وصاحبُ الهم لا يدري به أحدُ
يشقى ويشكو إلى مولاه ما يجدُ
تراه تحسبه في خيرِ عافيةٍ
والنارُ في داخل الأحشاء تتقدُ
فافزع إلى الله تلقَ الهمَّ منفرجًا
ومن سوى اللهُ في حاجاتنا سندُ
ولستَ أكرمَ عندَ الله من رسلٍ
لاقَوا من المر مالم يلقه أحدُ
أُوذوا وعُودوا فما هانوا بل احتسبوا
على يقينٍ من الرحمن ما وُعدوا
وسلَّموا بقضاءِ الله في دَعةٍ
فلا قنوطٌ ولا سخطٌ ولا كمدُ
وما أصابك من كربٍ بحكمته
ورب نازلةٍ في طيها مددُ
وسلمِ الأمرَ للرحمن وارضَ به
فكل بلوى وإن طالتْ لها أمدُ
إن الرضا بقضاءِ الله يعقبهُ
أُنسٌ وأمنٌ وعيشٌ هانئٌ رغِدُ
فإن سخطتَ على بلواك زدتَ أسًى
وإن رضيتَ أتاك الخيرُ يطَّردُ
كم ساخطٍ وعطاءُ الله يغمرهُ
وهل يرى النورَ من في عينه رمدُ
كم نعمةٍ كاد يطغيك السرورُ بها
يكونُ في إثرها التعثير والكبدُ
في كل طرفة عين تستجدُّ يدٌ
فنعمةُ الله لا يُحصى لها عددُ
ولا تكونُ حياةٌ كلها رغدٌ
بل إن في العيش كدًا بعده رغَدُ
يهونُ همك إن واساك ذو ثقةٍ
فالظبيُ منفردًا يغتاله الأسدُ
والله قسَّم في الدنيا معايشنا
وللمنايا على أعمارنا رصدُ