رأيتُ دموعاً أسبلت
من عيون الحبيبةَ بِخجلِ
تجري على خُدودٍ تَورَّدَت
لِتحطَّ على شِفاهٍ عَسلِ
تَساءلتُ لِم البكاء
وقَلبيَ يَنبضُ من وَجلِ
أحان وقتُ المَخاضِ والعَناء؟
مَسحَت بأنامِلها شِفاهاً تَبَلَّلت
ونَطَقَت بتغريد بُلبُلِ
إِليكَ لَائِحةَ أَسماء
لِتَنتقيَ مِنهاَ مَا تَشاء
بِتَروٍّ، لَا على عَجلِ
كانَت تَبكِي فَرحًا
كانَت تُداعِبُ بِكِلتَا يَديهَا بَطنَها المُمتَلئِ
هَمَسَت بإِحسَاسٍ دَافِئِ
سيكونُ أَعزَّ الأَبنَاء
نَظَرتُ إِلى وَجهِهَا سَاِرحًا
إلى دَمعِ عَينٍ بِالكُحلِ مُتلَألِئِ
ابتسمت لَها وفُؤادِي مُنشَرِحًا
سَنُسمِّيهِ مُحَمَّدًا
تَيَمُّنًا بِسَيِّدِ الخَلقِ والأَنبِيَاء
رَفَعتُ يَدِي إلى البَارئِ المُصَوِّرِ حَامِدًا
ودَعَوتُهُ أَن يُباِركَ وَيِزيَد العَطَاء
عَانَقتُهَا بِلُطفٍ مٌداعِبًا شَعرَها المٌسدَلِ
وأَهدَيتٌهَا على الجَبينِ أَحلَى قٌبلِ
أتشعرين بالألم؟
أتشعرين بطلق الولادة؟
أَشعُرُ بِالجَنِين، حَركَاتُهُ تَغمِرنِي بِالسَّعادَة
أُريدُ الرَّقصَ، والغِنَاء
هيَّا لِتَرقُصي وغَنِّي
فَمَا لِرقصِكِ مَثيلٌٌ
ولو اجْتَمعَتِ الحِسانُ الغِوانِ
طَربٌٌ ولَحنٌٌ أَصيلٌٌ
مَاعَرفَتهٌ مَجامِعُ الإِيوانِ
تَمايَلَت بِلُطفٍ ودَلالِ
وَيدَيهَا تُلامِسُ خَصرَها بِحَنانِ
وما بُكائِيَ إِلاَّ فَرحًا
عَاطِفَةَ أُمُومةٍ والشَّوقُ حَميلُ
لِضَربِ جَنِينٍ في بَطنِيَ وَابلُ
يَطرُقٌ أَبوابَ الدٌّنيَا فَاتحًا
على خَيرِهَا وشَرِّهَا مُقبِلُ