الكتابة شيء يتغنى به !!

بَعْضُ الكُتَّابْ " الكَرتونيين " منهم ، تجده يكتب مقالات يومية على أساس أن هذه المقالات تحمل رؤى ما !! وفكر معين ومنظور آخر للموضوع الذي يحكي عنه ... هذه المقالات " تخلع" القارئ البسيط الذي صنع من الكاتب الذي يقرأ له شيء يريه كل شيء غير عادي وكل شيء يكتبه شيء عجيب وجميل وفريد من نوعه ... بيد أن ما يكتبه هؤلاء الكتاب "إن صح الإسم على المسمى " أكثر عبارة تنطبق عليهم هي " باغي يهدر !! " ، وأقصد بكلامي هذا أن بعض الكتاب تغير مفهمومهم للكتابة فبدل تشخيص إشكالية وبيان وجهة النظر في الأمر والإنطلاق من فكر نحو فكر آخر والتعمق في الموضوع بقدره .. وطرح حلول إن كان هناك حل أصبحنا نرى أن طريقة الكتابة هي كالتالي ... " غدا في الساعة 10 صباحا سأكتب مقالة في الموضوع كذا وأجمع فيه أكبر عدد ممكن من الإعجابات " ...

أنا أمقت الكلام من أجل الكلام مع تنميق العبارات والدوران حو الموضوع ...

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

الكتابة أصبحت نوع من " البريستيج " ...

الكتابة أصبحت شيء يكمل به الإنسان نقصا ذاتيا ...

الكتابة أصبحت يد نطلب بها الشهرة وأضواء " الكمرة "...

الكتابة أصبحت أداة لصنع الهالات ...

#الكتابة_لم_تعد_كتابة ...

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

إذا كنا نسعى لنكون كُتَّابْ بحَقْ... فَلْنَكُنْ قُرَّاءْ بحَقْ

✍️✍️ هارون عمري ✍️✍️

وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي
فبمجرد أن يفتح أحدهم فيها صفحة شخصية، يرى نفسه من أهل الرأي والحكمة والاجتهاد
فلا يترك طائراً يطير بجناحيه، ولا زلزالاً يضرب أقاصي الأرض، ولا مشكلة سياسية في جزر الواق واق
إلا ويكتب عنها، ويرمي من يخالفه بالجهل والتخلف !

وأين هذا من ورع أهل العلم.. و والله أعلم.. ولا أدري؟

تحياتي ودعواتي

الكاتب الحق هو مَن يحمل أمانةَ القلم، وأمانةَ الكلمة؛ لأنَّ النَّاس الذين يقرؤون له يُصابون بالإعجاب والتقدير والاحترام له،
ومن ثَمَّ تَجدهم يحاولون محاكاته وتقليده والاقتداء به؛ فإن استطعتَ أن تكون مفتاح خيرٍ بقلمك، مغلاقَ شرٍّ، فافعل، وإن لم تستطع
فدعْ عنك الكتابةَ لستَ منها ♦♦♦ ولو سوَّدتَ وجهَك بالمدادِ
وخير ما يستعين به الكاتب قبل كلِّ شيء كثرةُ القراءة ـ خاصة في كتاب الله الخالِد، وحفظ ما يستطيع حفظه،
فوالله لن يجد أحلى منه تعبيرًا، ولا أجمل منه فَصاحة، ولا أبرع أسلوبًا
واصقْلِ موهبتك وملَكتك، فتصبح لك القدرة على التَّعبير عمَّا يجول بداخلك، وما يَختلج في نفسك من مشاعر وأحاسيس وعواطف.
خاطب القارئ المعاصِر بما يطيقُ، وإيَّاك واستعراض عضلاتك اللُّغوية على المتلقِّي؛ فإنه سينفر منك ويرحل، ليبحث عن كاتبٍ غيرك،
ولا تكن متشدِّقًا ثرثارًا، وخير الكلام كما يقول الجاحظ: ما كان قليله يغنيك عن كثيره.
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.