الشاعر الكبير الدكتور / سمير العمري
أشكركم على مروركم الكريم على أول مشاركة لي في واحتكم الحافلة بالعطاء المتجدد ، وقد سرتني ملاحظاتكم التي أبديتموها .. وقد راجعت في كل ما طرحتموه أهل الاختصاص ، واستأذنكم في إبداء ما علق في ذهني من أجوبتهم :
أنتَ إنْ تبحثْ بصيفٍ
واجدٌ في الأرضِ ظِلَّا
[الصواب لغة "في صيف" ولا تجعل الوزن يوقعك في مخالفة قواعد اللغة.]والجواب ورد استخدام الباء بمعنى " في " في القرآن الكريم . قال الله وتعالى : " إلا آل لوط نجيناهم بسحر " فهذا في ظرف الزمان . وقال الله تعالى : " ولقد نصركم الله ببدر " وهذا في ظرف المكان . وعليه فلم يخالف استخدامي للباء بمعنى " في " في البيت قواعد اللغة ، بل أتى مستندا على لغة القرآن .
[ثم إن الشرطية هنا جميلة ولكن جواب الشرط توقعته فعلاً كأن تقول "ستجد" أو "قد تجد" أما لجوؤك لاسم الفاعل فلا أراه مستساغا.]" واجد " هنا ليست جوابا للشرط وإنما هي خبر للمبتدأ " أنت " وتقدير الجملة " إن تبحث بصيف فأنت واجد" فحذفت الفاء وتقدم المبتدأ " أنت " وتوسطت أداة الشرط وفعله بينه وبين الخبر " وحتى على تقدير أن " واجد " جواب للشرط فليس هناك ما يمنع ذلك بل استخدام اسم الفاعل " واجدٌ " هنا أجمل من استخدام الفعل " ستجد" ، فإن من جمالية اسم الفاعل أنه دال على المستقبل خاصة إذا جاء منونا كما جاء هنا ، وفي قصة أبي يوسف مع الكسائي لما قال له : ما تقول فيمن قال : أنا قاتلٌ زيدا . وأنا قاتلُ زيد . فقال أما من قال أنا قاتلٌ زيدا فليس عليه شيء لأنه عزم على القتل ولم يفعل بعد ، وأما من قال : أنا قاتلُ زيد فهذا قد وقع منه القتل فعليه القصاص .
ارفعِ الكـفَّ ونـاجِ
ربَّنـا عـزَّ وجـلَّا
[لا يجوز الوقف على متحرك في العروض إلا ما كان تصريعاً ثم لا يجوز عروضياً حذف السابع الساكن في فاعلاتن هنا.]كلمة " ناج ِ " لم يقل أحد أنها تبقى كسرة بل يتم إشباع المتحرك عند الوقوف ، وعليه فتصير " ناجي " فالياء وإن حذفت نحويا فإنها عادت عروضيا لأنه على فرض أن ظاهره متحرك ووقفنا عليه فإنه تشبع الحركة فتتحول هنا إلى ياء وعليه فإن الساكن السابع في فاعلاتن هنا لم يحذف . فلا إشكال .
وتقبلوا خالص الحب والتحية
تلميذكم المحب / عبد الرحمن