حديثُ القلبِ للرحمنِ أُنسٌ
وفيضٌ بالجمالِ وبالجلالِ
فناجِ اللهَ مفتقرًا إليهِ
فنقصُك عنده عينُ الكمالِ
وعوِّد نفسَك الأذكارَ دومًا
فذكر الله كالماء الزلال
تضرعْ وابتهلْ واقرأْ ورتلْ
تدبر واجتهدْفي كل حالِ
تنلْ من فضله ما ليس يُحصى
ولم يخطرْ على أحدٍ ببالِ
يفرج ما أصابك من هموم
وإن كانتْ كأمثالِ الجبالِ
فكم عافاك حتى كدتَ تطغى
وغيرك ضاق بالداء العضالِ
وكم أغناك من عيشٍ رغيدٍ
وغيرك معدمٌ من غير مالِ
وأنت تعيش في أمن وعزٍّ
وغيرك في بلاءٍ واقتتالٍ
ومنَّ عليك بالإسلام دينًا
وغيرك في العَماية والضلالِ
وكم أعطاك ربك من نعيمٍ
وكنتَ تظنه محضَ الخيالِ
فلا تعجز عن الإحسان دومًا
بنفسٍ أو مقال أو فعالِ
ولا تحمل على الأصحاب حقدًا
وكن بالله واعفُ ولا تبالِ
وخَلِّ القلب مرتاحًا سليمًا
وسامح من أساء بلا جدالِ
ويومَك لا تُضِعه وكن حريصًا
وأمسِك فيه عن قيلٍ وقالِ
وصل على محمدَ كل حين
فسُنته تقيكَ من الضلالِ
أطع واسمع له واتبع خطاه
وعادي في محبته ووالِ
فمن يرجو النجاة ولم يطعه
يضيعُ العمرَ في طلبِ المحالِ
فعض بناجذيك على هداه
تنل جناتِ عدنٍ في المآلِ