سنعصف لو أردت الشعر عصفاًولو كانت مياه الموج كثاً
ونخرج لؤلؤ ثراً رصيناً
وننحت لو طلبتَ الصخر نحتاً
ونبني هامةً صرحا متينا
تريد بأن نخوض البحر ، خضنا
وأجرينا المراكب والسفينا
كمثل الطود شامخةً، مشينا
ولو سرنا على موجٍ وموجٍ
وفي لجج الظلام لما اتقينا
فنحن الشُّمُّ أرباب المعالي
ونحن وإن نكن ماء وطينا
لنا التاريخ يشهد والبراري
ويعلم أننا نحمي العرينا
وان الغابة السوداء تذوى
ويكبو المكر حين يكون فينا
لأنا معشر قبضوا بحبل
من الرحمن رب العالمينا
وقد بدأوا المكارم قبل ألف
ونيف..هل نقيل إذ بلينا
فنحن الصدر لا نخش المنايا
ونستعلي على من يزدرينا
كرام في الوغى أسدٌ وصيدٌ
ولا نرضى بغير الأولينا
إذا غشي الدجى جوف الليالي
أحلناه ضياء مستبينا
وحولنا القلاع وكل صخرٍ
ترابا صفصفا قاعا هتينا
وسرنا والخطوب تثور حرى
وسرنا والعواصف في يدينا
فأخمدنا البراكين العواتي
وصيَّرنا الشِّداد أشد لينا
حملنا العدل والإنصاف حتى
رأينا في العدا خلقاً ودينا
فلا نرضى سوى الرحمن رباً
ولا نخشى الطغات الظالمينا
شعر هائل سعيد الصرمي