نعود الى القرآن فهو حداؤنا
خمائله طيبٌ وأثمارهُ رطبُ
وأشجارهُ الإحسان تبدو ظليلة
وأزهاره الأحكام والقصص العشبُ
فنحنو بهذا النور نرشف عذبه
فنحيا بفردوسٍ يصلي لنا الحبُ
جداوله الإيمان ينساب والهدى
وأنهارهُ التوحيد والخلق العذبُ
فآياته مسكٌ وعودٌ وعنبر
وشيح وريحان يطيب بها القلب
تسربه الأزمانُ والناس والدنا
ووجدان هذا الكون والسهل والصعبُ
جلاءٌ لهم أو شفاءٌ لعلةٍ
تحير في تشخيص أدوائها الطب
فما أجمل الآيات تنساب عذبة
ومن بسمة الآيات ينحسر الكرب
إذا سمع الدهر التلاوة ينحني
ولو أجدبت أرض يحل بها الخصب
كتاب حوا كل المعارف ونتهتْ
إليه المعاني والأحاديثُ والكتب
فماذا عسى نبض الحروف تزيده
إذا كان من قال البيان هو الربّ
شعر هائل سعيد الصرمي
يا من له وجب الكمال تفرداً
والكل يرجو فضله وهداهُ
والمحسنون تسابقوا في لهفةٍ
يوم اللقا شوقا إلى لقياه
حقق لكل مؤمل أمالــهُ
وأجب لمن يدعوك كل دعاه
وأغثْ ضعيفاً في رضاك مؤملا
وامنحه يا مولا كل رجاه
وأضئ به ليل الحياة وخصه
بجوار طهُ المصطفى وضياه
وجعله معتصما بحبلك موثقا
بالعروة الوثقى بكل عراهُ
وامنحه وصلك والوداد تكرما
قد عثرته عن الوصال خطاه
واغفر له كل الذنوب ومدهُ
برعاية تشفى بها أدواه
مولاي إني قد أتيتك راغبا
والقلب يطمع أن ينال مناه
فامنحني يامولاي وثبة مخلص
تمحو عن القلب الكليل أساه
والبسني يالله حلة عزة
واجعل مرادكَ فيَا ما أهواه
وأزل بفضلك ران كل غشاوة
حجبتني عنك فأنت من أهواهُ
شعر هائل الصرمي