ غَيْرَكِ يَا أَغْلَى مِنَ الذَّهَبِ
يَــا بِــنْتَ قَلْبِي عَصَانِي الشِّعْرُ إِذْ عَجَزَتْ
عَنْكِ الْحُرُوفُ فَهَلْ يَكْفِيكِ قَلْبُ أَبِ؟
رَعَــاكَ رَبِّــي الَّــذِي أَهْــدَاكِ لِــي وَطَنًا
يَــلُمُّ شَــعْثَ الَــهْنَا فِــي عَــيْشِ مُــغْتَرِبِ
وَدُمْـــتِ لِـــي قُـــرَّةً أَزْهُـــو بِــطَــلْعَتِهَا
كَــرِيــمَةً فِـــي الْــوَرَى مَــرْفُوعَةَ الــرُّتَبِ