أيها المحزون

67
أيها المحزون
إنما هي شدة سُرعان ما تزول
{ألم نشرح لك صدرك}
ألم نشرحه بالهداية ألم نشرحه بمعاني التوحيد بالتحرر من عبودية العباد الي عبودية رب العباد
بالعلم والمعرفة بالطمأنينة بالرضا بالأُنس والمحبة
بالحياة الطيبة..بالعافية والرزق..بكل جميلٍ تحبه.

{ووضعنا عنك وزرك}
بالمغفرة والعفو والتوبة والإجابة--' بالنصر والتأييد .

{ورفعنا لك ذكرك}
حتى أصبحت علماً يشار إليك بالبنان
لماذا تحزن لماذا يَضيق صدرك إذن وينقبض من أتفه الأمور والله يحيطك بنعم لا تحصى وفصائل لا تعد ولا تنسى
التفت لهذه السنة المطردة التي لا تتبدل.
ان مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا ..
ولكي يتعجل لك ماتريد ويدوم لك ماتحب وتبقى في ربيع دائم لا يضيق لك صدر .
فهذا هو العلاج
{إذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} فذلك هو بريد الانشراح الدئم فعض عليه بما استطعت
فبه ينشرح صدرك ويذهب همك ويلين خصمك وينهزم جدار وزِرك وتتنصرُ على عدوك وتتحقق آمالُك..

بقلم: هائل سعيد الصرمي

قال الرسول عليه الصلاة والسلام:"
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"[3].
قال شريح رحمه الله:" إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات،
أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذلم يجعلها في ديني"[4].
قال سبحانه:"
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء.
كيف تحزن وقد هداك الله للإسلام بعد أن ضل عنه كثير من الناس؟

تحمل المعاني على أجنحة التمكن بنفحات إيمانية وحس جميل
شكرا على مواضيع تبهرني بسردها السلس وأسلوبها الممتع
دمت ودام الألق لقلمك.

شكرأ لجمال روحك وحرف

68
أيها المحزن من أوجاعه
غادر الحزن وداوِ الوجعا

وانثر البسمة للناس وكن
بلسما إن مَر أرضاً نفعا

انشر الخير على كل الربَى
لا تطع ظنا دجى أو طمعا

إن ظن السوء لا يهديك بل
يجلب الأثم إذا ما سمعا

سترى خيرا عميما وترى
كلما ضاق الخناق اتَّسعا

فله الحمد على آلائه
وله الحمد على ما دفعا

رب زدني همة تطوي المدى
تنشر الخير وتمحو الأدمعا

أسرفت نفسي فأمِّن خوفها
مُدَّها بالأُنس واحمِ المَرتعا

ردني يارب ردا حسنا
نحو ك اللهم وارفع موضعا

لا يتوه الظل عن موطنه
وشعاع الشمس في كل وِعا


يا كريم الفضل كن لي سندا
ومجيبا لرجائي والدعا

أنت نوري وضيائي إن دجت
ظلم الحزن تداجي الأضلعا

كن ضيائي في دروبي والخطى
نحوك اللهم واجعلني معا

خير خلق الله في فردوسه
فالهوى يملأ قلبي مذ وَعَى
وصلاتي ليس يحصيها مدى
ما دجى ليل ونجم سطعا

شعر هائل النصر

ما هذه الروعة وعمق المضمون وصبغة الصدق التي لونت كل حرف
مشاعر سامية ونص شعري نبيل زاخر بالمعاني متدفق الحس
جاد القلم والفكر بالكثير من الجمال والإبداع
فحلقث بنا في مدارك السمو والجمال والحكمة
طبت وطاب قصيدك وسلم بيانك
ونفع الله بك.

كلماتك شهد تنساب وغيث ينهمر فيروي
ويهج زادك الله من فضله وجزاك خيرا على حسن ظنك وجمال تعليقك