لتحولات في السعودية عميقة جدا وثورية بكل ما تعنيه كلمة الثورية من معنا , فالسعودية ان لم تكن الوحيدة فهي من الدول القليلة في المنطقة العربية التي اكتملت فيها بنا موسسات الدولة الحقيقية , ومن ذلك فسلوك المسلك الثوري هذا لايخوف , لن الموسسة هي من تحمي الدولة والمجتمع من الانحراف
المقصود بالثورية هنا .... الهدم من اجل اعادة البناء بصورة صحيحة , وليس الهدم بغرض الهدم وحسب , وهذه الخاصية الى حد الان من الخواص التي تتميز بها المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول العربية التي تسير نحوالتغيير الثوري السير القاصر الخاطئ في المفهوم الثوري , تسير في سبيل الهدم وحسب وهي لاتمتلك ادوات البنا
....
اما فيما يخص الموسسة فليس ادل على ذلك من انتقال السلطة بشكل سلس ومرن من شكل الى شكل اخر وبمعوقات تكاد ان لاتذكر .....
باختصار السعودية من اليوم وصاعد ستشهد شكل اخر من اشكال الدولة غير الشكل الذي كانوا يعرفونها به العرب , وليس بعيدا ظهور بشارات الملكية الدستورية ودخول مفاهيم جديدة الى المملكة غير التي كانت سائدة سابقا , مفاهيم ستقهر سلطة الكهنوت في المجتمع العربي الى الابد
نختصر التعبير عن راينا هذا ب {الانتقال من الحكم العرضي الى الحكم الراسي} اي انتقال الحكم من الاخوة الى الابناء , وفي ذلك يكمن التغيير الثوري المنظم والسليم , وهذا فيه تصحيح لماهية الحكم في الدولة الملكية وعودته الى الاصل الصحيح , بدلا من الشكل الخاطئ الذي كانت تسير عليه السعودية فيما مضى من الايام والسنين والذي كاد ان يردي بالسعودية واهلها الى مهاوي العطب والردية
حيث ان انتقال الحكم من الاب الى الابن , وليس من الاخ الى اخيه كما كان سابقا هو الاصل الصحيح بالدولة الملكية , فان نجحت السعودية في هذا الانتقال فهي تهيئ لدولة امنة ومستقرة لمدة اطول ....
هذا التغيير لايمكن ان تحميه غير سياسة متوازنة بين الشرق والغرب , وبعيدة عن تطلعات الحركة الصهيونية العالمية {الذين يسمون انفسهم بامريكا المسيحين الجدد او الصهيومسيحية} وكذلك الى ضرورة النظر الى المحيط العربي بعيدا عن سياسة الاملا الكهنوتي اللا عقلاني والغبي , الذي ضلت السعودية تسير في ركبه بلا وعي نتيجة استحلاص علما السوء لهذا المنهج المدمر فهو منهج فرعون الذي يقول فيه الله بلسان فرعون {ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الاسبيل الرشاد}
اتوقع ان تشهد العلاقات مع روسيا والصين نموا مضطردا على حساب العلاقات مع امريكا والغرب , وفي هذا مظمون التغيير الذي ستشهده المنطقة العربية ....
البوصلة يجب ان تتجه شرقا , هذا اذا ادرك حكام السعودية المسار الصحيح والامن , وقبل فوات الاوان
{ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
وناسا لايحبهم الله يعني انه يكرهم ومن يكرهه الله فعاقبته وخيمة
وفي ذلك الغربلة الالاهية التي يشير اليها دائما شيخنا حسين بن صالح عالب السعدي الموسطي اليافعي , وهي من الاشارات الصحيحة التي يجب التعامل مع تجلياتها بحذر شديد وبمرونة وقابلية لتقبل قصور الافهام العربية لاستقراء الواقع قراءة صحيحة
وفي ذلك ادعُ الى الاستفادة من العقول اليافعية وعدم اهمالها , وادعُ ان لاتياس هذه العقول من عدم فهمها الفهم الصحيح من قبل كثير من ابنا يافع وبالذات المتعلمين منهم
القضية فكرية قبل اي شي اخر , وبذلك انما اقول رايي ولا افرضه على احد , ورايي هذا اضعه في بوتقة الاعتبار والاختبار القادم عسى ان اذكر به في يوم من الايام